انطلقت اليوم، مشاركة هيئة الأدب والنشر والترجمة في معرض نيودلهي الدولي للكتاب 2025، الذي يُقام في ساحة معرض براغاتي بالعاصمة الهندية نيودلهي خلال الفترة من 1 إلى 9 فبراير الجاري، في إطار تعزيز التعاون الثقافي بين المملكة والهند.

وتسعى الهيئة من خلال هذه المشاركة إلى إبراز مكانة المملكة في الساحة الثقافية والأدبية العالمية، وتعزيز الوعي بالموروث الثقافي السعودي، إضافةً إلى تسليط الضوء على إسهاماتها في المشهد الأدبي الدولي، ودعم التبادل الثقافي والمعرفي بين البلدين.

كما تهدف المشاركة إلى تمكين دور النشر والوكالات الأدبية السعودية من الوجود في المحافل الثقافية الكبرى، ما يسهم في دعم الإبداع الأدبي السعودي على المستويين الإقليمي والدولي.

ويحتضن جناح هيئة الأدب والنشر والترجمة في المعرض عدداً من الأركان التي تستعرض مبادراتها وبرامجها الأدبية والثقافية، ومن أبرزها مبادرة «ترجم» التي تسلط الضوء على حركة الترجمة السعودية، إلى جانب أقسام مخصصة لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ومكتبة الملك فهد الوطنية.

كما تقدم الهيئة برنامجاً ثقافياً متنوعاً يتضمن ستّ ندوات حوارية تناقش قضايا وملفات أدبية وثقافية، من بينها ندوة «تقاطع الرواية السعودية مع نيودلهي» التي تسلّط الضوء على دور الرواية السعودية في المشهد الأدبي العربي، وندوة «عالم الفنون» التي تستعرض دور الفنون في التعبير عن الإبداع الإنساني.

وفي سياق الفعاليات الثقافية، تنظّم الهيئة أمسية شعرية تحت عنوان «رحلة في عالم الإلهام والإبداع» بمشاركة مجموعة من الشعراء والمثقفين السعوديين، إلى جانب ندوة «صناعة الثقافة» التي تناقش إنتاج وتوزيع المنتجات الثقافية، وندوتَي «القصة هي روح المحتوى» و«التراث العربي».

يُذكر أن المملكة شاركت العام الماضي بصفتها ضيف شرف في معرض نيودلهي الدولي للكتاب 2024، حيث قدمت مختلف القطاعات الثقافية برامج وفعاليات متنوعة تعكس ثراء المشهد الثقافي والإبداعي السعودي.

أعلن أتيليه «محيي أستوديو» في أبها، عن تنظيم معرض فني يجمع أربع تجارب لتشكيليين وتشكيليات من منطقة عسير، مساء الثلاثاء القادم، حيث يقدم المشاركون تجارب بصرية مغايرة، بالتعاون مع القيّم الشاعر أشرف فياض، ويشارك في المعرض التشكيلي حسين محيي، الذي سبق وشارك في الكثير من المعارض والفعاليات الفنية وله باع طويل في العمل المؤسساتي لدعم الفنون في منطقة عسير، و الخطاط يزيد آل دايل، والتشكيلية عائشة آل صالح، والتشكيلية مزون آل صالح، وهم يشاركون لأول مرة في أحدث معارض برؤية إبداعية مغايرة للسائد، ويعرضون أعمالاً جديدة ومبتكرة تعكس رؤيتهم الشخصية و الفنية، ما يضفي على المعرض بعداً وثراءً بصرياً استثنائياً.

وأوضح المشرف على المعرض؛ أشرف فياض، أن المعرض يناقش قضية تحويل الفن من الوظيفية إلى الجمالية، وتكوين حالة من الجدلية والحوار ما بين المتلقي والعمل الفني وربطه بمشاهداته اليومية وذاكرته البصرية من خلال مشاهد فنية تمثلها الأعمال التي تتراوح ما بين التركيب الفني بالخامات المتعددة والفيديو آرت، ولوحات الخط العربي، بإحداث خلل في وظائف العناصر التي تستخدم في الحياة اليومية، وتجسيدها بشكل بصري وجمالي بحت، و تحويلها إلى أعمال فنية نابعة من عمق الحياة اليومية، ومختلفة عن الصورة النمطية السائدة عن العمل الفني بمفهومه التقليدي، ويطرح للنقاش قضايا بيئية واجتماعية وثقافية مختلفة تمس الإنسان المعاصر، مضيفا بأن الأعمال تجسّد الهوية الثقافية للفنانين المشاركين من خلال التعبير عن تجاربهم في إطار معاصر يتماشى مع متغيرات العصر الحديث، ويناقش قضايا اجتماعية وثقافية تمثل هذا الجيل وتمثل تطلعاته وآماله وأحلامه، وعدّ النهج الحديث في تقديم الفن، متجاوزاً للحدود التقليدية للفن كرفاهية، ويؤكد على الدور الحيوي للفنون في تطوير الوعي الجماعي والتقارب بين الثقافات المختلفة، النابعة من تجاربهم الذاتية، و يعبّر عن الخصوصية الثقافية التي تتمتع بها المملكة، التي تشهد عصراً ذهبياً في كل المجالات، ومنها الثقافة والفنون.

فيما كشف المدير التنفيذي للأتيليه حسين محيي، أنه استقطب المشاركين، إثر ما لمسه لديهم من الشغف والرغبة في تقديم فن حقيقي ومختلف يعبر عن تطلعاتهم ورؤيتهم المعاصرة لقضاياهم الثقافية والاجتماعية، والتعبير عن تطلعات جيل شاب يسهم في بناء هوية ثقافية مستقلة في ظل رؤية 2030 المعنية بالثقافة والفنون وتعزيز دورها الرئيسي في بناء الإنسان وتمكين الجيل الشاب ومنحه دوراً رئيسياً في رسم ملامح التحولات.

شكّل اسم الفنان حسن إسكندراني علامة بارزة في مجال الحفاظ على الموروث الفني وتجديد الأغنية بأسلوب يجمع بين أصالة التراث وروح العصر، ما جعله نموذجاً .

ارتبط حسن إسكندراني بالعملاق طارق عبدالحكيم، عميد الأغنية السعودية، أحد أبرز المحطات في مسيرته الفنية. هذه العلاقة لم تكن مجرد تعاون مهني، بل امتدت إلى صداقة قائمة على التقدير والاحترام، حيث تأثر حسن بمدرسة عبدالحكيم الموسيقية، التي تركت أثراً عمياً في تجربته الفنية.

طارق عبدالحكيم، بصفته أحد أبرز رموز الفن السعودي، كان مصدر إلهام لحسن، وساعدت هذه العلاقة على ترسيخ موقعه في المشهد الفني بوصفه من الأسماء التي حملت مشعل الأغنية السعودية وتراثها إلى أبعاد جديدة.

تميز حسن إسكندراني بإتقانه لفنون الموروث الشعبي، لا سيما المجرور الطائفي والدانات الحجازية، التي قدّمها بأسلوب يوازن بين الأصالة والتطوير. بدأ مسيرته الفنية مع شقيقه التوأم حسين من خلال فرقة «لإسكندراني»، التي كانت لها مشاركات بارزة في المناسبات الوطنية والحفلات الخاصة، مع تركيز على إحياء الموروث بلمسات موسيقية معاصرة.

إلى جانب علاقته مع طارق عبدالحكيم، تعاون حسن مع نخبة من كبار الفنانين مثل طلال مداح، ومحمد عبده، وعمر كدرس، وسراج عمر، إلى جانب شعراء مرموقين مثل الأمير خالد الفيصل، والأمير بدر بن عبدالمحسن، وإبراهيم خفاجي. هذه الشراكات لم تكن مجرد تعاونات فنية، بل انعكاساً لعلاقاته المتينة ومكانته المرموقة بين رموز الوسط الفني.

أصدر حسن إسكندراني العديد من الألبومات التي تنوعت بين الأغاني العاطفية والوطنية، وأظهر إلماماً كبيراً بالمقامات الموسيقية والإيقاعات، إلى جانب إتقانه العزف على آلات متعددة مثل العود والكمان والقانون. امتدت مشاركاته الفنية إلى المحافل الدولية، حيث قدم حفلات في دول خليجية وعربية وأوروبية، مثل لندن وباريس، ما عزز من مكانته كأحد الأصوات التي تحمل الموروث السعودي إلى جمهور عالمي.

إلى جانب إبداعه الفني، كان حسن شخصية إنسانية حاضرة في الأزمات، حيث عُرف بمساندته لزملائه وحرصه على التواصل معهم ودعمهم في المواقف الصعبة. هذه السمة جعلته محل تقدير واسع، وأكدت أن الفن بالنسبة له لم يكن مجرد أداء، بل رسالة تقوم على التعاون والوفاء.

حسن إسكندراني يمثل حالة استثنائية في المشهد الفني، بفضل ارتباطه الوثيق بالموروث، وعلاقاته مع رموز الأغنية السعودية، وتجديده للأغنية بأسلوب يواكب التطور.