ضيف هذه المساحة، شخصيّة وازنة، لأكثر من اعتبار، فهو أهل للصداقة الثقافية، وهو شاعر وابن شاعر ومثقف، وهو منتمٍ بحُبّ لما يعمل، وبرغم حسّ الصحافة النقدي الذي ننتهجه، إلا أنّ الرئيس التنفيذي لجمعية الأدب، عبدالله بن إبراهيم مفتاح، ظلّ متسامياً وشفيفاً، كما سيرى القارئ الكريم، وإذا حققت جمعيّة الأدب نجاحات، ستظلّ بصمة (أبو إبراهيم) الإيجابية، ماثلة للعيان، فإلى نصّ الحوار..
• كيف تتعامل مع النقد لهذه الجمعيّة الفتيّة؟
•• لا نضيقُ ذرعاً بنقد موضوعي، هناك مُغرم بالانتقاد لمجرد الانتقاد، وهناك ناقد تنقصه المعلومة الفعليّة التي يحتاجها في نقده، وليس لديه أريحيّة، تدفعه للاتصال والسؤال، وهناك نقد موضوعي مُرحّب به، رغم أن عاماً ونصف تقريباً وهو عمر الجمعيّة الفعلي ليس كافياً لتوجيه سهام النقد الجارح أحياناً دون مبرر، فالجمعيّة لم تنطلق فعليّاً إلا في سبتمبر 2023، ومن حقّ الناقد أن ينقد، ومن الواجب عليه الاستفسار من مصدر المعلومات.
• ماذا عن استقلالية الجمعيّة ودور الاستقلال في مرونة آليّة عملها؟
•• الاستقلالية لا تعني مخالفة الأنظمة والتشريعات، والاستقلالية مسؤولية والتزام بما يتم منحك من ثقة الجهة الحكومية التي تعمل تحت مظلتها، لذا ربما لا يُدرك البعض دلالة المصطلح، والبعض لا يعرف كل ما له علاقة بجمعيّة الأدب.
• بماذا تعلّق على ما تم تناوله من انسحابات من جمعيتكم؟
•• أولاً الانسحاب لا يتم تصوّره إلا من أديب عضويته مُفعّلة، ومحقق كامل شروط العضوية بما فيها دفع الرسوم، ويتقدم بخطاب رسمي إلى مجلس الإدارة، وعندها نستطيع أن نقول عنه إنه انسحاب نظامي.
• هل يؤثر الانسحاب على عملكم؟
•• يؤثر في قياس رضى الأعضاء، ونحن عندما نريد أن نعرف التأثير، نحسب عدد المنسحبين، على عدد الأعضاء إجمالاً ضرب 100، الناتج هو نسبة رضى الأعضاء، وهذا يُعمل به نهاية كل عام، وضمن مؤشرات رُبعيّة، ولم ينسحب سوى عضو واحد وكانت عضويّته سارية المفعول، ولم يتقدم بخطاب وإنما برسالة «واتساب».
• ما الفرق بين عضو جمعيّة عمومية وبين سفير؟ •• هناك فرق كبير، فمؤسسات المجتمع المدني، تقوم على ثلاثة مكونات (الجمعيّة العمومية، ومجلس الإدارة، والجهاز التنفيذي) والجمعية العمومية، سلطة عليا، وهم يرشحون أعضاء مجلس الإدارة، ومجلس الإدارة يعيّن رئيساً تنفيذياً، والرئيس التنفيذي، يعيّن فريق العمل، ويتم إعلام مجلس الإدارة بمن تم اختياره.
• كم عدد عضويات جمعية الأدب المهنيّة؟
•• تم اعتماد ثلاث عضويات؛ عضوية جمعية عمومية (عادية) بحسب النظام، وتتيح للمنتسب أن يكون عضو جمعية عمومية، والفارق الزمني بين العضويتين ستّة أشهر، إذ بعدما يُمنح المتقدم العضوية العادية، ورسومها (500 ريال) سنويّاً، ويكون للمتقدم نتاج أدبي مطبوع، وعقب قبول العضو بستّة أشهر، يصبح أهلاً لعضوية الجمعية العمومية، ثم عضو مجلس إدارة، ويتم إشعاره بأنه عضو جمعية عمومية، ونحن نقوم بدور العضو بتسجيله في المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، وعند السؤال عن العضو وتسديده للرسوم، نردّ على المركز، وبذلك يُعتمد عضو جمعية عمومية، النوع الثاني من العضوية (عضو مشارك) وهي لكل محبّ للأدب، لديه نتاج أو لم يطبع، وهو عاشق وراغب، وكان يطلق عليها، عضو منتسب، ورسمها (150) ريالاً وهي عضويّة بين عادية، وبين عضويّة فخريّة، تمنح دون طلب، لمن أسهم في خدمة القطاعين الثقافي والأدبي، وهناك العضويّة الداعمة، وشروطها العضوية العاديّة ويقدم دعماً مالياً سنوياً 100 ألف ريال، ويمتلك بموجبه 49% من أصوت الجمعية العمومية، ولو كان أكثر من داعم تتوزع بينهم.
• لمن مُنحت العضويّة الفخريّة؟
•• تم ترشيح عبدالله دحلان للعضوية الفخرية لدعمه جائزة الجمعية، بدعم سنوي، ولها مجالات أدبية (سردي، وشعري، ونقدي) ومجال ثقافي تمنح بموجبه لمن أثرى المشهد الثقافي.
• ماذا عن عضوية السفراء؟
•• السفراء ليسوا أعضاء برنامج وزاري ضمن إستراتيجية 16 جمعية لانتشار ثقافة الجمعيات، وجمعية الأدب هي الوحيدة التي فعّلت 13 منطقة إدارية في المملكة بواقع 16 سفارة، و35 مدينة استضافت الفعاليات، والسفراء نواة لافتتاح الفروع متى ما اكتملت الأمور؛ إدارياً ومالياً، وحينها ينتهي دور السفير، كون عملهم حالياً تطوّعياً، ويتم ترشيح رئيس السفراء، ومجلس الإدارة يوافق، ثم نشعر رئيس السفراء باختيارهم، ويطلب منهم ترشيح أعضاء، ويرفعون بالأسماء.
• ماذا عن صلاحياتهم؟
•• لهم الصلاحيات كافة في حدود الأنظمة المنصوص عليها في نظام الجمعية. ولا حجر على أحد إلا بالنظام، والعمل الثقافي تكاملي، والفعاليات لها مرجعيات منها (الجمعيّة، والمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، ووزارتا الداخلية، والثقافة).
• كيف تردّ على أن البعض يفرض رأيه، ويتعامل وكأنه سُلْطة؟
•• تعامل الجمعية مع سفرائها ورؤساء سفرائها أرقى بكثير من ممارسة سلطة أو فرض آراء، وهم محبون وداعمون لأدب مدنهم ومناطقهم لذلك التعامل بين الجمعية، والسفراء سلس جداً دون مبالغة. لم يحدث أن وصلتنا شكاوى من هذا القبيل، ولا أدعي بأن العلاقات بينهم مثالية ولكن التجانس والانسجام كبير بين فريق السفارة الواحدة أعضاء ورئيس سفارة.. وإن حدثت خلافات أو إشكالات تسببت في أي انسحاب من أحد أعضاء فريق السفارة، وتحفّظ العضو على إيراد السبب في اعتذاره، فنحن نقدّر هذا الأمر، ومنصة تطوّع تحتفظ بساعات التطوّع لكل السفراء.
• متى ترفضون عناوين بعض الفعاليات والأسماء؟
•• لا نرفض إلا ما يتعارض مع الثوابت، وعلى سبيل المثال، في يوم التأسيس نعود لدارة الملك عبدالعزيز، والأسماء هناك جهات معنيّة بالإذن لها، والتواريخ للفعاليات مُلزمة ولو تغيّر موعد الفعالية، نحتاج معاملة لإذن جديد، وموافقة جديدة، ولكن بعض المشتغلين لا يتوقع أن هناك نظاماً، إلا أن الأنظمة لم تقف حائلاً دون أي فعالية، فالنظام يخدم الجميع، ويحمي مُنظّم الفعاليات والمشاركين.
• هل يتقدم السفير باستقالة لو رغب في الانسحاب؟
•• المتطوّع لا يحتاج تقديم استقالته، وإن كان عضواً ضمن واحدة من العضويات، والبعض لا يُجدد عضويته، ويعد نفسه مستقيلاً، وهذا حقّ مشروع، والمنسحب بخطاب لا بد من موافقة مجلس الإدارة، وليس للعضو الحق في أي مطالبة مالية، وللعلم لم ينسحب من العضويات السارية، سوى عضو واحد عبر رسالة «واتساب»، وهناك نظام يتضمن ما للسفير وما عليه.
• بماذا يثبت السفراء أنهم أعضاء في الجمعية، حال تنفيذ فعاليات؟
•• بالطبع بالخطاب، أو بطاقة عضويّة، ونحن بصدد إصدار (رخصة مهنيّة) للأدباء.
• ماذا عن الأعضاء الذين لا يجددون عضوياتهم؟
•• لا يحق لهم حضور اجتماع الجمعية العمومية، ويمنع إذا اختل شرط دفع الرسوم.
• هل الجمعية مستقلة مالياً؟
•• نحن ضمن القطاع الثالث على مستوى الدعم المالي، فنحن ضمن تفعيل الرؤية للقطاع غير الربحي، ووزارة الثقافة موّلت الجمعيات المهنيّة تشغيلياً، مقرات، رواتب، ورش، وهناك حاضنة للجمعيات المهنيّة، مسؤولة عنها (وكالة الشراكات الوطنية والتطوير) وبها فريق يعمل على إنضاج التجربة، والمهندس سلطان الفقير يشرف على القطاع غير الربحي، ويتبع وكالة الوزارة، فالوحدة الإشرافية تتعامل مع أكثر من 150 جمعيّة متخصصة، وكلها تتبع للقطاع غير الربحي؛ منها 16 جمعيّة مهنيّة، وتحرص الوزارة على أن تمتلك الجمعية موارد مالية مستدامة، بما يخدم إستراتيجية الجمعية، ومبالغ العضويات زهيدة، ولسنا مسرحاً أو سينما لنبيع تذاكر، وهناك دول سبقتنا الحضور الثقافي بمبالغ، والشراكات تحتاج إلى نشاط مُقنع لنجد التفاعل معنا بصورة مؤمّلة.
• نودّ أن تضعنا في الصورة، من خلال التعريف أكثر بالجمعيّة.
•• إستراتيجية الأنشطة والفعاليات -تحديداً- لا تمثل سوى 10% من الإستراتيجيات والأدوار المرسومة لجمعية الأدب المهنية، وعددها 10 إستراتيجيات، 90% من هذه الإستراتيجيات تُعنى بتفعيل الدور المهني الذي يجب أن تمارسه الجمعية المهنية في القطاع الأدبي، وجميعها تصب في خدمة الأديب السعودي والقطاع بشكل عام، إذ أصبح للأديب السعودي مظلة حقيقية يستطيع الاتكاء عليها واللجوء إليها متى ما أراد.. وسأذكر بعض الأمثلة والأدوار التي مارستها الجمعية، إذ أجرت جمعية الأدب المهنية تفاهمات مع هيئة الأدب والنشر والترجمة لتولي زمام أمور مسار «الأدب السعودي» في «مبادرة ترجم» ورشحت -كمرحلة أولى- 100 كتاب إبداعي لـ100 مبدع سعودي (في مجالات: السرد، الشعر، النقد) لترجمتها إلى أكثر من ثماني لغات عبر ثلاث لجان محترفة (لجنة السرد، لجنة الشعر، لجنة النقد) وعملت اللجان الثلاث على ترشيح 200 كتاب أدبي إبداعي سعودي، تم الدفع بـ100 كتاب منها إلى الهيئة لتأخذ طريقها إلى الترجمة للغات المختلفة. ورفعت جمعية الأدب المهنية توصيات لسنّ تشريع يُعنى بحماية الأديب السعودي أثناء التمثيل الدولي، وكما نعلم فإن بعض الدعوات الأدبية الخارجية تأتي إلى الأديب السعودي -رأساً- من منظمات دولية خارج المملكة، وأحياناً تكون مشبوهة، وهنا يأتي دور جمعية الأدب المهنية إنْ لجأ إليها الأديب ورفع طلباً رسميّاً بالدعوة التي جاءته بوقتٍ كاف، وعلى الجمعية اتخاذ الإجراءات النظامية في التواصل مع الجهات ذات العلاقة لاستخلاص موافقة رسمية يستند عليها الأديب عند تلبيته الدعوة.. والجمعية ترشح الأدباء للجوائز المحلية والعربية والعالمية التي ترفع بها على مدار السنة إضافة إلى وضع البرامج الثقافية المصاحبة للمناسبات الأدبية الكبرى في المملكة، وشارك 673 أديباً في فعاليات جمعية الأدب، فيما تم تنفيذ 225 فعالية، ورشحنا 170 متحدثاً في معارض الكتب و57 مثقفاً للجوائز الثقافية، ورشحنا 318 لتمثيل المملكة في مناسبات دولية لهذا العام، وفاز مع جمعية الأدب 12 فائزاً، وتم ترشيح الدكتور سعد الصويّان، والجمعية يعمل بها أربعة موظفون من التاسعة صباحاً إلى الخامسة عصراً وأحياناً إلى العاشرة، ونحن ممثّل رسمي ووحيد لأدباء المملكة، وفي الجمعية لجنتان المراجعة الداخلية والتدقيق، ولجنة المكافآت والترشيحات، ولديها معايير.
• بماذا تطالب المثقفين والأدباء؟
•• بالإنصاف، فإن لم يكونوا منصفين، فلا يجحفون بحقّي، ومن لديه نقص في المعلومات يزور الجمعية أو يتصل أو يرسل، وحينها نكون في محلّ اللوم، إن لم نوفّر المعلومات الكافية للسائلين.
• ما أحدث المبادرات؟
•• في شهر رمضان سنطلق منصة أديب، خاصة باليافعين ولمدة ثمانية أشهر؛ تتاح لهم من خلالها فرصة الكتابة في الشعر والسرد، ويتم فرز قائمة قصيرة؛ تضم 16 أديباً شاباً وأديبة؛ ويرشح نتاجهم في الشعر الشعبي والفصيح والقصة والرواية؛ لجوائز وتكريمهم في مناسبة وطنية على مستوى الوزارة، فيما هناك مشروع الورش الأدبية المتخصصة، نهاية رمضان، على مدار العام كل ورشة تقدم بمعدل أربع ساعات يومياً لـ20 متدرباً، ومشروع تحويل الرواية السعودية إلى سيناريو سينمائي عقب فحصها من أدباء وسينمائيين.