Connect with us

السياسة

إشارات المتسولين !

جهود مستمرة وتحذيرات متواصلة وعقوبات معلنة لمواجهة ظاهرة العاهات المصطنعة والادعاءات الزائفة التي يتقمصها ممثلون

Published

on

جهود مستمرة وتحذيرات متواصلة وعقوبات معلنة لمواجهة ظاهرة العاهات المصطنعة والادعاءات الزائفة التي يتقمصها ممثلون بارعون في الاستجداء المعلّب، يعمل كثير منهم في شبكة عصابات تسول منظمة، وآخرون يعملون بمفردهم.

ولا تتوقف التحذيرات من ممارسيها وضرورة عدم التعاطي معهم ومنحهم الأموال، لمنع استمرارهم في النشاط، مع المطالبة بالإبلاغ عن مواقعهم، ويمارس هؤلاء أنشطتهم في عمل منظم بينهم حتى لو لم يجتمعوا في تنظيم واحد، وتسيطر عليهم الأعراف المتعارفة بينهم، فلا تشاهد متسولاً يختار مكاناً اختاره (زميل) له. ومن ترتيباتهم إطلاق إشارات متفق عليها بينهم عند رصد أي دورية أمنية أو رجل أمن في محيطهم أو أي خطر يقترب منهم، وذات الإشارة يستخدمونها عند حصول أحدهم على عطية ليحفز الآخرين للنيل من ذات النصيب.

ولا تسمح العصابات المنظمة للآخرين بممارسة النشاط في محيطها، وذلك لمنع جلب الأعين إليهم ولفت أنظار الفرق الأمنية. ويمتاز هؤلاء بسرعة الانسحاب والفرار عند أي «خطر» قد يحدث لأحدهم.

شبكات خطرة وضالة

حذر خبراء من الظاهرة التي قد تكون رافداً لدعم الجماعات الإرهابية والعناصر الضالة، ويمكن أن توجه هذه العصابات والشبكات نشاطها نحو خاصرة الوطن، وبالتالي فإن القضاء على الآفة وتجفيف منابعها أضحى ضرورة ملحة في مختلف مناطق المملكة، ورصد وضبط المتسولين في الشوارع وأمام المحلات التجارية ومراكز التسوق ومواقف السيارات؛ لاتخاذ الإجراءات الأمنية بحقهم، فالتسوّل مهما كانت صوره وأشكاله يعد واجهة لجمع الأموال بطريقة غير مشروعة.

ومع ذلك فإن الجهود الأمنية، لا تتوقف لضبطهم وإحالتهم لجهات الاختصاص. وأعلن الأمن العام في وقت سابق استمرار جهوده في مختلف مناطق المملكة؛ لرصد وضبط المتسولين في الشوارع وأمام المحلات التجارية والمساجد ومواقف السيارات.

ونجحت قوات الأمن في محافظة أبو عريش، في ضبط امرأة من الجنسية اليمنية تمارس التسول بشكل مباشر أمام أحد المحلات التجارية، كما ضبطت امرأتين من الجنسية السورية تمارسان التسول بشكل مباشر عبر استعطاف المجتمع، وأخرى من الجنسية اليمنية.

وكشف الأمن العام، رصد وضبط شخصٍ من الجنسية اليمنية يقوم بالتسوّل في الأماكن العامة، وضبط امرأة من الجنسية اليمنية في إحدى محطات الوقود، وأخرى صومالية.

تعاطف مرفوض وغير مبرر

أكد الخبير الأمني اللواء متقاعد مسفر الجعيد، أن التسول ظاهرة تستوجب معالجتها، وأولى الخطوات تبدأ من المواطن والمقيم بعدم التعاطي معهم ومنحهم الأموال، والإبلاغ عن مواقع تواجدهم، وعدم تقديم أي شكل من المساعدة للمتسولين.

وأضاف: أن التسول خطر محدق بالمجتمعات، والتعاطف مع المتسولين لا مبرر له، وقد يسهم في حدوث الجرائم والإضرار بالوطن عبر الأموال المقدمة للمتسولين. ونبه اللواء متقاعد الجعيد، إلى ما يعمد إليه المتسولون عبر الاستعانة بالنساء أو الأطفال بهدف التلاعب بالعواطف والعزف على وتر الإنسانية، لذا يجب عدم إبداء أي نوع من أنواع التعاطف معهم ومنع تواجدهم والإبلاغ عنهم.

وكشف اللواء متقاعد مسفر الجعيد، إنشاء قاعدة بيانات للمتسولين بالاشتراك مع وزارة الداخلية، وتسجيل كل حالة تسول يتم القبض عليها، وكذلك كل حالة تقدم لها الوزارة الخدمات المنصوص عليها في هذه المادة؛ وذلك لإثبات حالة امتهان التسول.

العقاب للممتهن والمحرض

أكد المستشار القانوني المحامي عبدالعزيز بن دبشي، أن نظام مكافحة التسول حظر التسول بصوره وأشكاله كافة، مهما كانت مسوغاته، ويحال ممتهن التسول إلى الجهة المختصة بالتحقيق في مخالفات النظام؛ لاتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة في حقه.

وأوضح أن النظام نص على أنه يُعاقب كل من امتهن التسول أو حرض غيره أو اتفق معه أو ساعده -بأي صورة كانت- على امتهان التسول بالسجن مدة لا تزيد على (ستة) أشهر، أو بغرامة لا تزيد على (خمسين) ألف ريال، أو بهما معاً.

كما يُعاقب كل من امتهن التسول أو أدار متسولين أو حرض غيره أو اتفق معه أو ساعده -بأي صورة كانت- على أيٍّ من ذلك ضمن جماعة منظمة تمتهن التسول بالسجن مدة لا تزيد على (سنة)، أو بغرامة لا تزيد على (مئة) ألف ريال، أو بهما معاً.

متى يعاقب بالمصادرة ؟المحامي بن دبشي أوضح أنه يُبعد عن المملكة كل من عوقب من غير السعوديين -عدا زوجة السعودي أو زوج السعودية أو أولادها- بعد انتهاء عقوبته وفق الإجراءات النظامية المتبعة، ويمنع من العودة للمملكة؛ باستثناء أداء الحج أو العمرة، مؤكداً مضاعفة العقوبة في حالة العودة، بما لا يتجاوز ضعف الحد الأقصى المقرر لها.

وإذا شكل التسول جريمة بموجب أنظمة أخرى فتطبق العقوبة الأشد.

وتضمن النظام المصادرة -بحكم قضائي- جميع الأموال النقدية والعينية التي حصل عليها المتسول من تسوله، أو التي من شأنها أن تستعمل فيه. فإن تعذر ضبط أيٍّ من تلك الأموال حكمت المحكمة المختصة بغرامة تعادل قيمتها مع مراعاة حقوق حسني النية.

المناصحة والتنويه والتعهد نوه الأمن العام بضرورة الإبلاغ عن حالات التسوّل على الرقم 911 بمناطق: مكة المكرّمة والرياض والشرقية، والرقم 999 في جميع محافظات المملكة ومناطقها، مذكّراً بأن مكافحة التسوُّل مسؤوليتنا جميعاً.

ودعا إلى عدم التهاون في دعم المتسولين، وأكد أن ذلك يساعد على استمرارهم في هذه المخالفة وانتشار أعمالهم غير القانونية، ودعا إلى التكاتف مع الجهود المبذولة لمكافحة التسول، والتوقف عن إعطاء أي متسول.

ونصَّت اللائحة التنفيذية لنظام مكافحة التسول على أن تتولى وزارة الخارجية، توعية الأجانب الوافدين إلى المملكة في بلدانهم قبل دخولهم إلى المملكة بمنع التسول فيها، وبيان العقوبة التي تترتب عليه، وأن تحث وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد أئمة المساجد على مناصحة المتسولين، ومنعهم من التسول في المساجد، وبيان العقوبة التي تترتب عليه، فيما تتولى وزارة التعليم توعية المجتمع بأضرار التسول الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، وبيان العقوبة التي تترتب عليه.

ماذاعن الصغار والأيتام ؟

تضطلع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ضمن مسؤولياتها بالمشاركة في مكافحة التسول، وتهدف إدارة المكافحة إلى تحقيق أسس التوجيه والإصلاح السليمة للمتسولين السعوديين، إذ توجه ذوي العاهات والعجزة إلى دور الرعاية الاجتماعية للاستفادة من خدماتها، ويحال المرضى إلى المستشفيات لتقدم الرعاية الصحية المناسبة لهم دون مقابل، أما المحتاجون مادياً فتصرف لهم المساعدات المالية من الضمان الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية بعد دراسة حالتهم، أما الصغار والأيتام الذين تنطبق عليهم لوائح دور التربية فيحالون إلى هذه الدور التي توفر لهم الإقامة المناسبة والتنشئة الاجتماعية السليمة، أما الأجانب الذين يشكلون نسبة عالية فإن مهمة متابعتهم وإنهاء إجراءات ترحيلهم تعنى بها الجهات الأمنية المختصة، وتتولى مكاتب مكافحة التسول استضافة السعودي المقبوض عليه، وبحث حالته اجتماعياً واقتصادياً ونفسياً وصحياً، وتقديم الخدمات له.

انطلقت شبكة أخبار السعودية أولًا من منصة تويتر عبر الحساب الرسمي @SaudiNews50، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المصادر الإخبارية المستقلة في المملكة، بفضل تغطيتها السريعة والموثوقة لأهم الأحداث المحلية والعالمية. ونتيجة للثقة المتزايدة من المتابعين، توسعت الشبكة بإطلاق موقعها الإلكتروني ليكون منصة إخبارية شاملة، تقدم محتوى متجدد في مجالات السياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والفعاليات الوطنية، بأسلوب احترافي يواكب تطلعات الجمهور. تسعى الشبكة إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتقديم المعلومة الدقيقة في وقتها، من خلال تغطيات ميدانية وتحليلات معمقة وفريق تحرير متخصص، ما يجعلها وجهة موثوقة لكل من يبحث عن الخبر السعودي أولاً بأول.

السياسة

اليابان تلوح بنشر صواريخ قرب تايوان وبكين تحذر

تصاعد التوتر بين طوكيو وبكين بعد تلويح اليابان بنشر صواريخ قرب تايوان. الصين تحذر من مسار خاطئ وتدعو لاحترام السيادة. اقرأ تفاصيل الأزمة وتأثيراتها.

Published

on

شهدت العلاقات الدبلوماسية والعسكرية في شرق آسيا فصلاً جديداً من التوتر، عقب تقارير وتلميحات يابانية رسمية تفيد باعتزام طوكيو نشر صواريخ بعيدة المدى في الجزر الجنوبية الغربية القريبة من تايوان. وقد أثارت هذه الخطوة حفيظة بكين بشكل فوري، حيث وجهت الصين تحذيراً شديد اللهجة إلى جارتها، واصفة التحركات العسكرية اليابانية بأنها انزلاق نحو “مسار خاطئ” قد يهدد استقرار المنطقة بأسرها.

وتأتي هذه التطورات في سياق تحول استراتيجي كبير في العقيدة الدفاعية اليابانية. فبعد عقود من الالتزام بسياسة دفاعية سلمية صارمة بموجب الدستور الذي صيغ بعد الحرب العالمية الثانية، بدأت طوكيو في السنوات الأخيرة باتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز قدراتها العسكرية، بما في ذلك تطوير قدرات “الضربة المضادة”. وتبرر الحكومة اليابانية هذه التحركات بضرورة مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المحيطين الهندي والهادئ، لا سيما التوسع العسكري الصيني والتهديدات الصاروخية من كوريا الشمالية.

وتكتسب الجزر اليابانية الجنوبية، المعروفة باسم سلسلة جزر “نانسي”، أهمية استراتيجية قصوى نظراً لقربها الجغرافي الشديد من تايوان. ويرى الخبراء العسكريون أن نشر صواريخ في هذه المنطقة يهدف إلى تعزيز الردع ومنع أي محاولة لتغيير الوضع القائم بالقوة في مضيق تايوان. وتعتبر طوكيو أن “أمن تايوان مرتبط بشكل لا يتجزأ بأمن اليابان”، وهي عبارة تكررت في تصريحات عدد من المسؤولين اليابانيين البارزين، مما يعكس القلق من أن أي صراع محتمل حول تايوان سيمتد حتماً ليشمل المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان وأراضيها.

من جانبها، تنظر بكين إلى هذه التحركات بعين الريبة والغضب، معتبرة إياها تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية، نظراً لأن الصين تعتبر تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها. وقد دعت الخارجية الصينية طوكيو مراراً إلى استخلاص العبر من التاريخ وعدم تكرار أخطاء الماضي العسكري، محذرة من أن تعزيز التحالفات العسكرية مع قوى خارجية (في إشارة للولايات المتحدة) ونشر أسلحة هجومية قرب الحدود الصينية لن يؤدي إلا إلى سباق تسلح خطير وزعزعة الثقة المتبادلة بين القوتين الآسيويتين.

وعلى الصعيد الدولي، يراقب المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، هذا المشهد عن كثب. وتدعم واشنطن جهود اليابان لتحديث جيشها وزيادة إنفاقها الدفاعي ليتجاوز سقف 1% من الناتج المحلي الإجمالي التقليدي، وذلك في إطار استراتيجية أوسع لتعزيز التحالفات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لضمان حرية الملاحة والتصدي للنفوذ المتصاعد للصين. ويشير هذا التصعيد اللفظي والتحركات الميدانية إلى أن المنطقة مقبلة على مرحلة دقيقة تتطلب توازناً حذراً بين الردع العسكري والدبلوماسية لتجنب أي سوء تقدير قد يؤدي إلى مواجهة غير مرغوبة.

Continue Reading

السياسة

قائد الجيش في الجنوب: تأكيد السيادة والقرار 1701

قائد الجيش اللبناني جوزيف عون يتفقد الوحدات العسكرية في الجنوب، مؤكداً على ثبات الجيش على الخط الأزرق والالتزام بالقرارات الدولية لحفظ أمن وسيادة لبنان.

Published

on

في خطوة تحمل دلالات استراتيجية وأمنية بالغة الأهمية، أجرى قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، جولة تفقدية للوحدات العسكرية المنتشرة في جنوب لبنان، وتحديداً تلك المتمركزة على طول الخط الأزرق. وتأتي هذه الزيارة لتؤكد المؤكد، وهو أن المؤسسة العسكرية اللبنانية لا تزال تشكل العمود الفقري للاستقرار في البلاد، والضامن الأول لسيادة الدولة على أراضيها الحدودية، رغم كافة التحديات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بلبنان.

السياق التاريخي: الخط الأزرق والقرار 1701

لفهم أهمية هذه الزيارة، لا بد من العودة إلى السياق التاريخي والجغرافي للمنطقة. فالخط الأزرق، الذي رسمته الأمم المتحدة عام 2000 لتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، لم يكن يوماً مجرد خط جغرافي، بل هو خط تماس سياسي وأمني ملتهب. ومنذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 في أعقاب حرب تموز 2006، بات انتشار الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، بالتنسيق الوثيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، حجر الزاوية في معادلة الأمن الإقليمي. إن زيارة العماد عون تأتي لتعزز هذا الالتزام، مشددة على أن الجيش هو الجهة المخولة بتطبيق القرارات الدولية وحماية الحدود.

أهمية الزيارة وتأثيرها الاستراتيجي

تكتسب هذه الجولة أهمية مضاعفة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة. فعلى الصعيد المحلي، تعتبر رسالة طمأنة لسكان القرى والبلدات الحدودية، مفادها أن الدولة حاضرة وجاهزة للدفاع عنهم وحماية ممتلكاتهم وأرزاقهم. أما على الصعيد الإقليمي والدولي، فإن ثبات الجيش اللبناني على الحدود يبعث برسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن لبنان متمسك بحقه في الدفاع عن أرضه، وأنه يرفض أي محاولات لتغيير قواعد الاشتباك أو المساس بالسيادة الوطنية.

المؤسسة العسكرية: صمام الأمان

علاوة على ذلك، تبرز هذه الزيارة الدور المحوري الذي يلعبه الجيش في الحفاظ على السلم الأهلي. ففي ظل التجاذبات السياسية الداخلية، يبقى الجيش المؤسسة الجامعة التي تحظى بإجماع وطني وثقة دولية واسعة. إن تفقد القائد للجنود والضباط ورفع معنوياتهم هو تأكيد على أن العقيدة القتالية للجيش اللبناني ثابتة، وأن البوصلة موجهة دائماً نحو حماية الوطن من الأخطار الخارجية، وتحديداً الخطر الإسرائيلي، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب وضبط الأمن الداخلي.

ختاماً، إن تأكيد العماد عون على سيادة الدولة وثبات الجيش ليس مجرد تصريح إعلامي، بل هو ترجمة عملية لإرادة وطنية تسعى للحفاظ على لبنان كدولة سيدة حرة ومستقلة، قادرة على بسط سلطتها على كامل ترابها الوطني بالتعاون مع الشرعية الدولية.

Continue Reading

السياسة

مستشار ترمب: الوضع في السودان خطير والحل داخلي

حذر وليد فارس مستشار ترمب من خطورة الوضع في السودان، مؤكداً أن الحل للأزمة يجب أن يكون سودانياً داخلياً لضمان الاستقرار وتجنب التدخلات الخارجية.

Published

on

أكد الدكتور وليد فارس، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب للسياسة الخارجية، أن الوضع الراهن في السودان قد وصل إلى مرحلة شديدة الخطورة، مشيراً إلى أن التعقيدات الميدانية والسياسية تتطلب وقفة جادة. وشدد فارس في تصريحاته الأخيرة على نقطة جوهرية تتعلق بمستقبل الصراع، وهي أن الحل الجذري والمستدام للأزمة السودانية لا يمكن أن يُفرض من الخارج، بل يجب أن ينبع من الداخل السوداني وعبر توافق وطني شامل.

سياق الصراع والخلفية التاريخية للأزمة

تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه السودان صراعاً دامياً اندلع منذ منتصف أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. هذا النزاع لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتاج تراكمات سياسية وعسكرية معقدة أعقبت مرحلة الانتقال السياسي في البلاد. وقد أدت المعارك المستمرة في الخرطوم وإقليم دارفور وولايات أخرى إلى تدمير واسع للبنية التحتية، وتعطيل الخدمات الأساسية، مما وضع البلاد على شفا انهيار كامل للدولة ومؤسساتها.

وتشير التقارير الدولية إلى أن المحاولات الخارجية المتعددة لرأب الصدع، سواء عبر منبر جدة أو مبادرات الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) والاتحاد الأفريقي، واجهت عقبات كبيرة. وهنا يبرز تحليل مستشار ترمب الذي يلمح إلى أن كثرة التدخلات والمبادرات المتضاربة قد تكون ساهمت في إطالة أمد الأزمة بدلاً من حلها، مما يعزز فكرة أن “الحل الداخلي” هو المسار الأكثر واقعية.

الأهمية الجيوسياسية وتأثير الأزمة إقليمياً ودولياً

لا تقتصر خطورة الوضع في السودان على حدوده الجغرافية فحسب، بل تمتد لتشمل الأمن الإقليمي والدولي. فالسودان يمتلك موقعاً استراتيجياً حيوياً يطل على البحر الأحمر، الذي يعد شرياناً رئيسياً للتجارة العالمية. استمرار الفوضى في هذا البلد يهدد أمن الملاحة البحرية، ويفتح الباب أمام تمدد الجماعات المتطرفة وعصابات الجريمة العابرة للحدود، وهو ما يثير قلق القوى الدولية الكبرى بما فيها الولايات المتحدة.

على الصعيد الإقليمي، يلقي الصراع بظلاله القاتمة على دول الجوار، لا سيما مصر وتشاد وجنوب السودان، التي تعاني من تدفق مئات الآلاف من اللاجئين. هذا الضغط الديموغرافى والاقتصادي على دول الجوار يهدد بزعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي والساحل الأفريقي بأكملها. ومن هذا المنطلق، فإن دعوة فارس للحل الداخلي تعني ضرورة أن تتحمل النخب السودانية مسؤوليتها التاريخية لمنع تحول السودان إلى بؤرة توتر دائمة تهدد السلم والأمن الدوليين.

نحو رؤية مستقبلية للحل

يُفهم من سياق حديث مستشار ترمب أن الولايات المتحدة، خاصة في حال عودة الإدارة الجمهورية، قد تتبنى نهجاً يقلل من التدخل المباشر ويدفع باتجاه تمكين الأطراف المحلية من صياغة حلولهم. هذا يعني أن على القوى السياسية والعسكرية والمدنية في السودان الجلوس إلى طاولة مفاوضات حقيقية، تضع مصلحة الدولة الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.

Continue Reading

Trending