أسدل الستار على منافسات دور المجموعات في بطولة الجيل القادم لرابطة محترفي التنس، التي تستضيفها مدينة جدة لأول مرة في تاريخها، حيث شهدت الصالة الداخلية بمدينة الملك عبدالله الرياضية مواجهات حاسمة حددت هوية المتأهلين إلى الدور نصف النهائي. ويأتي هذا الحدث العالمي بتنظيم من الاتحاد السعودي للتنس، تحت إشراف وزارة الرياضة ورعاية من صندوق الاستثمارات العامة، مما يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها المملكة للفعاليات الرياضية الكبرى.

في مواجهات المسار “الأحمر”، حجز الأمريكي نيشيش باسافاريدي مقعده في المربع الذهبي بعد أداء قوي، حيث تغلب على الألماني جاستن إنجل بثلاثة أشواط نظيفة. وفي المباراة الأخرى ضمن نفس المجموعة، واصل البلجيكي ألكسندر بلوكس مسيرته المذهلة محققًا انتصاره الثالث على التوالي، هذه المرة على حساب الكرواتي دينو بريزميتش بنتيجة ثلاثة أشواط مقابل شوط واحد، ليؤكد صدارته للمجموعة بالعلامة الكاملة.

أما في المجموعة “الزرقاء”، فقد كانت المنافسة على أشدها، حيث تمكن الأمريكي ليرنر تيين من خطف بطاقة العبور الثانية متصدرًا لمجموعته، وذلك بعد فوزه على النرويجي نيكولاي بودكوف كيير بثلاثة أشواط مقابل شوط. وفي لقاء آخر، حقق الإسباني رافاييل جودار فوزًا معنويًا على مواطنه مارتن لاندالوسي بثلاثة أشواط نظيفة.

خلفية البطولة وأهميتها العالمية

تُعد بطولة الجيل القادم لرابطة محترفي التنس (Next Gen ATP Finals) منصة عالمية لأبرز المواهب الشابة في عالم التنس تحت 21 عامًا. انطلقت البطولة في عام 2017 وأقيمت نسخها الخمس الأولى في مدينة ميلانو الإيطالية، قبل أن تنتقل إلى جدة في عام 2023 بعقد يمتد حتى عام 2027. وتشتهر البطولة بكونها مختبرًا للقوانين الجديدة في رياضة التنس، حيث يتم تطبيق قواعد مبتكرة مثل تقصير الأشواط، وإلغاء نقطة التعادل (No-Ad scoring)، والسماح بالتواصل بين اللاعبين والمدربين، وهي قواعد تهدف إلى جعل المباريات أكثر سرعة وإثارة.

التأثير الاستراتيجي لاستضافة الحدث في السعودية

تمثل استضافة جدة لهذه البطولة خطوة استراتيجية ضمن رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة المملكة كوجهة عالمية للرياضة والترفيه. ويساهم هذا الحدث في نشر ثقافة التنس داخل المملكة، وإلهام جيل جديد من اللاعبين السعوديين، بالإضافة إلى جذب السياحة الرياضية العالمية. إن رعاية صندوق الاستثمارات العامة للبطولة تؤكد على الدور المحوري الذي يلعبه الصندوق في تمكين القطاع الرياضي وتحقيق مستهدفاته الطموحة.

مواجهات نصف النهائي المرتقبة

ومع اكتمال عقد المتأهلين، تتجه الأنظار الآن إلى مباريات الدور نصف النهائي التي ستنطلق مساء السبت. سيجمع اللقاء الأول بين البلجيكي ألكسندر بلوكس، متصدر المجموعة “الحمراء”، والنرويجي نيكولاي بودكوف كيير، وصيف المجموعة “الزرقاء”. فيما سيلتقي في المباراة الثانية بطل المجموعة “الزرقاء”، الأمريكي ليرنر تيين، بمواطنه نيشيش باسافاريدي، وصيف المجموعة “الحمراء”، في مواجهة أمريكية خالصة تضمن وجود لاعب من الولايات المتحدة في المباراة النهائية.

أكد لاعب خط الوسط في نادي ليفربول، كورتيس جونز، أن النجم المصري محمد صلاح قدم اعتذاراً لزملائه في الفريق، وذلك في أعقاب مقابلة صحفية أثارت جدلاً واسعاً حول مستقبله في “أنفيلد”. وفي تصريحات لشبكة “سكاي سبورتس”، أوضح جونز أن صلاح بادر بالحديث مع اللاعبين لتوضيح موقفه، مشدداً على أن هذا الأمر لم يؤثر سلباً على الأجواء داخل غرفة خلع الملابس، وأن صفوف الفريق لا تزال موحدة وقوية.

ونقل جونز عن صلاح قوله: “صلاح شخص مستقل، وله الحق في التعبير عن رأيه. لقد اعتذر لنا قائلاً ‘إذا كان ما قلته قد أثر على أي شخص أو تسبب في شعور سيء، فأنا آسف’، وهذا يعكس شخصيته الحقيقية”. وأضاف جونز أن اللاعبين تفهموا الموقف وأن التركيز ظل منصباً على تحقيق الأهداف الرياضية للنادي.

خلفية الحوار وتداعياته

تعود جذور القصة إلى مقابلة أجراها صلاح مع صحيفة “آس” الإسبانية في ديسمبر 2020، والتي أحدثت ضجة إعلامية كبيرة. خلال المقابلة، أعرب صلاح عن خيبة أمله لعدم منحه شارة القيادة في إحدى مباريات دوري أبطال أوروبا، كما لم يغلق الباب أمام إمكانية الانتقال مستقبلاً إلى قطبي الكرة الإسبانية، ريال مدريد وبرشلونة، بقوله: “لا أحد يعرف ما يخبئه المستقبل”. جاءت هذه التصريحات في وقت حساس كان فيه ليفربول يدافع عن لقبه بطلاً للدوري الإنجليزي الممتاز، مما أثار قلق الجماهير وأطلق العنان لموجة من التكهنات حول رحيله المحتمل.

أهمية الحدث وتأثيره

على الصعيدين المحلي والدولي، اعتُبرت تصريحات صلاح بمثابة اختبار حقيقي لمدى استقرار الفريق تحت قيادة مدربه آنذاك يورغن كلوب. فصلاح لم يكن مجرد لاعب، بل هو الأيقونة الهجومية الأولى للفريق وهدافه التاريخي في حقبة البريميرليغ. أي تلميح لرحيله كان كفيلاً بإحداث هزة في استراتيجية النادي المستقبلية. ومع ذلك، تعاملت إدارة ليفربول والمدرب كلوب مع الموقف بحكمة، حيث قلل كلوب من أهمية التصريحات في مؤتمراته الصحفية، مؤكداً على سعادة صلاح في النادي والتزامه الكامل. وقد أثبت صلاح ذلك عملياً على أرض الملعب، حيث واصل تقديم مستويات استثنائية وتسجيل الأهداف الحاسمة، مما ساهم في تهدئة الأوضاع وتأكيد ولائه للفريق، وهو ما تُوّج لاحقاً بتجديد عقده ليصبح أسطورة حية في تاريخ النادي.