Connect with us

ثقافة وفن

عقل غير هادئ.. رحلة في أعماق الألم

«بكيت لكل الأحاسيس العميقة التي افتقدتها دون أن أعرف».(كاي جيمسون)تشدني كتب السيَر الذاتية فهي رحلة مجانية في أعماق

«بكيت لكل الأحاسيس العميقة التي افتقدتها دون أن أعرف».

(كاي جيمسون)

تشدني كتب السيَر الذاتية فهي رحلة مجانية في أعماق النفوس، وتغذي رغبة قراءة كتب السرد، لكنها تختلف عن قراءة الرواية أو القصة بأنها تمنحك الحقيقة التي تبحث عنها، ولا أعني هنا أنها تخلو من الخيال الذي -ربما- يلجأ إليه بعض الكتّاب لكنها تعتمد على حياة عاشها كاتب العمل وقرر أن يشارك تجربته مع الآخرين.

كتاب (عقل غير هادئ.. سيرة ذاتية عن الهوس والاكتئاب والجنون) لعالمة النفس الأمريكية كارى ردفيلد جاميسون، وهو -بلا شك- يختلف عن كل سيرة قرأتها من قبل، فهو يقدم تجربة لا يجرؤ الكثير بالحديث عنها؛ لأنها تجربة مؤلمة جداً وكاشفة لخفايا صراع نفسي عميق.

الكاتبة هي كاي ريدفيلد جايمسون طبيبة أمريكية في علم النفس السريري، ومن أبرز الخبراء في الاضطراب ثنائي القطب، وهي أستاذة الطب النفسي في جامعة جون هوبكنز للطب، والأهم أنها أحد مرضى الاضطراب ثنائي القطب الذي تروي حكايتها معه ومع الاكتئاب والرغبة في الانتحار، وكيف استطاعت أن تتعايش مع ذلك المرض، بل أن تصبح واحدة من أشهر أطباء ومعالجي ذلك المرض في العالم.

أما الكتاب (عقل غير هادئ) فهو من الكتب الأكثر مبيعاً في العالم، وكتب بصدق متناهٍ وأمانة تشعر بها وأنت تقرأ كل فصل من فصول الكتاب، واستطاعت الكاتبة أن تكتبه بشكل شاعري مذهل، رغم المعلومات الطبية الواردة في الكتاب والتفاصيل الدقيقة في ذلك.

الحديث عن الاكتئاب محرج لأصحابه، وغالباً ما تصاحبه حالة نكران له وللمرض النفسي عموماً، لكن كاي جايمسون استطاعت أن تكسر حاجز الصمت وتتحدث بكل أريحية وكأنها مودع اختار أن يبوح بكل شيء قبل أن يغادر، لكنها لم تكن في حالة وداع بل كانت في حالة رغبة بالمشاركة لكي تستطيع ان تواصل دورها كطبيبة تقدم العون للآخرين.

وترى مقدمة الكتاب أنه «صرخةٌ صادقةٌ ودعوةٌ للبوح والمكاشفة تخترق مناطق وعرةً اعتاد معظم من يكتب سيرته الذاتية على تجنبها وتفاديها، ومكاشفةٌ من هذا النوع تعتبر قليلةً جداً إن لم تكن نادرةً، فهي تتجاوز الأسوار إلى مناطق بكر لم يسبق أن فضتها الأقلام أو اجترحتها الرؤى، وهى رحلةٌ شائكةٌ في مجاهل النفس البشرية وداخل وعورة دروبها».

تقول كاي جايمسون «يعتقد الآخرون أن الاكتئاب يشبه أن تكون قد مررت بطلاق، فقدت وظيفة، أو أنهيت علاقتك بشخص ما.. ولكن هذه التجارب تشعرهم بتلك المشاعر.. الاكتئاب -بدلاً من ذلك- هو مسطح، أجوف، لا يُطاق.. هو أيضا منهِك.. الناس لا يبقون حولك عندما تكون مكتئباً.. قد يعتقدون أن عليهم ذلك وأن عليهم أن يحاولوا.. ويعلمون أنك مضجر وممل وراء اعتقاداتك.. فأنت سريع الغضب، مصاب بجنون العظمة وغير فكاهي.. وميت لا حياة فيك.. وتؤمن بأنه ليس هناك ما يكفي من الاطمئنان.. أنت خائف، مخيف، ولن تكون الشخص الذي ستراه لاحقاً.. ولكنك تعرف أنك ستكون».

ليس منا من هو في منأى عن الإصابة بالأمراض النفسية فهي كغيرها من الأمراض الجسدية ليست خياراً لمن يرغب بها أو يمكن تفاديها، ولذا فإن المصاب بها هو في حالة ابتلاء وعلى من حوله تفهم ذلك، وعليه أيضاً أن يدرك ذلك؛ لأن ذلك جزء لا يتجزأ من العلاج الممكن تقديمه، بل إن تفهم ذلك في الحالات النفسية أهم منه في حالات الأمراض الجسدية.

هذا الكتاب أحد أهم الكتب التي قرأتها في حياتي وهو قصة ألم وكفاح قلما تجد لها مثيلاً في عالمنا، ولذا يستحق القراءة والانتشار الذي يليق به.

Continue Reading

ثقافة وفن

إبراهيم المرحبي.. شاعر الحب والجوع.. ماذا لو كان حياً؟

يصادف أواخر هذا الشهر الهجري مرور خمسة وعشرين عامًا، على رحيل الصديق والزميل الشاعر إبراهيم المرحبي.ربع قرن مضى

يصادف أواخر هذا الشهر الهجري مرور خمسة وعشرين عامًا، على رحيل الصديق والزميل الشاعر إبراهيم المرحبي.

ربع قرن مضى كغمضة ألم، دون أن يغيب وجهه عن الذاكرة، أو تخبو نبرته التي كانت تمزج بين خفة الظل وعمق المعنى، بين الشعر والابتسامة، بين الحلم والاحتمال.

زاملته في غرفة مكتبية منزوية في أقصى مرافق جريدة البلاد، حيث كنا نرتّق الحياة بالكلمة، ونكتب من الهامش، لا لننتمي، بل لنشهد.

كان المرحبي لا يأتي إلى المكتب وحيدًا، بل يصطحب معه مزاجه العميق، تعليقاته الساخرة، نصوصه الطازجة، وقلباً مفتوحاً على كل من حوله.

شخصية ممتلئة بالحب والعفوية… لكنها أيضاً ممتلئة بالشعر.

ينتمي المرحبي -ولو لم يُمهله القدر طويلًا- إلى سلالة نادرة من الشعراء الشعبيين الذين لا يكتفون بالغناء، بل يحفرون في الطبقات المنسية من المجتمع.

شعره، متخم بالأسئلة، بالرفض، بالاحتجاج.

لقد صنع من الجوع موقفاً، ومن الفقر فلسفة، ومن العجز أغنية.

لو لم يتوقف ذلك الطريق، لكان المرحبي اليوم واحداً من أكثر الشعراء تفرّداً في الخليج.

كان سيقود تحوّل القصيدة الشعبية من «مرايا القبيلة» إلى «لغة المواطن»، من الاحتفال بالرمز إلى كشف الهم، من الزخرف إلى العُمق.

كان سيؤسّس لخطاب شعري أكثر صدقاً، أكثر ألماً، أكثر إنسانية، خارج التنميط، بعيداً عن الضجيج، مشحوناً بالأسى والبصيرة.

ولربما أصبح صوتاً إعلاميّاً فاعلاً، فإبراهيم لم يكن مجرد شاعر، بل أحد ألمع المحررين في الأقسام الشعبية الشبابية، وكان يمضي نحو الجمع بين الكلمة والإعلام بذكاء واحتراف.

رحم الله المرحبي، كان شاعرًاً في طور الانفجار، ولو طال به العمر، لكان اسمه اليوم على لائحة الرموز، لكنه، رحل حين كانت القصيدة تشتعل، وآثر أن يترك لنا قصائدَ، لا تشبه سواه، تقول كل شيء دفعة واحدة، وتتركنا نحن بعدها في صمت نكمل المعنى.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

فنانة مصرية: شركة هندسية «طفرتني»

في صرخة مؤثرة، عبّرت الفنانة المصرية مروة عبدالمنعم، عن استيائها بعد تعرضها للنصب من قِبل شركة هندسية، حيث كتبت

في صرخة مؤثرة، عبّرت الفنانة المصرية مروة عبدالمنعم، عن استيائها بعد تعرضها للنصب من قِبل شركة هندسية، حيث كتبت عبر حسابها على (فيسبوك): «حسبي الله في كل واحد عمل شركة وعمل نفسه مهندس وهو ولا شاف الكلية من أصله ولا دخلها».

وأوضحت مروة أن الشركة استغلت كونها امرأة تعمل بمفردها، قائلة: «حسبي الله في كل واحد قبل على نفسه فلوس واحدة ست على أساس إنها لوحدها وما لهاش حد ومشتغلش بيها.. وقال يلا اغرف.. فنانة بقا ومعاها فلوس أكيد».

وأضافت: أن الشركة تركت لها أعمالاً غير مكتملة ومشكلات تحتاج إلى إصلاح، مما دفعها لتحمل تكاليف إضافية لإصلاح ما أفسدوه.

وتفاعل العديد من المتابعين مع منشورها، مطالبين إياها بالكشف عن اسم الشركة لتجنب وقوع آخرين في نفس الفخ.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

بتهمة السب والتشهير.. إحالة الفنانة راندا البحيري إلى المحاكمة

حددت محكمة القاهرة الاقتصادية جلسة 18 مايو لمحاكمة الفنانة المصرية راندا البحيري بتهمة السب والتشهير بحق طليقها

حددت محكمة القاهرة الاقتصادية جلسة 18 مايو لمحاكمة الفنانة المصرية راندا البحيري بتهمة السب والتشهير بحق طليقها الإعلامي سعيد جميل عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وجاء قرار المحكمة الاقتصادية في تطور جديد يُثير الجدل في الوسط الفني المصري، في القضية التي بدأت كخلاف شخصي وتصاعدت إلى ساحة القضاء، مُسلطة الضوء على مخاطر المنشورات الإلكترونية وتداعياتها القانونية.

بدأت القصة عندما تقدم سعيد جميل بشكوى ضد طليقته، مُدعياً أنها وجهت إليه عبارات مسيئة عبر منشورات أو تصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «فيسبوك» و«إنستغرام»، دفعت جهات التحقيق المختصة إلى التحرك، وبعد استكمال التحقيقات قررت النيابة إحالة الفنانة إلى المحاكمة الجنائية أمام المحكمة الاقتصادية التي تختص بقضايا الجرائم الإلكترونية.

راندا البحيري المعروفة بأدوارها المميزة في أعمال مثل «أهل كايرو» و«الزوجة الرابعة»، تجد نفسها الآن في مواجهة تهم قد تُلقي بظلالها على مسيرتها الفنية، فيما يصر سعيد جميل على المضي قُدماً في القضية، مُطالباً بحماية سمعته من الإساءات.

أخبار ذات صلة

وتأتي القضية في سياق تزايد النزاعات القانونية بين المشاهير في مصر، إذ أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحة لتبادل الاتهامات، في ظل قوانين صارمة تُجرم السب والتشهير الإلكتروني في مصر، تُعد هذه القضية بمثابة اختبار لكيفية تعامل القضاء مع الخلافات العامة بين الشخصيات العامة.

وبموجب قانون العقوبات المصري وقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات (رقم 175 لسنة 2018) يُعتبر السب والتشهير عبر الإنترنت جريمة يُعاقب عليها بالحبس و/أو الغرامة، وهي قوانين تهدف إلى حماية الأفراد من الإساءات الإلكترونية.

وتختص المحكمة الاقتصادية بالنظر في القضايا المتعلقة بالجرائم الإلكترونية، بما في ذلك السب والتشهير عبر الإنترنت، إلى جانب القضايا الاقتصادية والمالية، في ظل تزايد الجرائم المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي في مصر.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .