Connect with us

الثقافة و الفن

حميدي الثقفي: الشِّعر بالنسبة لي خلاص.. وأنا من أسباب تخليده

الاقتراب من عالم الشاعر حميدي الثقفي ومن فضاءاته الخاصة مغامرة غير مأمونة العواقب؛ ففي قصائده من جمر الروح ما

Published

on

الاقتراب من عالم الشاعر حميدي الثقفي ومن فضاءاته الخاصة مغامرة غير مأمونة العواقب؛ ففي قصائده من جمر الروح ما يدفع للتهوين من شأن الشتاء، وفي حكاياته من عبق الماضي ما يدفع لفك الارتباط مع النوم وركن بعض السرديات على الرفّ. شاعر لا يستعجل غيوم القصيد، ولا يستبطئ شروق الشمس، أبياته حقول متحركة بالناس وقوة البأس، ونصوصه ولدت من رحم الأرض، ورددت «جب لي معك من سدرة الوادي هديل ورفرفه». فتحنا نافذة على تجربة ناصعة الانتماء للحداثة الفاعلة لا المفتعلة، التي تذكرنا بحياة النص ومراحله:

«اذكر ومبتل السكوت أطفاك وأشعلك الحوار

ليلة شتا فيها تقاسمنا ظنون الأرصفه

قلت إنك أطول ما يسوّر قامتك ظل الجدار

قلت إنك أجمل ماتشوهك الحياة المترفه».

وهنا نص الحوار:

• هل اخترت مسار الشعر أم الشعر اختارك؟

•• طبعاً الاختيار هنا ليس وارداً. تخلّقت الشاعرية لدي هكذا.. كنت أستمع لقصائد شعراء العرضة القدامى مثل حوقان، وابن طوير، وسالم الفديم، وحسين الحبيري وابن مصلح، ثم صرت أذهب إلى تلك الحفلات، ثم شاركت عقب ذلك، الشعر ولع.. عشق ثم شغف وبعدها تجاور السمع والقراءة وأخذني تيار الشعر إلى كل الأبعاد.

• ماذا يعني حضورك المُبكّر في منصات ومجالس وميادين القصيدة؟

•• إنه قدري! ارتجلت الحالة الشعرية دون تخطيط، وجدت نفسي في العرضة ومع أصوات (العرّاضة) والبنادق وهي تثور في السماء ويتراقص القوم وأنا معهم.

• أيّ المُغذّيات الطبيعية والقرائية أسهمت في صناعة ذائقة حميدي الثقفي؟

•• السماع ثم القراءة ثم تجاورتا، بعد ذلك سمعت الكثير من الغناء والقصائد، وقرأت الكثير، في البدء قرأت للمنفلوطي (العبرات) وغيرها من المنظومة المنفلوطية.

وأشعار قيس المجنون وقيس لبنى، قرأت بعمق إلى أن شعرت بغزالة المجنون ترعى أمامي! هكذا كانت التكوينات الأولى، القرآن أيضاً فقد كنت مرتلاً جيداً، وفي التسعينيات الهجرية كنت إماماً ومؤذناً في المدرسة وعمري تسعة أعوام، عام 1395هـ، قبل أن يختطفني قرين الشّعر، القرآن معلّم عظيم.

• ماذا عن أثر الجينات؟

•• لا أعلم بالضبط، هناك ظاهرة من هذا القبيل وخصوصاً في شعر (العرضة/‏ الشقر) وفي شعر المحاورة، وتقل جداً في أنواع الشعر الآخر خذ عندك:

حوقان = محمد بن حوقان

سعود = عبدالواحد بن سعود

زعكان = عيضة بن طوير

رحم الله آباءهم وغفر لهم وأطال في أعمار الأحياء، أمثلة في مسألة التوارث الشعري، لكن أعتقد أن المحيط البيئي (الأسرة) لها دور كبير في توريث الشعر كموهبة عن طريق الشغف والمخالطة والاهتمام.

• ما أبرز التحديات التي واجهتك في الثمانينيات؟

•• أحداث كثيرة، بدأت بتركي للدراسة بعد الكفاءة المتوسطة واتجهت للشعر غير مبالٍ بأي أمر في حياتي الاجتماعية، وبكل مناحي الحياة والتفرغ للشعر والغناء وقراءة المنجز الثقافي والفكري والفني في الأدب العربي، من هنا أهدرت ما يقرب من عشرين عاماً ونيّف، ولكن تداركت الأمر بعد ذلك.

كذلك واجهت إشكالية من تحولي من شاعر عرضة إلى شاعر يكتب الشعر، وانشغلتُ بمتابعة توطين القصيدة الشعبية (الحديثة) وكان حدثاً بارزاً ومتعباً جداً.

كذلك انتصار العراق على إيران أحدث (هزة) في الوجدان القومي، وما كدنا نفيق من تلك النشوة القومية تلك إلا وصُدمنا/‏ وصدمت بغزو العراق للكويت وأفقتُ ذلك الفجر مذهولاً من (الصدمة) وكفرتُ بـ(القومية العربية) إلى الأبد..هذا غيض من فيض ليس إلاّ…

• متى قررت تطوير التجربة وكسر طوق التقليدية؟

•• هو ليس قراراً -تحديداً- بل شعور ذاتي انبعث من وعي قرائي على الأرجح عقب تراكم قرائي انفتح لي أفق أشرقت منه شمس القصيدة التأملية/ ‏الذاتية التي لا ترتهن لخارج الذات الشعرية كما هو سائد آنذاك.

وكما تعرف، اشتبكت وتماست الذائقة القرائية مع طلائع النتاجات الفكرية والأدبية والثقافية وحتى السياسية والاجتماعية التي تغشّت المرحلة، على مستوى المشهد المحلي والعربي والمنقول من الآداب الأخرى، ورغم شح الموارد والقنوات التي تنقل ذلك النتاج الهائل إلا أني وجدت نفسي أتساءل: لم لا تكون القصيدة الشعبية تأملية؟ وتقرأ الدواخل في الأنفس بدلاً من وقوفها زمناً طويلاً على أبواب الأشياء كصيوان القبيلة وخباء الحبيبة ومدائح علية القوم؟!

من هنا انبجس فيَّ هاجس كتابة نص عامي بأدوات وملامح مختلفة.. ووجدتني أحاول كتابته بإخلاص، ولا أزعم أنني نجحت أو لم أنجح، لكنني ما زلت أحلم وأحاول وأكتب وأحذف، وهكذا الحياة محاولات.

• بماذا تصف أثر الحداثة على تجربتك وتجربة مجايليك؟

•• قطعاً -لستُ بمنأى عن فضاء الحداثة كما هو الحال لمجايلي وكل مجتمعات العصر- إلاّ من رفض -تعنّتاً- وانغلق في قمقم المحافظة على الهوية والتقليدية المميت. نعم تماسّت قصيدتي مع التجارب الحداثية الفصحوية، بل تشكّلت من أتون الفكر الحداثي في مراحله الأولية، لكن دون الذوبان في مفاهيم الآخر الفصيح.

أزعم أنني حاولت بإخلاص توطين القصيدة الشفاهية بالكتابة الواعية دون إخلال بعناصرها ورائحتها وطعمها الخاص.

• لمن ريادة التجديد؟

•• هناك رموز شكّلت هالة التجديد، وإذا كان هناك ريادة فالأمير بدر بن عبدالمحسن -رحمه الله- هو صاحب الريادة الكبرى، لكن الشعر لا يقبل الريادات المطلقة.

وأعتقد أن (رسم خارطة) التجديد يتطلب من كل شاعر رسم مساره الخاص بالضرورة.

• هل انقسم شعراء القصيدة العامية إلى مدارس؛ منها محلّي ومنها عربي؟

•• الشعر الشعبي موطنه (الخليج) وشبه الجزيرة حسب قراءاتي التاريخية لنشأته. وجذره التاريخي الأكبر في المملكة. هناك ما هو قطري؛ أي في الشام وفي مصر وفي المغرب العربي.

والشاعر الشعبي محلياً هو نفس الشاعر الشعبي (عربياً) مع فارق اللغة/‏ اللهجة والمواضيع والشكل البنائي لكتابة الشعر الشعبي واهتمامات الشعراء.

• ما دور النقاد السعوديين والعرب في رفد النصّ الشعبي؟

•• في اعتقادي أن النص الشعبي لم تزامنه حركة نقدية موازية أو متتبعة له بالشكل الجيد في السعودية والخليج. هناك أعمال بسيطة من النتاج النقدي واكبت النص الشعبي على استحياء أو لنقل باهتمام متقطع. كتاب الدكتور سعد البازعي بالرغم من توجهه الفصحوي كمنجز أدبي ثقافي إلاّ أنه عمل يستطيع الشاعر الشعبي أن يقرأه ويستفيد منه كرافد إبداعي، كذلك بعض الدراسات التي كتبها الدكتور عبدالله المعيقل والدكتور عالي سرحان القرشي -رحمه الله- وكتاب الدكتور محمد مهاوش الظفيري أيضاً مؤلف مهم..

• من هو صاحب الفضل في إعلاء مقام الشعبي ليجاور الفصيح؟

•• الشعر الشعبي أو الشعر النبطي متجذر في مشهدنا الثقافي، بل يكاد يكون هو الأبرز في وجهنا الثقافي منذ زمن بعيد. وكان هو النوع الأكثر تعبيراً عن الوجدان العام في الماضي. عبر رموزه الأوائل مثل بديوي الوقداني، وبركات الشريف، ومخلد القثامي، ومحسن الهزاني، مروراً بالأمير محمد الأحمد السديري، وبندر بن سرور وليس انتهاء بسعد بن جدلان، وخلف بن هذال وغيرهم وهم كثر، (الأسماء على سبيل المثال وليس الحصر)، ومع ظهور القنوات الإعلامية ووسائل النشر المتعددة برزت رموز أخرى اجتذبت الضوء الإعلامي وتمحور الإعلام حولها مثل الأمير عبدالله الفيصل، والأمير خالد الفيصل، والأمير خالد بن يزيد، وبدر بن عبدالمحسن -رحمه الله-، ومن هذا المنظور بسط الشعر الشعبي هيمنته وحضوره على المشهد إلى أواخر الثمانينيات، فالصحف والقنوات التلفزيونية والإذاعة كانت في سباق رهيب لتحظى بلقاء أو حوار أو استضافة لتلك الرموز. بينما كان الفصيح في الظل أو محصوراً في مساحات المؤسساتية الثقافية حتى بداية القرن الرابع عشر الهجري، وبدأت الفصحى تستعيد مكانتها في المشهد الثقافي والأدبي، وبدأت تدخل إلى المهرجانات الثقافية (الجنادرية) مثال، وتأخذ مساحتها فيه وتأخذ حيزاً أكثر. إذاً الإعلام هو الذي رجّح كفة الشعر الشعبي على الفصيح على مدى خمسة عقود من القرن المنصرم.

وكنت في جنادرية 1992م، أتساءل وأنا أرى الجماهيرية الشعبية الطاغية للشعر الشعبي والثقافة الشعبية وكأنها وجهنا الثقافي المطلق وتكتظ الأمسيات الشعبية والمحاورات، بينما يقبع النقاد في ركنهم، ومحمد العلي والبياتي والقصيبي، يمر أحدهم صامتاً من بهو الفندق دون أن يتعرف عليهم أحد! لقد كان الوضع غريباً وغير طبيعي، لكن الآن الفصيح استعاد حضوره ومكانته بفضل وعي الناس وثقافتهم ووعي الإعلام بدوره الوطني الثقافي.

• لماذا طغى على ثقافتك النص العربي؟ وما سر تعلقك بقصيدة اللغة الفصحى؟

•• علاقتي بالشّعر الفصيح قديمة جداً، قِدم الشعر نفسه، من البكاء على الأطلال إلى صوت طرفة بن العبد وهو يقطع المسافات على جمله. ومن لوعات قيس بن الملوح وتنهداته وتساؤلاته عن (هودج ليلى) إلى سحابة قيس لبنى (التي عندما جاوزته استهلّتِ)، مروراً بمرافقة الصعاليك في الأودية والشعاب والمفازات.. فالشعر الفصيح من الضرورة لكل شاعر أن يقرأه ويشبّع به، فهو الرافد الأهم والعظيم لكل من آنس في روحه شغف الغناء والنشيد، بل هو المكوّن الأساسي للموهبة الشعرية، وهنا نتذكّر قول العرب (أنشد الشاعر)، ولم تكن العرب تقول (كتب الشاعر). ومن هنا نكشف تمّاساً عميقاً بين الشعر الفصيح والعامي، فالشّعر في أصله (غناء وإنشاد) قبل أن يكون عروضاً وأوزاناً مكتوبة. وهذا سر متلازمة الشعر الفصيح والعامي في داخلي.

• هل للجغرافيا دور في العلاقة الوطيدة إنسانيا وفنيّاً بين الشاعر محمد الثبيتي وبينك؟•• أولاً: أنا لا أشبّه إلاّ صورتي، فلماذا شبّهوني بِعُمرْ؟

هكذا قال الشاعر نزار قباني عند تشبيهه بعمر بن ربيعة!

وأنا أقول ذلك لا تواضعاً ولا استكباراً، لكن الشاعر الكبير محمد الثبيتي شاهد عصر، وأحد شعراء القرن العشرين العرب فكيف أكون في مصافه؟! ربما يكون ما أشرتَ إليه صحيحاً في جوانب بسيطة وتعالقات فنية واجتماعية وجغرافية وتاريخية تلتمع في الأعماق، لكن لا تصل حد التشابه أو مصاف المقارنة.

• أين كان اللقاء الأول بسيّد البيد؟ وأين كان اللقاء الأخير؟

•• في البدء جمعني به الشعر، شاعر يمثل لي -باعتباري قارئاً- مرحلة فاصلة بين فترة قراءاتي للشعر الحديث في الثمانينيات، من خلال طغيان الشاعر الكبير نزار قباني والبياتي وطلال حيدر، وسعيد عقل وبقية رموز الشعر العربي الحديث آنذاك. كنا مفتونين بتلك الأسماء، وهي الموجة الحداثية، التي كانت تمدنا بالجديد، وكنا مولعين بكل ما هو جديد من خلال ما يصل إلينا من منجزات الحداثة العربية، فكان الثبيتي هو الفاصل بين المرحلة العربية الحديثة، التي كانت سائدة عربياً، وبين بزوغ شمس القصيدة الحديثة محلياً، وكان اللقاء الأول به شخصياً في مدينة جدة، وكنتُ ساكناً في فندق. وفي إحدى الصباحات اتصلت بالشاعر الخلوق هاشم الجحدلي، فقال الثبيتي عندي. تعال نتغدّى معاً ففرحت بتلك الدعوة أيما فرح. فأنا سأحظى بلقاء أهم اسمين في الشعر وفي الصحافة.

انطلقت إلى العنوان، وبالفعل وجدتُ الثبيتي وهاشم وقضينا ذلك اليوم معاً في بيت بحي البغدادية في جدة، وفي المساء أظن جاءنا الشاعر الراحل عبدالله باهيثم ومجموعة من الأصدقاء، ومكثنا يومين معاً، ويا لها من أيام وأماسٍ! عقب ذلك تكررت اللقاءات بالثبيتي على مدى عقد ونصف من الزمن؛ كان أخاً كبيراً وشاعراً عظيماً وإنسانا تألفه العين والقلب -رحمه الله-، وآخر لقاء كان في مستشفى الملك فهد بجدة بعد أن أصابته (الجلطة)، زرته ولم يعرفني! فأخبرني مرافقه بأنه لا يعرف أحداً، فغادرت المستشفى باكياً، هناك ما سأذكره ليلة إصابته بالجلطة -رحمه الله- كنا على موعد نلتقي في جدة، لكنه في المساء اقترح أن نأتي إليه في مكة (وكان مجلسه ومكتبته مفتوحة للجميع)، وفي الطريق إليه، وردنا اتصال من ابنه (يوسف) أخبرنا أنه سقط متأثراً بأزمة حادة، وهو الآن في الطريق إلى المستشفى. فالتقينا في المستشفى (مستشفى الششّة)، فوجدنا محمد ملقىً على سرير (في السيب) دون اهتمام يليق بأبي يوسف! وانتظرنا الطاقم الطبي حوالى ساعتين، دون اكتراث وكان معنا الدكتور سعد الثقفي الذي يعرف هاتف وزير الإعلام عبدالعزيز خوجة آنذاك، أو شيء من هذا القبيل. أجرى اتصالاً -لا أدري إن كان مع الوزير مباشرة أو عن طريق صديق آخر- لكن بعد نصف ساعة ولّع المستشفى أنواره وهرع الأطباء ركضاً، ونقل لمستشفى الملك فهد بجدة بعد ذلك، رحم الله الثبيتي.

• من الشاعر الذي خسره المشهد؟

•• كل شاعر (حقيقي) يموت هو خسارة للمشهد بلا شك، لكن الثبيتي وعلي الدميني وحسن السبع، لا يعوضون، وكذلك محمد النفيعي، ومشرف الشهري وعناد المطيري، في مشهد الشعر الشعبي.

• أيّ الشعراء خسر نفسه؟ ولمن تقول ظلمت تجربتك؟

•• أقول لنايف الجهني: خسرتَ نفسك شاعراً شعبيّاً.

وأقول لعواض العصيمي: ظلمت تجربتك شاعراً شعبيّاً باهراً.

أقول هذا الكلام بصفتي محباً صادقاً لهما، علماً أنهما شاعران وكاتبان ومثقفان فاعلان لهما ثقل الآن في المشهد الثقافي والإبداعي محلياً وعربياً، لكن ما ضرّ لو أنهما أعطيا الشعر الشعبي والأدب الشعبي نصيباً من جهدهما؟!

• إلى أين يذهب بك الشعر؟ وإلى أين ستذهب به؟

•• لا أعلم تماماً، لكن الشعر بالنسبة لي هو خلاص من الفناء المحتوم في نهاية الحياة، وأنا بالنسبة له: سبب من أسباب ذلك التخليد الذي أتوهّمه.

• على من تعوّل في إعادة الوهج الإعلامي لتجاربكم؟

•• أصدقك القول؟ لا أعوّل على أي وسيلة. فقط، أتمنى أن تجد تلك التجارب من يقرأها ببصيرة نافذة وبحب، أي أعوّل على القارئ وعلى الناس.

• ما سر شغفك بطرح قضايا فكرية؟

•• من الطبيعي أن يكون الشاعر أو أي فنان شغوفاً بالقضايا الفكرية، فهو كائن مسكون بالتساؤلات الفكرية والوجودية. في البدء كنتُ أعيد التفكير في المفاهيم الموروثة والراسخة في الذاكرة الجمعية، ثم اتسّعت الرؤية ليكون التساؤل بحجم الوجود والقيم الإنسانية العامة، وهكذا اندلعت حرائق الشغف.

• هل تعجز القصيدة عن البوح بكل ما يمور في داخلك؟

•• القصيدة بناء وهدم مستمر في حياة الشاعر، وحذف وإضافة، وهي كتابة ومحو.. من خلال التأملّ في استمرار الليل والنهار..القصيدة هي خلاص محتمل ريثما يأتي الفناء.

• أين مجموعاتك الشعرية لمن يريد اقتناءها والاطلاع على تجربتك؟

•• لديّ النيّة في إصدار مجموعتين شعرية 1-2، لكن ما زلتُ في عتبات جمعها وترتيبها حسب المرحلية الزمنية التي كتبتُ فيها القصائد، والنية مطية، كما يقال.

• متى ستكتب الرواية وأنت تملك ذاكرة زاخرة بالكثير مما هو قابل للسرد؟

•• عندنا مثل محلي في القرى فحواه: «أزرى دنقل في ما ينقل»، والرواية لا أفكر في كتابتها مطلقاً، فهي حقل واسع وفسيح، ولست متمكناً من أدوات حرث واستزراع ذلك الحقل: أنا الآن -كما ذكرت- أفكّر في جمع القصائد الشعبية في مجموعتين شعرية، وبعدها لكل حادثٍ حديث.

انطلقت شبكة أخبار السعودية أولًا من منصة تويتر عبر الحساب الرسمي @SaudiNews50، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المصادر الإخبارية المستقلة في المملكة، بفضل تغطيتها السريعة والموثوقة لأهم الأحداث المحلية والعالمية. ونتيجة للثقة المتزايدة من المتابعين، توسعت الشبكة بإطلاق موقعها الإلكتروني ليكون منصة إخبارية شاملة، تقدم محتوى متجدد في مجالات السياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والفعاليات الوطنية، بأسلوب احترافي يواكب تطلعات الجمهور. تسعى الشبكة إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتقديم المعلومة الدقيقة في وقتها، من خلال تغطيات ميدانية وتحليلات معمقة وفريق تحرير متخصص، ما يجعلها وجهة موثوقة لكل من يبحث عن الخبر السعودي أولاً بأول.

Continue Reading

الثقافة و الفن

الثلث الأول من رمضان في نهاية الشتاء: مميزات الصيام والأجواء

تعرف على خصائص تزامن الثلث الأول من رمضان مع الأيام الأخيرة للشتاء. كيف يؤثر الطقس المعتدل وقصر النهار على الصائمين؟ قراءة في الأجواء الروحانية والفلكية.

Published

on

يشهد العالم الإسلامي في هذه الفترة ظاهرة فلكية ومناخية مميزة، حيث يتزامن الثلث الأول من شهر رمضان المبارك مع الأيام الأخيرة من فصل الشتاء، مما يضفي على الصيام طابعاً خاصاً يجمع بين الروحانية العالية والأجواء المناخية المعتدلة. هذا التزامن ليس مجرد صدفة عابرة، بل هو نتاج للدورة الفلكية للقمر التي تجعل الشهر الفضيل يطوف عبر فصول السنة المختلفة.

الدورة الفلكية وتغير مواسم الصيام

من المعروف فلكياً أن السنة القمرية (الهجرية) أقصر من السنة الشمسية (الميلادية) بحوالي 11 يوماً. هذا الفارق الزمني يؤدي إلى تراجع موعد شهر رمضان كل عام، مما يجعله يمر بجميع فصول السنة الأربعة في دورة كاملة تستغرق حوالي 33 عاماً. وفي هذه الأعوام، يحل الشهر الكريم ونحن نودع فصل الشتاء ونستقبل بدايات الربيع، وهي فترة انتقالية تعرف بالاعتدال الربيعي، حيث يتساوي الليل والنهار تقريباً في العديد من المناطق، وتبدأ درجات الحرارة في الارتفاع التدريجي مع بقاء نسمات البرودة اللطيفة.

ميزات الصيام في نهاية الشتاء

يعتبر صيام رمضان في الأيام الأخيرة للشتاء وبدايات الربيع من أيسر أوقات الصيام مقارنة بأشهر الصيف القائظة. وتتمثل أبرز الميزات فيما يلي:

  • قصر ساعات النهار: في فصل الشتاء وبداية الربيع، يكون النهار أقصر نسبياً من الليل، مما يعني ساعات صيام أقل، وهو ما يخفف من مشقة الجوع والعطش على الصائمين.
  • اعتدال الطقس: تساهم الأجواء الباردة أو المعتدلة في تقليل فقدان الجسم للسوائل، مما يجنب الصائمين الشعور بالإعياء أو الجفاف الذي قد يحدث في مواسم الحر الشديد.
  • النشاط البدني: يساعد الطقس اللطيف الصائمين على ممارسة حياتهم اليومية والعبادات بنشاط أكبر، حيث لا يستنزف الحر طاقتهم.

الثلث الأول: أيام الرحمة في أجواء لطيفة

دينياً، يُعرف الثلث الأول من رمضان بأنه “أيام الرحمة”، وفقاً للأثر المروي: “أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار”. ومع تزامن هذه الأيام المباركة مع وداع الشتاء، تتجلى الرحمة الإلهية أيضاً في تخفيف المشقة البدنية على العباد. تتيح هذه الأجواء للأسر الخروج ليلاً للتراويح والزيارات العائلية دون عناء الحر أو الرطوبة، مما يعزز من الروابط الاجتماعية والروحانية التي يتميز بها الشهر الفضيل.

الاستعداد الصحي والغذائي

مع برودة الطقس النسبية في ليالي آخر الشتاء، ينصح خبراء التغذية الصائمين بالتركيز على الأطعمة التي تمد الجسم بالطاقة والدفء خلال وجبتي الإفطار والسحور، مثل الحساء الدافئ والأطعمة الغنية بالألياف، مع عدم إغفال شرب كميات كافية من الماء، حيث أن الشعور بالعطش يقل في الشتاء مما قد يؤدي لنسيان شرب الماء.

ختاماً، يمثل تزامن بداية رمضان مع نهاية الشتاء فرصة ذهبية لاغتنام الأجر في ظل ظروف ميسرة، حيث يجتمع صفاء الروح مع اعتدال الجو، ليكون موسماً مثالياً للطاعة والعبادة.

Continue Reading

الثقافة و الفن

مجمع الملك سلمان يكرّم الفائزين بجائزة اللغة العربية 4

مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يحتفي بالفائزين بجائزته في دورتها الرابعة، مكرساً جهوده لخدمة لغة الضاد وتعزيز مكانتها ضمن رؤية المملكة 2030.

Published

on

في احتفالية ثقافية مهيبة تعكس عمق الاهتمام بالموروث اللغوي والحضاري، كرّم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الفائزين بجائزته المرموقة في دورتها الرابعة. ويأتي هذا التكريم تتويجاً للجهود الاستثنائية التي بذلها الأفراد والمؤسسات في خدمة لغة الضاد، وتأكيداً على الدور الريادي الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز مكانتها على المستويين الإقليمي والدولي.

أهمية الجائزة وأهدافها الاستراتيجية

تُعد جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية واحدة من أرفع الجوائز المتخصصة في هذا المجال، حيث تهدف بشكل رئيسي إلى تعزيز الهوية العربية والإسلامية من خلال دعم اللغة العربية وتكريم المتميزين في خدمتها. وتسعى الجائزة في نسختها الرابعة إلى تشجيع الباحثين والمختصين والمعلمين على تقديم مبادرات نوعية تسهم في نشر اللغة العربية وتيسير تعلمها للناطقين بغيرها، فضلاً عن إثراء المحتوى العربي العلمي والتقني.

وتتوزع فروع الجائزة لتشمل مجالات حيوية متعددة، منها تعليم اللغة العربية وتعلمها، وحوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللغة العربية والدراسات العلمية، بالإضافة إلى نشر الوعي اللغوي وإبداع المبادرات المجتمعية. هذا التنوع يضمن شمولية التكريم لكافة الجوانب التي تخدم اللغة وتضمن استدامتها.

السياق التاريخي ودور المجمع

تأسس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ليكون مرجعية عالمية في شؤون اللغة العربية، وجاء إطلاق هذه الجائزة كإحدى مبادراته الأساسية لتحقيق مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج رؤية المملكة 2030. ومنذ انطلاق دورتها الأولى، شكلت الجائزة حافزاً كبيراً للمؤسسات العلمية والأكاديمية حول العالم للتنافس في تقديم أفضل ما لديها لخدمة لغة القرآن الكريم.

الأثر المتوقع محلياً وعالمياً

لا يقتصر أثر هذه الجائزة على التكريم المعنوي والمادي فحسب، بل يمتد ليشمل خلق حراك ثقافي وعلمي واسع النطاق. فعلى المستوى المحلي، تعزز الجائزة من فخر الأجيال الصاعدة بلغتهم الأم وتدفعهم للمشاركة في تطويرها. أما على المستوى الدولي، فإنها تمد جسور التواصل الحضاري مع الشعوب الأخرى، وتدعم جهود تعليم العربية في الجامعات والمعاهد العالمية، مما يرسخ القوة الناعمة للمملكة ويؤكد مركزيتها في العالم العربي والإسلامي.

ختاماً، يمثل نجاح الدورة الرابعة من الجائزة دليلاً قاطعاً على استمرارية العطاء وتجدد الأفكار في مجال خدمة اللغة العربية، ويفتح آفاقاً جديدة لمستقبل تكون فيه العربية لغة للعلم والتقنية والحوار العالمي.

Continue Reading

الثقافة و الفن

هند صبري تعود في رمضان 2026 بمسلسل مناعة وتستعيد الثمانينات

تفاصيل عودة هند صبري لدراما رمضان 2026 بمسلسل مناعة الذي تدور أحداثه في الثمانينات، تعرف على قائمة الأبطال وتفاصيل شخصيتها وعلاقتها بأحمد خالد صالح.

Published

on

هند صبري

بعد غياب استمر لأربع سنوات عن المنافسة الرمضانية، كشفت النجمة التونسية هند صبري عن تفاصيل عودتها المرتقبة للشاشة الصغيرة من خلال مسلسلها الجديد الذي يحمل عنوان «مناعة»، والمقرر عرضه ضمن السباق الدرامي لموسم رمضان 2026. وتأتي هذه العودة وسط ترقب جماهيري كبير، خاصة وأن العمل يعد بتقديم تجربة بصرية ودرامية مغايرة لما قدمته الفنانة سابقاً.

رحلة عبر الزمن: سحر الثمانينات

وفي تصريحات خاصة لبرنامج «ET بالعربي»، أوضحت هند صبري أن أحداث المسلسل تدور في حقبة الثمانينات، وهي فترة زمنية تحمل خصوصية شديدة في الذاكرة العربية والمصرية. وأشارت إلى أن هذه الحقبة لا تزال حية في وجدان الجمهور، لما تميزت به من تفاصيل اجتماعية دافئة، وأنماط موسيقية فريدة، وأزياء أيقونية شكلت هوية جيل كامل. ويأتي اختيار هذه الفترة الزمنية كخلفية للأحداث ليعكس توجهاً فنياً يميل إلى «النوستالجيا» واستحضار ذكريات الزمن الجميل، وهو نمط درامي لاقى رواجاً واسعاً في السنوات الأخيرة، حيث يسمح للمشاهدين باستعادة لحظاتهم المفضلة واكتشاف تفاصيل الحياة اليومية قبل طغيان التكنولوجيا الحديثة.

فريق عمل متكامل ورؤية إخراجية

وأعربت صبري عن حماسها الشديد للعمل تحت قيادة المخرج المتميز حسين المنباوي، مؤكدة أن المسلسل يضم توليفة غنية من النجوم، مما يثري الخطوط الدرامية للعمل. ويشارك في بطولة «مناعة» إلى جانب هند صبري، كل من الفنان خالد سليم، والنجم الشاب أحمد خالد صالح، والفنانة مها نصار، ومحمد رزق، بالإضافة إلى القيمة الفنية الكبيرة التي يضيفها الفنان القدير رياض الخولي، والفنان كريم قاسم. ويشير هذا التنوع في طاقم العمل إلى وجود حبكة درامية متشابكة تعتمد على البطولة الجماعية التي تميز الأعمال الرمضانية الناجحة.

لمسة وفاء وتواصل أجيال

وفي سياق الحديث عن الشخصيات، كشفت هند أن شخصيتها في المسلسل تحمل اسم العمل نفسه «مناعة»، وهو اسم يحمل دلالات رمزية قد تكشف عنها الأحداث. كما توقفت عند تعاونها الأول مع الفنان خالد سليم، معبرة عن سعادتها بهذه الشراكة الفنية. ولعل الجانب الأكثر تأثيراً في هذا العمل هو تعاونها مع الفنان أحمد خالد صالح، حيث وصفت هذا التعاون بأنه يحمل «طابعاً خاصاً» ومشاعر إنسانية عميقة، نظراً لعلاقة الصداقة القوية والعمل السابق الذي جمعها بوالده الراحل، النجم الكبير خالد صالح. هذا التواصل بين الأجيال يضفي بعداً عاطفياً على كواليس العمل وينعكس إيجاباً على الكيمياء الفنية أمام الكاميرا.

مسيرة فنية مستمرة

جدير بالذكر أن آخر المحطات الدرامية لهند صبري كانت عبر مسلسل «البحث عن علا 2»، الذي حقق صدى واسعاً عند عرضه، وجمعها بنخبة من النجوم مثل سوسن بدر وظافر العابدين. ويؤكد مشروع «مناعة» استمرار هند صبري في اختيار أدوار مركبة وقصص تمس الواقع الاجتماعي، محافظة بذلك على مكانتها كواحدة من أبرز نجمات الدراما في الوطن العربي.

Continue Reading

Trending