Connect with us

السياسة

نبيل زكاوي: الفقر قرين الكُفر والصدقات أمان

يناقش المفكّر المغربي نبيل زكاوي، مشكلة الفقر وعلاقة الدِّين بالمُعالجات التنموية، من خلال تشريح مفهوم القِيَم

يناقش المفكّر المغربي نبيل زكاوي، مشكلة الفقر وعلاقة الدِّين بالمُعالجات التنموية، من خلال تشريح مفهوم القِيَم والممارسات الدينية ودورها في التنمية المستدامة في العالم الإسلامي؛ إذ يرى أن العالم الإسلامي يُشكّل الجزء الأكبر من العالم الثالث، وأن عدد المسلمين يتزايد بسرعة كنسبة من سكان العالم، إلا أن التنمية ظلت في هذه الرقعة الجغرافية المهمة راكدة أو بطيئة، إذ يعيش غالبية المسلمين في مناطق بحاجة إلى التنمية، ويشكلون مجتمعات أكثر حرماناً اجتماعياً واقتصادياً على المستوى العالمي، فيما خلّف الإسلام 13 قرناً من التأثير المستمر، والفعال على حياة المجتمع، كون مبادئه تنظم ليس فقط القواعد الأخلاقية والمعنوية لسلوك الفرد في الأسرة والمجتمع، بل وحياته الشخصية والاقتصادية والاجتماعية.

ولفت إلى أنّ الإسلام، في نظر المؤمنين، ليس مجرد نظام ديني، بل هو أسلوب حياة، كما أن المفهوم الإسلامي للسعي في الدنيا يجعل اهتمام الإنسان بترقية مجتمعه واهتمامه ببيئته أمراً مهماً، وهو ما يحيلنا إلى التساؤل حول آفاق اللقاءات الملموسة بين التطورات الاجتماعية والاقتصادية والتقاليد الدينية الراسخة في العالم الإسلامي؛ إذ إن أهمية الدين في العالم الإسلامي، تفرض دراسة علاقته بالتنمية بشكل منهجي.

وأكد أهمية الدين في المجال العام، وحرصه من الناحية النظرية إلى اكتشاف (إدخال الدين) في مناقشات سياسات التنمية، ومن الناحية العملية إلى تسليط الضوء على التفاعل والتقاطع بين الدين والتنمية؛ بوصفه أحد الشواغل الإنمائية المهمة. ودعا إلى التفكير في كيفية التوفيق بين الإسلام والتنمية، وكيفية تحويل القيم والممارسات الإسلامية، باعتبار الدين خبرة إنسانية، إلى ممارسات تنموية.

وقال زكاوي: إن القيم والممارسات الدينية يمكن أن تساعد على التنمية في دول العالم الإسلامي، وليست بالضرورة عقبات أمام تحقيق مجتمع واقتصاد حديث وعقلاني؛ إذ إن الأساس المنطقي الرئيس للتعامل مع الدين يكمن في النتائج المخيبة للآمال للإستراتيجيات التنموية العلمانية المجربة في دول العالم الإسلامي والشعور بأن الدين يمكن أن يكون له دور إيجابي في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وأن الدين ربما يعمل على إصلاح هذه الفجوة والمساعدة في التغلب على بعض العجز المسجل في هذه البلدان في أعقاب تحولها النيوليبرالي.

وطرح مجموعة أسئلة من قبيل: كيف يمكن أن يشكل الدين مورداً خارجياً قادراً على معالجة الخصاص التنموي في البعدين الاجتماعي والاقتصادي؟ وهل يمكن استنباط أسس دينية ذات طابع فيبري لرأسمالية مستقلة تكون نموذجاً تنموياً في دول العالم الإسلامي؟ ثم ما الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الدينية الإسلامية، من قبيل مؤسستي الزكاة والوقف في تقديم الخدمات الاجتماعية؟ وكيف يمكن النظر إلى هذه المؤسسات بوصفها «عمليات إنتاجية»؟ ثم كيف يمكن إعادة تشكيل العمل باعتباره شكلاً من أشكال العبادة الدينية في إطار نهج «الاقتصاد الروحي» بوصفه أسلمة لليبرالية الجديدة؟ من الناحية المنهجية. وعدّ المراجعة النقدية للأدبيات التي تبني التنمية باعتبارها تقع ضمن المجال العلماني، بعيداً عن الدين، ضرورة، وكيف صارت دراسات وممارسات التنمية في العقود الأخيرة تكتشف الدين وتؤكد على التداخل والتقارب بينهما.

شبكات تعزيز الأمان

وذهب إلى أنّ للممارسات والقيم الدينية الإسلامية دوراً في توليد التدخلات التنموية على المستوى الاجتماعي (في محور ثانٍ)، وعلى المستوى الاقتصادي (في محور ثالث).

ويرى أنّ الفقر في المجتمعات المسلمة قرين الكُفر، والصدقات أمانٌ وتنمية، كون مبدأ الإيمان بالتكافل، هو مبدأ الإيمان بالإنسان، وتفوّق الطبيعة البشريّة عن الطبائع الأخرى، وتميّزها بروحيّة إنسانية ما بعد الطبيعة المادية. ونبّه إلى أنّه لا ينبغي النظر إلى دور الصدقات والنفقات الاجتماعية على أنها إضفاء شرعيّة على وجود الفقر والفقراء والتسليم بهم كحقيقة ثابتة؛ فالإسلام يرى الفقر مشكلة من أكبر المشكلات الاجتماعية والاقتصادية ويعادل الكُفر. ولم يستبعد أن تلعب الزكاة والصدقات دوراً في معالجة الفقر والبطالة باعتبارهما من شبكات تعزيز الأمان والتماسك الاجتماعي، ولو تجاوزت المجتمعات الإسلامية ظاهرة الفقر، ستظل الصدقات مرتكزاً للتنمية المستدامة، بتوفيرها الأموال اللازمة للأوقاف الخيريّة التي تتبنى الإنفاق على التعليم والتأهيل والتدريب وتطوير المهارات، وبذلك تحدّ من التفاوتات الاجتماعية، وترفع كفاءة الإنسان وتشعره بقدرته على الكسب الحلال بسموّ أخلاقي.

أخبار ذات صلة

السياسة

«النووي الإيراني» تحت مجهر لقاء ثلاثي في بكين

تعقد الصين روسيا وإيران محادثات ثلاثية لبحث برنامج طهران النووي، يوم الجمعة القادم في بكين. وقال متحدث باسم وزارة

تعقد الصين روسيا وإيران محادثات ثلاثية لبحث برنامج طهران النووي، يوم الجمعة القادم في بكين. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، اليوم (الأربعاء)، إن الأطراف الثلاثة ستتبادل وجهات النظر بشأن ملف إيران النووي وغيره من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وبحسب الخارجية الصينية، فإن الصين ستجري المحادثات مع روسيا وإيران بشأن القضية النووية الإيرانية في العاصمة بكين، مضيفة أن نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاو شيوي سيرأس الاجتماع.

من جانبها، أعلنت إيران أنها ستعقد محادثات هذا الأسبوع مع الصين وروسيا لبحث برنامجها النووي، بعدما أعلنت بكين أنها ستستضيف الاجتماع.

وذكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في بيان، أن المحادثات الثلاثية، الجمعة، ستركز على التطورات المرتبطة بالملف النووي ورفع العقوبات المفروضة على طهران.

وفي موسكو، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، أن واشنطن تسعى لربط الاتفاق النووي الجديد بشرط توقف إيران عن دعم عدد من الجماعات في الشرق الأوسط، معتبرا أن هذا الأمر محكوم عليه بالفشل، وفق قوله.

وحول آفاق استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، قال لافروف في مقابلة مع المدونين الأمريكيين ماريو نوفل ولاري جونسون وأندرو نابوليتانو: ما يثير القلق هو وجود بعض المؤشرات على رغبة الأمريكيين في ربط هذا الاتفاق الجديد بشروط سياسية تلزم إيران بالخضوع لعمليات تفتيش لضمان عدم دعمها لجماعات في العراق أو لبنان أو سورية أو أي مكان آخر، لا أعتقد أن هذا الأمر سينجح.

وعلى صعيد ذي صلة، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى إيران ستُسلم إلى طهران قريبا عن طريق دولة عربية.

وقال لصحافيين في العاصمة طهران، اليوم (الأربعاء): لم تصلنا الرسالة بعد لكن من المقرر أن يسلّمها مبعوث من دولة عربية قريبا في طهران. وأفاد بأن إيران لم تتلق بعد رسالة من الرئيس ترمب إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، بشأن البرنامج النووي الإيراني، لكن وسيطاً سيسلمها قريباً.

وقال عراقجي: لقد كُتبت الرسالة، لكنها لم تصل إلينا بعد، هناك اتفاق على أن يسلمها ممثل إحدى الدول العربية إلى طهران في المستقبل القريب.

وكان المسؤولون الإيرانيون قد صرحوا في وقت سابق بأنهم لم يتلقوا أي رسالة من الرئيس الأمريكي.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

الكرملين يترقب مكالمة هاتفية بين بوتين وترمب

أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الكرملين لا يستبعد فكرة إجراء محادثة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير

أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الكرملين لا يستبعد فكرة إجراء محادثة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي دونالد ترمب، عقب نتائج المفاوضات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في جدة، وإذا لزم الأمر سيتم تنظيمها بسرعة كبيرة.

ولفت في تصريح له، اليوم(الأربعاء)، إلى عدم وجود أي اتفاقات لإجراء محادثة هاتفية بين بوتين وترمب، مؤكدا التقارير التي تفيد بعدم تقدم الجانب الأمريكي بطلب في هذا الصدد. ونفى المتحدث باسم الكرملين تحديد موعد ومكان انعقاد القمة المرتقبة بين قادة البلدين.

وأكد ترمب عزمه إجراء مكالمة هاتفية مع بوتين هذا الأسبوع، عقب المفاوضات الأمريكية الأوكرانية في السعودية، الثلاثاء.

وقال بيسكوف في مؤتمر صحفي: «نحن أيضا لا نستبعد أن يتم طرح فكرة إجراء محادثة هاتفية على أعلى مستوى، في حال ظهور مثل هذه الحاجة، سيتم تنظيمها بسرعة كبيرة، القنوات المتاحة للحوار مع الأمريكيين تسمح بذلك في فترة زمنية قصيرة نسبياً».

وأفاد بأن روسيا تنتظر أن تطلعها الولايات المتحدة على مقترحها بشأن هدنة مدتها 30 يوما في الحرب مع كييف، غداة موافقة الأخيرة عليه في اجتماع بين مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين.

ودعا متحدث الكرملين إلى عدم التسرع في ما يتعلق بمسألة رد روسيا على اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في أوكرانيا.

ورداً على سؤال من وكالة «تاس» حول ما إذا كانت روسيا تعتبر اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً المتفق عليه بين الولايات المتحدة وأوكرانيا غير مناسب لها وكيف سترد، قال: «أنت تستبق الأحداث قليلاً، لا نريد أن نفعل ذلك، أمس، وخلال حديثهما للصحافة، قال كلٌّ من وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز إنهما سينقلان إلينا معلومات مفصلة حول جوهر المحادثات التي جرت في جدة عبر قنوات مختلفة»، وأضاف: «يجب علينا أولاً الحصول على هذه المعلومات».

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

خطوة إيجابية .. زعماء أوروبا يرحبون بنتائج محادثات جدة

رحب زعماء أوروبيون، اليوم (الأربعاء)، بنتائج مباحثات جدة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، معتبرين أن استعداد كييف

رحب زعماء أوروبيون، اليوم (الأربعاء)، بنتائج مباحثات جدة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، معتبرين أن استعداد كييف لقبول المقترح الأمريكي بهدنة 30 يوماً في الحرب مع روسيا، خطوة إيجابية نحو السلام. وقفزت الأسهم الأوروبية بعد هذا التطور اللافت.

ووصف المستشار الألماني أولاف شولتز الهدنة بأنها خطوة مهمة تجاه سلام عادل في أوكرانيا، وقال إن فكرة وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً خطوة صحيحة ومهمة تجاه سلام عادل، مضيفا: نقف مع أوكرانيا والولايات المتحدة، ونرحب بالمقترح الصادر عن مفاوضات جدة، واعتبر أن الأمر الآن بيد الرئيس بوتين.

وهنأ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ما وصفه بـ«انفراجة مهمة». وأضاف: «هذه خطوة مهمة لأجل السلام في أوكرانيا. جميعنا نحتاج الآن إلى مضاعفة جهودنا لأجل سلام آمن ودائم في أقرب وقت ممكن».

فيما رأى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز موافقة كييف على مقترح الهدنة خبر إيجابي، وقال رئيس وزراء بولندا دونالد تاسك إنه يعتقد أن محادثات أوكرانيا الأخيرة خطوة مهمة نحو السلام.

ورحبت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بنتائج المحادثات، وقالت: «هذا تطور إيجابي يمكنه أن يكون خطوة تجاه سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا. الكرة الآن في ملعب روسيا». وشددت على أن الاتحاد الأوروبي مستعد للعب دوره بالكامل، بالتعاون مع الشركاء في مفاوضات السلام القادمة.

من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا في وارسو (الأربعاء)، إن كييف مستعدة لتشكيل فريق للعمل على خارطة طريق للوصول إلى وقف لإطلاق النار مع روسيا. وأكد أن أوكرانيا أكثر دولة تريد نهاية للحرب، والسلام العادل.

وأعلنت الولايات المتحدة وأوكرانيا في بيان مشترك في ختام مباحثات جدة، مساء (الثلاثاء)، أن كييف مستعدة لقبول اقتراح أمريكي بهدنة لمدة 30 يوماً إذا وافقت روسيا.

وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي إنه يمكنه تأكيد استئناف إمدادات الأسلحة لأوكرانيا عبر بولندا، وفق الاتفاق بين كييف وواشنطن في جدة، كما أكد أن اتصال أوكرانيا بالإنترنت عبر خدمة ستارلينك المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، لا تزال تعمل.

وأعربت أوكرانيا في ختام محادثات الثلاثاء، عن استعدادها لقبول الاقتراح الأمريكي بفرض وقف فوري ومؤقت لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، يمكن تمديده باتفاق متبادل بين الأطراف، ويخضع ذلك لموافقة وتنفيذ متزامن من قبل روسيا، وأضافت أن الولايات المتحدة ستبلغ روسيا بأن المعاملة بالمثل من الجانب الروسي هي المفتاح لتحقيق السلام.

وحسب البيان فإن الولايات المتحدة سترفع التجميد عن تبادل المعلومات الاستخباراتية، واستئناف تقديم المساعدات الأمنية لكييف.

واتفق رئيسا البلدين دونالد ترمب وفولوديمير زيلينسكي على إبرام اتفاق شامل في أقرب وقت ممكن لتطوير الموارد المعدنية الحيوية في أوكرانيا بهدف توسيع الاقتصاد الأوكراني، وضمان ازدهاره وأمنه على المدى الطويل.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .