Connect with us

الثقافة و الفن

عبدالله مفتاح: «جمعية الأدب» نفذت 225 فعالية.. وعضو واحد انسحب برسالة «واتساب»

ضيف هذه المساحة، شخصيّة وازنة، لأكثر من اعتبار، فهو أهل للصداقة الثقافية، وهو شاعر وابن شاعر ومثقف، وهو منتمٍ

Published

on

ضيف هذه المساحة، شخصيّة وازنة، لأكثر من اعتبار، فهو أهل للصداقة الثقافية، وهو شاعر وابن شاعر ومثقف، وهو منتمٍ بحُبّ لما يعمل، وبرغم حسّ الصحافة النقدي الذي ننتهجه، إلا أنّ الرئيس التنفيذي لجمعية الأدب، عبدالله بن إبراهيم مفتاح، ظلّ متسامياً وشفيفاً، كما سيرى القارئ الكريم، وإذا حققت جمعيّة الأدب نجاحات، ستظلّ بصمة (أبو إبراهيم) الإيجابية، ماثلة للعيان، فإلى نصّ الحوار..

• كيف تتعامل مع النقد لهذه الجمعيّة الفتيّة؟

•• لا نضيقُ ذرعاً بنقد موضوعي، هناك مُغرم بالانتقاد لمجرد الانتقاد، وهناك ناقد تنقصه المعلومة الفعليّة التي يحتاجها في نقده، وليس لديه أريحيّة، تدفعه للاتصال والسؤال، وهناك نقد موضوعي مُرحّب به، رغم أن عاماً ونصف تقريباً وهو عمر الجمعيّة الفعلي ليس كافياً لتوجيه سهام النقد الجارح أحياناً دون مبرر، فالجمعيّة لم تنطلق فعليّاً إلا في سبتمبر 2023، ومن حقّ الناقد أن ينقد، ومن الواجب عليه الاستفسار من مصدر المعلومات.

• ماذا عن استقلالية الجمعيّة ودور الاستقلال في مرونة آليّة عملها؟

•• الاستقلالية لا تعني مخالفة الأنظمة والتشريعات، والاستقلالية مسؤولية والتزام بما يتم منحك من ثقة الجهة الحكومية التي تعمل تحت مظلتها، لذا ربما لا يُدرك البعض دلالة المصطلح، والبعض لا يعرف كل ما له علاقة بجمعيّة الأدب.

• بماذا تعلّق على ما تم تناوله من انسحابات من جمعيتكم؟

•• أولاً الانسحاب لا يتم تصوّره إلا من أديب عضويته مُفعّلة، ومحقق كامل شروط العضوية بما فيها دفع الرسوم، ويتقدم بخطاب رسمي إلى مجلس الإدارة، وعندها نستطيع أن نقول عنه إنه انسحاب نظامي.

• هل يؤثر الانسحاب على عملكم؟

•• يؤثر في قياس رضى الأعضاء، ونحن عندما نريد أن نعرف التأثير، نحسب عدد المنسحبين، على عدد الأعضاء إجمالاً ضرب 100، الناتج هو نسبة رضى الأعضاء، وهذا يُعمل به نهاية كل عام، وضمن مؤشرات رُبعيّة، ولم ينسحب سوى عضو واحد وكانت عضويّته سارية المفعول، ولم يتقدم بخطاب وإنما برسالة «واتساب».

• ما الفرق بين عضو جمعيّة عمومية وبين سفير؟ •• هناك فرق كبير، فمؤسسات المجتمع المدني، تقوم على ثلاثة مكونات (الجمعيّة العمومية، ومجلس الإدارة، والجهاز التنفيذي) والجمعية العمومية، سلطة عليا، وهم يرشحون أعضاء مجلس الإدارة، ومجلس الإدارة يعيّن رئيساً تنفيذياً، والرئيس التنفيذي، يعيّن فريق العمل، ويتم إعلام مجلس الإدارة بمن تم اختياره.

• كم عدد عضويات جمعية الأدب المهنيّة؟

•• تم اعتماد ثلاث عضويات؛ عضوية جمعية عمومية (عادية) بحسب النظام، وتتيح للمنتسب أن يكون عضو جمعية عمومية، والفارق الزمني بين العضويتين ستّة أشهر، إذ بعدما يُمنح المتقدم العضوية العادية، ورسومها (500 ريال) سنويّاً، ويكون للمتقدم نتاج أدبي مطبوع، وعقب قبول العضو بستّة أشهر، يصبح أهلاً لعضوية الجمعية العمومية، ثم عضو مجلس إدارة، ويتم إشعاره بأنه عضو جمعية عمومية، ونحن نقوم بدور العضو بتسجيله في المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، وعند السؤال عن العضو وتسديده للرسوم، نردّ على المركز، وبذلك يُعتمد عضو جمعية عمومية، النوع الثاني من العضوية (عضو مشارك) وهي لكل محبّ للأدب، لديه نتاج أو لم يطبع، وهو عاشق وراغب، وكان يطلق عليها، عضو منتسب، ورسمها (150) ريالاً وهي عضويّة بين عادية، وبين عضويّة فخريّة، تمنح دون طلب، لمن أسهم في خدمة القطاعين الثقافي والأدبي، وهناك العضويّة الداعمة، وشروطها العضوية العاديّة ويقدم دعماً مالياً سنوياً 100 ألف ريال، ويمتلك بموجبه 49% من أصوت الجمعية العمومية، ولو كان أكثر من داعم تتوزع بينهم.

• لمن مُنحت العضويّة الفخريّة؟

•• تم ترشيح عبدالله دحلان للعضوية الفخرية لدعمه جائزة الجمعية، بدعم سنوي، ولها مجالات أدبية (سردي، وشعري، ونقدي) ومجال ثقافي تمنح بموجبه لمن أثرى المشهد الثقافي.

• ماذا عن عضوية السفراء؟

•• السفراء ليسوا أعضاء برنامج وزاري ضمن إستراتيجية 16 جمعية لانتشار ثقافة الجمعيات، وجمعية الأدب هي الوحيدة التي فعّلت 13 منطقة إدارية في المملكة بواقع 16 سفارة، و35 مدينة استضافت الفعاليات، والسفراء نواة لافتتاح الفروع متى ما اكتملت الأمور؛ إدارياً ومالياً، وحينها ينتهي دور السفير، كون عملهم حالياً تطوّعياً، ويتم ترشيح رئيس السفراء، ومجلس الإدارة يوافق، ثم نشعر رئيس السفراء باختيارهم، ويطلب منهم ترشيح أعضاء، ويرفعون بالأسماء.

• ماذا عن صلاحياتهم؟

•• لهم الصلاحيات كافة في حدود الأنظمة المنصوص عليها في نظام الجمعية. ولا حجر على أحد إلا بالنظام، والعمل الثقافي تكاملي، والفعاليات لها مرجعيات منها (الجمعيّة، والمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، ووزارتا الداخلية، والثقافة).

أخبار ذات صلة

• كيف تردّ على أن البعض يفرض رأيه، ويتعامل وكأنه سُلْطة؟

•• تعامل الجمعية مع سفرائها ورؤساء سفرائها أرقى بكثير من ممارسة سلطة أو فرض آراء، وهم محبون وداعمون لأدب مدنهم ومناطقهم لذلك التعامل بين الجمعية، والسفراء سلس جداً دون مبالغة. لم يحدث أن وصلتنا شكاوى من هذا القبيل، ولا أدعي بأن العلاقات بينهم مثالية ولكن التجانس والانسجام كبير بين فريق السفارة الواحدة أعضاء ورئيس سفارة.. وإن حدثت خلافات أو إشكالات تسببت في أي انسحاب من أحد أعضاء فريق السفارة، وتحفّظ العضو على إيراد السبب في اعتذاره، فنحن نقدّر هذا الأمر، ومنصة تطوّع تحتفظ بساعات التطوّع لكل السفراء.

• متى ترفضون عناوين بعض الفعاليات والأسماء؟

•• لا نرفض إلا ما يتعارض مع الثوابت، وعلى سبيل المثال، في يوم التأسيس نعود لدارة الملك عبدالعزيز، والأسماء هناك جهات معنيّة بالإذن لها، والتواريخ للفعاليات مُلزمة ولو تغيّر موعد الفعالية، نحتاج معاملة لإذن جديد، وموافقة جديدة، ولكن بعض المشتغلين لا يتوقع أن هناك نظاماً، إلا أن الأنظمة لم تقف حائلاً دون أي فعالية، فالنظام يخدم الجميع، ويحمي مُنظّم الفعاليات والمشاركين.

• هل يتقدم السفير باستقالة لو رغب في الانسحاب؟

•• المتطوّع لا يحتاج تقديم استقالته، وإن كان عضواً ضمن واحدة من العضويات، والبعض لا يُجدد عضويته، ويعد نفسه مستقيلاً، وهذا حقّ مشروع، والمنسحب بخطاب لا بد من موافقة مجلس الإدارة، وليس للعضو الحق في أي مطالبة مالية، وللعلم لم ينسحب من العضويات السارية، سوى عضو واحد عبر رسالة «واتساب»، وهناك نظام يتضمن ما للسفير وما عليه.

• بماذا يثبت السفراء أنهم أعضاء في الجمعية، حال تنفيذ فعاليات؟

•• بالطبع بالخطاب، أو بطاقة عضويّة، ونحن بصدد إصدار (رخصة مهنيّة) للأدباء.

• ماذا عن الأعضاء الذين لا يجددون عضوياتهم؟

•• لا يحق لهم حضور اجتماع الجمعية العمومية، ويمنع إذا اختل شرط دفع الرسوم.

• هل الجمعية مستقلة مالياً؟

•• نحن ضمن القطاع الثالث على مستوى الدعم المالي، فنحن ضمن تفعيل الرؤية للقطاع غير الربحي، ووزارة الثقافة موّلت الجمعيات المهنيّة تشغيلياً، مقرات، رواتب، ورش، وهناك حاضنة للجمعيات المهنيّة، مسؤولة عنها (وكالة الشراكات الوطنية والتطوير) وبها فريق يعمل على إنضاج التجربة، والمهندس سلطان الفقير يشرف على القطاع غير الربحي، ويتبع وكالة الوزارة، فالوحدة الإشرافية تتعامل مع أكثر من 150 جمعيّة متخصصة، وكلها تتبع للقطاع غير الربحي؛ منها 16 جمعيّة مهنيّة، وتحرص الوزارة على أن تمتلك الجمعية موارد مالية مستدامة، بما يخدم إستراتيجية الجمعية، ومبالغ العضويات زهيدة، ولسنا مسرحاً أو سينما لنبيع تذاكر، وهناك دول سبقتنا الحضور الثقافي بمبالغ، والشراكات تحتاج إلى نشاط مُقنع لنجد التفاعل معنا بصورة مؤمّلة.

• نودّ أن تضعنا في الصورة، من خلال التعريف أكثر بالجمعيّة.

•• إستراتيجية الأنشطة والفعاليات -تحديداً- لا تمثل سوى 10% من الإستراتيجيات والأدوار المرسومة لجمعية الأدب المهنية، وعددها 10 إستراتيجيات، 90% من هذه الإستراتيجيات تُعنى بتفعيل الدور المهني الذي يجب أن تمارسه الجمعية المهنية في القطاع الأدبي، وجميعها تصب في خدمة الأديب السعودي والقطاع بشكل عام، إذ أصبح للأديب السعودي مظلة حقيقية يستطيع الاتكاء عليها واللجوء إليها متى ما أراد.. وسأذكر بعض الأمثلة والأدوار التي مارستها الجمعية، إذ أجرت جمعية الأدب المهنية تفاهمات مع هيئة الأدب والنشر والترجمة لتولي زمام أمور مسار «الأدب السعودي» في «مبادرة ترجم» ورشحت -كمرحلة أولى- 100 كتاب إبداعي لـ100 مبدع سعودي (في مجالات: السرد، الشعر، النقد) لترجمتها إلى أكثر من ثماني لغات عبر ثلاث لجان محترفة (لجنة السرد، لجنة الشعر، لجنة النقد) وعملت اللجان الثلاث على ترشيح 200 كتاب أدبي إبداعي سعودي، تم الدفع بـ100 كتاب منها إلى الهيئة لتأخذ طريقها إلى الترجمة للغات المختلفة. ورفعت جمعية الأدب المهنية توصيات لسنّ تشريع يُعنى بحماية الأديب السعودي أثناء التمثيل الدولي، وكما نعلم فإن بعض الدعوات الأدبية الخارجية تأتي إلى الأديب السعودي -رأساً- من منظمات دولية خارج المملكة، وأحياناً تكون مشبوهة، وهنا يأتي دور جمعية الأدب المهنية إنْ لجأ إليها الأديب ورفع طلباً رسميّاً بالدعوة التي جاءته بوقتٍ كاف، وعلى الجمعية اتخاذ الإجراءات النظامية في التواصل مع الجهات ذات العلاقة لاستخلاص موافقة رسمية يستند عليها الأديب عند تلبيته الدعوة.. والجمعية ترشح الأدباء للجوائز المحلية والعربية والعالمية التي ترفع بها على مدار السنة إضافة إلى وضع البرامج الثقافية المصاحبة للمناسبات الأدبية الكبرى في المملكة، وشارك 673 أديباً في فعاليات جمعية الأدب، فيما تم تنفيذ 225 فعالية، ورشحنا 170 متحدثاً في معارض الكتب و57 مثقفاً للجوائز الثقافية، ورشحنا 318 لتمثيل المملكة في مناسبات دولية لهذا العام، وفاز مع جمعية الأدب 12 فائزاً، وتم ترشيح الدكتور سعد الصويّان، والجمعية يعمل بها أربعة موظفون من التاسعة صباحاً إلى الخامسة عصراً وأحياناً إلى العاشرة، ونحن ممثّل رسمي ووحيد لأدباء المملكة، وفي الجمعية لجنتان المراجعة الداخلية والتدقيق، ولجنة المكافآت والترشيحات، ولديها معايير.

• بماذا تطالب المثقفين والأدباء؟

•• بالإنصاف، فإن لم يكونوا منصفين، فلا يجحفون بحقّي، ومن لديه نقص في المعلومات يزور الجمعية أو يتصل أو يرسل، وحينها نكون في محلّ اللوم، إن لم نوفّر المعلومات الكافية للسائلين.

• ما أحدث المبادرات؟

•• في شهر رمضان سنطلق منصة أديب، خاصة باليافعين ولمدة ثمانية أشهر؛ تتاح لهم من خلالها فرصة الكتابة في الشعر والسرد، ويتم فرز قائمة قصيرة؛ تضم 16 أديباً شاباً وأديبة؛ ويرشح نتاجهم في الشعر الشعبي والفصيح والقصة والرواية؛ لجوائز وتكريمهم في مناسبة وطنية على مستوى الوزارة، فيما هناك مشروع الورش الأدبية المتخصصة، نهاية رمضان، على مدار العام كل ورشة تقدم بمعدل أربع ساعات يومياً لـ20 متدرباً، ومشروع تحويل الرواية السعودية إلى سيناريو سينمائي عقب فحصها من أدباء وسينمائيين.

انطلقت شبكة أخبار السعودية أولًا من منصة تويتر عبر الحساب الرسمي @SaudiNews50، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المصادر الإخبارية المستقلة في المملكة، بفضل تغطيتها السريعة والموثوقة لأهم الأحداث المحلية والعالمية. ونتيجة للثقة المتزايدة من المتابعين، توسعت الشبكة بإطلاق موقعها الإلكتروني ليكون منصة إخبارية شاملة، تقدم محتوى متجدد في مجالات السياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والفعاليات الوطنية، بأسلوب احترافي يواكب تطلعات الجمهور. تسعى الشبكة إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتقديم المعلومة الدقيقة في وقتها، من خلال تغطيات ميدانية وتحليلات معمقة وفريق تحرير متخصص، ما يجعلها وجهة موثوقة لكل من يبحث عن الخبر السعودي أولاً بأول.

Continue Reading

الثقافة و الفن

براءة سعد الصغير من سرقة أغنية الأسد بحكم المحكمة الاقتصادية

قضت المحكمة الاقتصادية ببراءة الفنان سعد الصغير من تهمة التعدي على حقوق الملكية الفكرية لأغنية الأسد. تعرف على تفاصيل الحكم وأهمية قضايا الملكية الفكرية.

Published

on

أسدلت المحكمة الاقتصادية في القاهرة الستار على واحدة من القضايا الفنية التي شغلت الوسط الفني مؤخراً، حيث قضت ببراءة المطرب الشعبي سعد الصغير من الاتهامات الموجهة إليه بشأن التعدي على حقوق الملكية الفكرية لأغنية تحمل عنوان «الأسد». وجاء هذا الحكم ليؤكد سلامة الموقف القانوني للفنان وينهي الجدل الدائر حول أحقية استغلال المصنف الفني.

تفاصيل حكم البراءة وحيثيات القضية

تعود تفاصيل الواقعة إلى نزاع قضائي نشب إثر اتهام أحد الأطراف للفنان سعد الصغير بالاستيلاء على كلمات وألحان أغنية «الأسد» وتقديمها للجمهور دون الحصول على إذن كتابي أو تنازل رسمي من المؤلف والملحن الأصليين. وقد نظرت المحكمة في الأوراق والمستندات المقدمة من دفاع الطرفين، وانتهت إلى عدم ثبوت ركن التعدي، مما استوجب إصدار حكم البراءة لصالح الصغير، ليعود الحق لأصحابه وفقاً للأدلة القانونية المعتبرة.

دور المحكمة الاقتصادية في حماية الإبداع

يأتي هذا الحكم في سياق الدور الحيوي الذي تلعبه المحاكم الاقتصادية في مصر، والتي أنشئت خصيصاً للفصل في المنازعات المتعلقة بالاستثمار، والملكية الفكرية، والمعاملات التجارية. وتعتبر هذه المحاكم الحصن الحصين للمبدعين والفنانين، حيث تضمن تطبيق قوانين حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة بصرامة. إن الفصل السريع والناجز في مثل هذه القضايا يعكس تطور المنظومة القضائية المصرية في التعامل مع قضايا النشر والفنون، مما يعزز من بيئة الإبداع ويحفظ حقوق جميع الأطراف العاملة في صناعة الموسيقى والترفيه.

أهمية حقوق الملكية الفكرية في الوسط الفني

تكتسب قضايا الملكية الفكرية أهمية قصوى في المشهد الفني الحالي، خاصة مع التطور التكنولوجي وسهولة تداول المصنفات الفنية عبر المنصات الرقمية. إن الحكم ببراءة سعد الصغير لا يمثل مجرد انتصار شخصي له، بل يرسخ مبدأ قانونياً هاماً وهو ضرورة تقديم أدلة قاطعة عند توجيه اتهامات بالسرقة الفنية. هذا النوع من الأحكام يشجع الفنانين والمنتجين على توثيق أعمالهم بشكل رسمي لدى الجهات المختصة مثل المصنفات الفنية، لضمان حقوقهم المادية والأدبية وتجنب النزاعات القضائية التي قد تعطل مسيرتهم الفنية.

سعد الصغير ومسيرته في الغناء الشعبي

يعد سعد الصغير واحداً من أبرز نجوم الغناء الشعبي في مصر والوطن العربي، حيث استطاع عبر سنوات طويلة أن يخلق لنفسه لوناً غنائياً مميزاً يجمع بين الإيقاع الشعبي والأداء الاستعراضي. وقد واجه الصغير، مثله مثل العديد من نجوم الصف الأول، شائعات وأزمات متعددة، إلا أن القضاء كان دائماً هو الفيصل في النزاعات القانونية. وتعتبر أغنية «الأسد» جزءاً من أرشيفه الغنائي الذي يحرص على تقديمه لجمهوره، وبصدور هذا الحكم، يمكنه الاستمرار في أداء عمله الفني دون عوائق قانونية تتعلق بهذا المصنف.

Continue Reading

الثقافة و الفن

يعقوب ومتعة الهذيان: قراءة في تحولات العرض الفني

قراءة نقدية في تجربة يعقوب الفنية التي تتجاوز الطرب التقليدي لتؤسس لجماليات الهذيان، مستعرضة السياق الثقافي وأهمية التجريب في المشهد الفني المعاصر.

Published

on

في خطوة فنية جريئة تكسر القوالب المألوفة، يأتي العرض الجديد الذي يقوده “يعقوب” ليعلن صراحة عن قطيعة مع مفاهيم “الطرب” التقليدية، مؤسساً بدلاً من ذلك لما يمكن تسميته بـ “متعة الهذيان”. هذا التوجه لا يمثل مجرد خيار إخراجي أو أدائي عابر، بل يعكس رؤية فلسفية عميقة تسعى لاستفزاز ذائقة المتلقي ونقله من منطقة الراحة السمعية إلى مساحات التساؤل والدهشة البصرية والشعورية.

سياق التحول: من التطريب إلى التغريب

لفهم أبعاد هذه التجربة، يجب النظر إليها ضمن السياق العام لتطور الفنون الأدائية والمسرحية في المنطقة. لطالما سيطرت فكرة “الطرب” والانسجام النغمي على الذائقة العربية لعقود طويلة، حيث كان النجاح يقاس بمدى قدرة العمل على إمتاع الجمهور سمعياً. إلا أن التحولات الحديثة في المشهد الثقافي، متأثرة بمدارس ما بعد الحداثة والتجريب العالمي، بدأت تفتح الباب أمام أعمال تركز على الصدمة الشعورية، والتفكيك، وما يسمى بجماليات القبح أو “الهذيان” المنظم. تجربة يعقوب هنا تأتي كحلقة وصل هامة في هذه السلسلة، حيث يتم استبدال السلطنة الموسيقية بحالة من الفوضى الخلاقة التي تحاكي تعقيدات النفس البشرية المعاصرة.

بناء متعة الهذيان: تفكيك العناصر الفنية

إن مصطلح “الهذيان” في هذا السياق لا يعني العبثية المجردة، بل يشير إلى تحرير العمل الفني من القيود المنطقية الصارمة والسرديات الخطية المباشرة. يعتمد هذا الأسلوب على تكثيف الرموز، واستخدام الإضاءة، والسينوغرافيا، والأداء الجسدي لخلق لغة جديدة تخاطب اللاوعي قبل الوعي. بدلاً من أن يخرج المشاهد وهو يدندن لحناً مألوفاً، يخرج وهو محمل بتساؤلات وجودية وصور ذهنية مركبة. هذا الانتقال من “الأذن” إلى “العقل والمخيلة” هو الجوهر الحقيقي لما يطرحه يعقوب، حيث يصبح المتلقي شريكاً في تأويل العمل وليس مجرد مستهلك للمتعة.

الأهمية والتأثير الثقافي

تكمن أهمية هذا الحدث الفني في قدرته على إحداث حراك في المياه الراكدة للنقد الفني والمشهد الثقافي المحلي والإقليمي. إن الجرأة على نفي “الطرب” – وهو ركيزة أساسية في الموروث الفني – لصالح تجربة شعورية مغايرة، يفتح المجال أمام فنانين آخرين للمغامرة والتجريب. هذا النوع من الأعمال يساهم في رفع سقف التوقعات الفنية ويعزز من مكانة المسرح والفنون الأدائية كأدوات للتفكير النقدي والتغيير الاجتماعي، وليس فقط للترفيه العابر. إنها دعوة صريحة لإعادة تعريف مفهوم “المتعة” في الفن، لتشمل لذة الاكتشاف والاشتباك مع المجهول.

Continue Reading

الثقافة و الفن

تشابه الشعر المعاصر وغياب الفرادة: قراءة نقدية في الأدب الحديث

يناقش المقال ظاهرة تشابه النصوص الشعرية المعاصرة وغياب الفرادة، مستعرضاً الأسباب التاريخية وتأثير التكنولوجيا والعولمة على الهوية الأدبية ومستقبل الشعر.

Published

on

في المشهد الثقافي الراهن، يتردد سؤال جوهري بات يؤرق النقاد والقراء على حد سواء: ألم يغدو الشعر أكثر تشابهاً حد غياب الفرادة؟ لم يعد هذا التساؤل مجرد ملاحظة عابرة، بل تحول إلى إشكالية نقدية عميقة تمس جوهر الإبداع الأدبي في العصر الحديث. إن المتأمل في نتاجات العديد من الشعراء الجدد، وخصوصاً عبر منصات النشر الرقمي، يلاحظ ذوبان الفوارق الأسلوبية وتلاشي البصمة الشخصية التي طالما ميزت الشعراء الكبار عبر التاريخ.

الجذور التاريخية: من التمايز إلى التماهي

لفهم عمق هذه الظاهرة، لا بد من العودة إلى السياق التاريخي للشعر العربي. في العصور الذهبية للأدب، كان من السهل على الناقد، بل وحتى القارئ العادي، أن يميز بين قصيدة للمتنبي وأخرى لأبي تمام، أو يفرق بين نزار قباني ومحمود درويش بمجرد سماع البيت الأول. كانت الفرادة الأسلوبية هي المعيار الأساسي للشاعرية؛ حيث يمتلك كل شاعر قاموسه اللغوي الخاص، وإيقاعه المتفرد، وصوره البيانية التي لا تشبه غيرها.

أما اليوم، ومع تسارع وتيرة النشر الإلكتروني وهيمنة “ثقافة الشذرات” (Snippets Culture)، بدأنا نشهد نمطاً من الكتابة يعتمد على القوالب الجاهزة والصور المستهلكة. لقد ساهمت العولمة الثقافية والرقمنة في خلق ما يمكن تسميته بـ “الوعي الجمعي المستنسخ”، حيث يتأثر الشعراء ببعضهم البعض بشكل لحظي ومباشر، مما يؤدي إلى إعادة إنتاج نفس التراكيب والمشاعر دون تمحيص أو تجربة ذاتية عميقة.

تأثير التكنولوجيا ومنصات التواصل على بنية القصيدة

لا يمكن إغفال دور التكنولوجيا في هذا التنميط. إن خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي تفضل النصوص القصيرة، المباشرة، والمشحونة عاطفياً بطريقة سطحية لضمان سرعة الانتشار (Virality). هذا الضغط غير المباشر دفع العديد من المواهب الشابة إلى التخلي عن البحث عن صوتهم الخاص لصالح كتابة ما يروق للجمهور العام، مما أدى إلى سيادة لغة شعرية “وسطى” تفتقر إلى العمق والخصوصية.

الأبعاد الثقافية والمستقبلية لغياب الفرادة

إن خطورة غياب الفرادة لا تتوقف عند حدود النص الأدبي، بل تمتد لتشمل التأثير الثقافي العام محلياً وإقليمياً:

  • محلياً: يؤدي التشابه إلى عزوف القراء عن متابعة الإصدارات الجديدة، حيث يشعر القارئ أنه يقرأ نفس الكتاب بعناوين مختلفة، مما يضعف سوق النشر وحركة النقد.
  • إقليمياً ودولياً: تفقد الثقافة العربية قدرتها على تصدير أصوات أدبية جديدة ومؤثرة للعالم. فالأدب العالمي يبحث دائماً عن “المختلف” و”الأصيل” الذي يعبر عن هوية وذاتية مستقلة، لا عن النسخ المكررة.

ختاماً، إن استعادة ألق الشعر العربي تتطلب وقفة جادة من المؤسسات الثقافية والنقاد، والأهم من ذلك، من الشعراء أنفسهم. العودة إلى القراءة العميقة، والابتعاد عن ضجيج التفاعل الرقمي المؤقت، والبحث في أغوار الذات، هي السبيل الوحيد لكسر طوق التشابه واستعادة الفرادة المفقودة.

Continue Reading

Trending