يغادر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بلاده غداً (الإثنين) ليستهل زيارة تاريخية للمملكة العربية السعودية، التي اختارها لتكون أول محطة خارجية لأول زيارة له منذ تنصيبه رئيساً للدولة الأقوى في العالم في يناير الماضي. ويرافق ترمب وفد كبير من وزراء ومسؤولي إدارته، وعدد كبير من رجال الأعمال ورؤساء أضخم الشركات الاستثمارية الأمريكية. وارتفعت أمس بورصة التوقعات بشأن صفقات اقتصادية واستثمارية ضخمة. غير أن التوقعات الأشد إلحاحاً تذهب الى ما يسمى «صفقة الألفية»، التي سيوافق ترمب بموجبها على تلبية طلب السعودية توقيع اتفاق بتعاون نووي يسمح للمملكة العربية السعودية بإنشاء برنامجها النووي السلمي. كما يتوقع أن يوافق ترمب في الرياض على صفقة بيع أسلحة أمريكية متطورة للمملكة قدرت قيمتها بمليارات الدولارات. ويتطلع العالم لما قد يعلنه الرئيس الأمريكي ترمب في الرياض بشأن التوصل إلى صفقة تتيح إطلاق الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، وتفعيل آلية جديدة لإدخال المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة. وسيتم ذلك في وقت قررت فيه واشنطن «تهميش» رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدءاً من التسريبات بأن ترمب لم يعد يتصل بنتنياهو، وانتهاءً بتسريبات عن أن ترمب قرر إبرام «صفقة الألفية» مع السعودية من دون رهنها بالتوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل. ويتوقع أن تحقق مبيعات الأسلحة الضخمة ارتياحاً كبيراً في الولايات المتحدة؛ إذ إن من شأنها أن توفر عشرات الآلاف من الوظائف في أوقات اقتصادية صعبة. وذكرت شبكة «ان بي آر» الأمريكية أمس (السبت) أنه من المتوقع إبرام صفقات بين الجانبين السعودي والأمريكي في قطاعي الذكاء الاصطناعي، والرعاية الصحية. وقالت شبكة «فوكس نيوز» إن ترمب اختار المملكة وجهة لأول زيارة خارجية له في ولايته الثانية لأنها تمثل ركيزة للاستقرار والاستمرارية في منطقة تعاني من النزاعات والاضطراب. واعتبرت أن عودة ترمب للسعودية تؤكد مجدداً الثقة المشتركة، والاصطفاف الإستراتيجي، والاعتقاد المشترك بجدوى البراغماتية، والدبلوماسية القائمة على المصالح، التي ظلت سمة ملازمة للتحالف العريق بين الرياض وواشنطن. وأضافت أن ترمب يزور السعودية هذه المرة وقد قطعت خطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز للنهضة السعودية لحلول العام 2030 شوطاً بعيداً، أدى إلى إصلاحات غير مسبوقة في الاقتصاد والانفتاح المجتمعي. وشددت على أن عودة ترمب للسعودية ليست مجرد مجاملة دبلوماسية؛ بل اعتراف بنجاحات المملكة، التي لم تُعِدْ تعريف نفسها كباحث عن النفوذ، بل بانٍ للشراكات. وتوقع مراقبون في واشنطن أمس أن يُطلِع الرئيس الأمريكي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز على مجريات التفاوض بين الولايات المتحدة وإيران، في شأن البرنامج النووي الإيراني. وتلقت إسرائيل أمس ضربة دبلوماسية أمريكية موجعة، فبعدما عمد ترمب إلى عدم تضمين إسرائيل في برنامج جولته الخليجية، أعلنت واشنطن أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث قرر إلغاء زيارة كان مقرراً أن يقوم بها لإسرائيل، حتى يتمكن من اللحاق بطائرة ترمب المتجهة إلى السعودية، بحسب مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين تحدثوا إلى موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي. ونقل عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إسرائيل ظلت تقوم بتحضيرات مكثفة لزيارة هيغسيث منذ أيام. ويتوقع أن يرافق ترمب على متن الطائرة الرئاسية وزراء الخارجية ماركو روبيو، والطاقة كريس رايت، والخزانة سكوت بيسنت، والتجارة هوارد لوتنك.

نشرت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) على صفحتها الرسمية عبر «تليغرام»، مقطع فيديو يظهر فيه اثنان من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، في أول ظهور علني لهما منذ أسرهما في السابع من أكتوبر الماضي، يدعو فيه أحدهما إلى وضع حد للحرب.

الفيديو البالغة مدته ثلاث دقائق ظهر فيه «ونيّفا إلكانا بوحبوط» و«يوسف حاييم أوحانا»، اللذان اختُطفا في إسرائيل في هجوم السابع من اكتوبر 2023 الذي شنّته «حماس».

وأعلن منتدى عائلات الرهائن أن الرهينتين قد اختُطفا في إسرائيل في هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي شنّته «حماس». ولم يتسنَّ التأكد من تاريخ المقطع.

ويُظهر الفيديو الرجلين داخل غرفة صغيرة، أحدهما حليق الرأس وذراعه موشومة، يجلس على الأرض ويتحدث وهو يحرّك يديه، في حين يبدو الآخر ممدداً ومغطى على الأرض.

قال المتحدث إن زميله (الرهينة الثاني) يعاني من وضع صحي وذهني متدهور بالغ الصعوبة، إذ حاول إيذاء نفسه مراراً، وأكد أنه أدرك الأمر هو و«حماس» ومنعوه من ذلك.

وأضاف المتحدث أنه نتيجة لإنقاذه من إيذاء نفسه؛ حاول إيذائهم ما جعله يصرخ بغضب شديد «ما الذي أودى بنا إلى هنا؟».

وأكد المتحدث أنه أيضاً أضرب عن الطعام وأن مصيره سيكون نفس مصير صديقه، مشيراً إلى أن مصير الاثنين بأيدي المسؤولين الإسرائيليين، في مناشدةٍ منه للعمل من أجل إنهاء الحرب.

اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء «محادثات مباشرة دون شروط مسبقة» مع أوكرانيا في إسطنبول في 15 مايو الحالي.

وأكد بوتين أنه سيتحدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم (الأحد)، بشأن إجراء مثل هذه المحادثات.

وقال بوتين في خطاب متلفز: «على الرغم من كل شيء، نقترح على سلطات كييف استئناف المحادثات التي توقفت في نهاية 2022، واستئناف المحادثات المباشرة، ودعوني أؤكد.. دون أي شروط مسبقة. نودّ أن نبدأ فوراً، الخميس القادم 15 مايو، في إسطنبول حيث عُقدت سابقًا وحيث توقفت».

وأضاف بوتين: «نحن عازمون على إجراء مفاوضات جادة مع أوكرانيا. هدفها هو القضاء على الأسباب الجذرية للصراع، والتوصل إلى سلام دائم وطويل الأمد على المدى الطويل».

واعتبر الرئيس الروسي أن «القرار الآن بيد السلطات الأوكرانية».

وتابع: «لا نستبعد إمكانية التوصل خلال هذه المحادثات إلى هدنة جديدة، أو وقف إطلاق نار جديد».

ووفقاً لبوتين «ستكون هذه خطوة أولى نحو سلام دائم ومستقر، وليست مقدمة لاستمرار الصراع المسلح بعد إعادة تسليح القوات المسلحة الأوكرانية وتجهيزها، وحفر الخنادق بشكل محموم في معاقل جديدة».

وأضاف الرئيس الروسي: «أكرر مرة أخرى: لقد اقترحنا مراراً خطوات لوقف إطلاق النار. ولم نرفض أبداً الحوار مع الجانب الأوكراني».

من جانب آخر، نقلت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية عن مصدر دبلوماسي تركي قوله إن أنقرة أبلغت الأطراف مراراً أنها مستعدة لقبول المفاوضات بشأن أوكرانيا وستنتظر إجراءات ملموسة.

وقال المصدر إنه «نظراً لوجود الخبرة والفرصة للتحدث مع الأطراف كافة، فهناك ثقة بين الأطراف».

وقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف إن المفاوضات المحتملة مع أوكرانيا في إسطنبول يوم 15 مايو ستُجرى على المستوى المناسب.