الثقافة و الفن
جاسم الصحيح: النقد تخلّى عن عباءة الشغف للدراسات الجامعية
حينما كان ظِلُّ جاسم الصحيّح (الشعري)، خليفةً على الجمال، عانقت الشموعُ الدموعَ فأذكت صبابة القصيدة، ورقصت رقصتها
حينما كان ظِلُّ جاسم الصحيّح (الشعري)، خليفةً على الجمال، عانقت الشموعُ الدموعَ فأذكت صبابة القصيدة، ورقصت رقصتها العرفانية، فلمّا جنّ عليها الليل، استغاثت بحمائم المجاز النورانية لتكنس عن محيطها العتمة، فطغت كواكب الشعر على ظلام أولمبياد الجسد، وغذّت الأنجمُ المساء بنحيب الأبجدية، فابتنت الملائكة في فضائه أعشاشها، لتستمرئ خيالاته التحليق بذائقتنا في سماء مصيدة الإبداع الفاتن، وهنا حوار موسّع مع الشاعر العربي الأفخم (أبو أحمد)..
• هل القصيدة فكرة أم عاطفة؟
•• هي فكرة ينفذها القلب، وعاطفة يوجهها العقل، فهي بينهما، لا أستطيع أن أقول هي فكرة فقط، ولا عاطفة بمفردها، القصيدة تحويل الفكرة إلى صورة، إلا أن هذه الصورة يجب أن تكون مُبطّنة بعاطفة، وليست صورة جوفاء.
• من أين جاءك إلهام الشعر؟
•• منطلق الشعر عندي شغف، بقراءة الأدب، منذ تفتحت سنابل الوعي على حقل الحياة، وفي طفولتي المبكرة بدأت العلاقة مع الشعر، خصوصاً المناسبات الرثائية في الحسينيات، ولا علاقة للجينات، فلا أبي شاعرٌ ولا جدّي، فأنا أوّل شاعر في العائلة.
• ماذا تعني لك الموهبة الشعرية؟
•• هي هذا الشغف، وهذا الحُبّ للقصيدة، ومن لديه الشغف يمكنه أن يتعلّم (النظم) وحفظ البحور، وتحاول أكثر من مرة، ولكن معنى أن تكون موهوباً، أن تشكّل لغتك الخاصة، وغير الموهوب لا يستطيع تكوين لغة خاصة، ويبقى نسخة مكررة من الآخرين، فالموهبة خلق، هذه اللغة الخاصة والأسلوب الذي لا تشترك فيه مع غيرك.
• من الذي أخذ بيدك من الشغف، إلى الكتابة؟
•• بدأتُ بجهود ذاتية، ثم استشعرتُ ضرورة التواصل والتفاعل مع الآخرين، وعبر المماحكة انتبهتُ لما أحتاجه من التطوير للتجربة.
• ما المؤثر الرئيس في نواتك الشعرية؟
•• تأثرتُ منذ الطفولة باستماعي للمراثي الحسينية، وهناك شعراء كبار، دائماً أقول عنهم لو توجهوا للكتابة للحياة لفاقوا غيرهم، ومنهم السيّد حيدر الحلّي، الذي لو كتب للحياة لعجز أحمد شوقي عن مجاراته، ناهيك عن تخطيه، لكنه انغلق على الأيديولوجيا، فهو شاعر الأيديولوجيا الشيعية بامتياز، بل الأول.
• كيف ترى أثر الحمولات الشعرية على الشعر «فكرية، تسييس، شعارات»؟
•• أنا أعتقدُ أن السياسة تدخل في الشعر، والأيديولوجية، وكل شيء، لكن قدّمه لي شعراً، عبر الأسلوب، فلا تقدمه لي خطابةً، وهنا نتساءل، ما الذي يُميّز الفنّ؟ فأي فنّ علامته الكبرى (الإيحاء) لا يكون مباشراً، فعندما يكون مباشراً يفسد، فالبُعد المجازي في الكتابة الشعرية يمنح القصيدة حضوراً وتميّزاً، فأنا أحياناً أكتبُ في الغزل، وتقتحم النص فكرة سياسية، وهنا تأتي مهارة توظيف المجاز والنأي عن الخطابة والمباشرة.
• ماذا عن الغراميات المكشوفة؟
•• ممكن يستوعبها الشعر، والجنس يدخل في القصيدة؛ لأنه جانب من جوانب تجربة الإنسان، ويظل المهم كيف يتم تقديمه، فقصيدة محمود درويش (يطير الحمام يحط الحمام) قصيدة جنسية بامتياز، إلا أن القارئ لا يشعر بذلك.
• متى شعرتَ بالقلق على القصيدة كونها تمر بأزمة؟
•• أنا أميل وأُرجّح أن يكون الشعر وتكون الثقافة في أزمة، دائماً أنا مع الأزمة لأنه بسببها نتطوّر، فلا ننزعج من كون الأزمة قائمة، ولو لم تكن لأحدثناها (ينبغي أن تكون هناك أزمة) وأن نشعر بأننا في أزمة إبداعية؛ لأنّ الإبداع بلا حدود، والذات متى ما وصلت ماتت.
• ماذا عن شعور البعض باعتلائه القمّة؟
•• لا قمّة للثقافة ولا للإبداع، مهما صعدت أو دنوت انفتح مدار وأفق يستوعب الصعود، والمدارات يشق بعضها بعضاً.
• ألا تنزعج من كثرة الشعراء؟
•• صحيح الشعراء أضعاف مضاعفة مقارنة بأزمنة سابقة، ونكتشف تجارب شابة أحياناً من خلال حسابات التواصل، تصل لدرجة التميّز والفرادة، لكنها تعيش في الظلّ، فهناك عمل واجتهادات، ولا يزال المطلوب منا أكثر وأكثر.
• ما تعليقك على احتكار مجموعة شعراء للأمسيات، وكأنه تنظيم أو «لوبي»؟
•• أعتقد أن هذا الأمر انتهى، الآن وفي ظل شراكات ومبادرات شأن الشريك الأدبي، التي يعتقد البعض أن إطلاقها لإلغاء الأندية الأدبية، وهذا منافٍ للحقيقة، فالثقافة في مقهى شيء جيّد؛ كوننا ننقل الثقافة إلى عالم غير معتاد عليه، لتقريب الفعل الثقافي لرواد ومرتادي المقاهي، إلا أنه يظل للمؤسسات الثقافية روادها، وللمقهى رواده، ولا يوجد مانع من تقديم وجبات ثقافية في مقهى، وهذا لا يعني أننا سنحيل هذا المقهى إلى مصنع لإنتاج الثقافة، فالثقافة لا تُنتج في المقاهي، بل في مراكزها، إلا أن حضور الثقافة في المقهى جميل وتفاعلي.
• لم تجبني عن الشللية؟
•• هي ليست شلليّة في الحقيقة، فالمسؤول عن المقاهي يبحث عن المشاهير، وهذا ليس خطأ الوزارة ولا هيئة الأدب، بل طبيعي لأن صاحب الدعوة يريد أن يحضر أكبر عدد للفعالية، فيدعو الكاتب أو الشاعر المشهور؛ لأنه ضمانة لوفرة الحاضرين، بخلاف الشاعر أو الناقد المغمورين اللذين لا يعرفهما أحد، لن يحضر لهما إلا قلّة ربما.
• وهل ينطبق هذا على زمن ما قبل الشريك الأدبي؟ خصوصاً المسابقات والمعارض والمؤتمرات؟
•• لا شك أن المثقف الذي برز من خلال مسابقة أو جائزة أو للإيمان بشاعريته أو نقده له حظوة في بلد توجيه الدعوة، وهذا طبيعي، وأعترف أنني قدّمت أسماء للوزارة لمثقفين عرب غير مشهورين، لكنني مؤمن بقدراتهم الإبداعية، وتمت دعوتهم بناءً على تزكيتي لهم، ولا أرى عيباً في ذلك، بحكم القُرب، ومهما حاولت الوزارة والهيئة يظل هناك تقصير، ومن حق كل من لم تتم دعوته أن يعبّر عن مشاعره، مع تأكيد أن الوزارة حريصة على أن يأخذ كل مثقف حقه من الحضور.
• ألا ترى أن التكرار مملّ ومُجحف؟
•• عندما وقعنا في خطأ لموسمين منذ انطلاق الشريك الأدبي، جرى الانتباه وتمت المعالجة، فتم تحديد مشاركة الكاتب أو الشاعر لخمس مرات في الموسم الواحد، بحيث تعطى فرصة لآخرين.
• ما العبء الذي تتحمّله بسبب الفوز بالجوائز؟
•• الجوائز تحمّلك مسؤولية وعبئاً، فالواجب أن تدفعك للأمام، والمسؤولية تعني كيفية التعامل مع الجائزة والتكريم، هل يجتاحك طوفان الإعجابات، وتشعر بالوصول، والشعور بالوصول خطر لأنه موت، أم تقوم بترشيد الإعجابات، وتحوّلها إلى ما ينفع الناس، وما ينفع نفسك، بحيث نعمل على تطوير الذات والقدرات وتستشعر المسؤولية أكثر، مع حفظ الحق في أيام معدودة للفرح بما تحقق ثم ينسى ذلك وراء ظهره، ويتوجه للمستقبل، ويتعب على نفسه أكثر، فهي معادلة، لا يحلها إلا الفائز بالجائزة.
• لماذا غاب النقد الأدبي؟
•• أعتقد بحكم تجربتي الشخصية، فأنا حاضر في المشهد الثقافي منذ أربعة عقود، وعايشت فترة النقد، وفترة اهتمام نقاد الصف الأول بالتجارب عبر الصحف والمجلات، وعايشت التحول نحو النقد الثقافي، ولاحظت أن النقد الذي تحظى به المجموعات الشعرية، ينحصر في دراسات وبحوث جامعية للترقية، وقدم دارسون أكثر من عشر دراسات أكاديمية عن شعري، طبعاً تخلى النقد الأدبي القديم النابع من شغف الناقد وحبه للشعر والأدب عن عباءته لدراسات جامعية مفروضة على الباحثين، وهذا شيء خطير، وربما يكون من معطلات عجلة النمو الإبداعي؛ لأن الدراسات الجامعية لا تكفي، كونها هدفاً للشهادة التي يحصل عليها الدارس، بينما النقد المتولّد عن شغف، ومحبة يكون أقرب للشاعر، وللمتلقي ويتم تناوله وتداوله.
• منْ كتب عن تجربتك؟
•• كتب عني النقاد محمد الحرز، ومحمد العبّاس، ومبارك بو بشيت، والأستاذ محمد العلي، واستفدت كثيراً مما كتبوا، وأول مجموعة شعرية (ظلّي خليفتي عليكم) كتب مقدمتها الشاعر محمد العلي، وكانت ثلاثة أرباعها نقداً، رغم الحبّ الذي نكنه لبعضنا، واستفدتُ من نقده، وربما لو كان غيري ما ثبّتها في المقدّمة، وتفاجأ الراحل الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- بمقدمة العلي، وعلّق قائلاً: «أعرفُ أنّ محمد العلي لا يكتب مقدمات»، وأيضاً كتب القصيبي عن الديوان مقالاً في المجلة العربية بعنوان «الأحساءُ تُطلقُ صاروخاً شعريّاً»، وزخرت المقالة التي يبدو عنوانها إطراء بالملاحظات والنقد، وفرحتُ بما كتبه، ويكفيني فخراً أن يتناول تجربتي في بكورها القصيبي والعلي.
• لمن تقرأ؟
•• أنا أقرأ للجميع القصيدة الكلاسيكية والشعر النثري والتفعيلة، ولا بد أن أقرأ يومياً، كما أني أعشق كتب الفلسفة، ومتأثر بالأفكار الفلسفية؛ خصوصاً من الفلاسفة الشعراء ومنهم (فردريك نيتشة)، وأحب قراءة الرواية المثيرة التي تستحق، ومن الرواية التي زلزلتني (موت صغير) لمحمد حسن علوان، وأدهشني توظيفه لمفردات تركية، وكذلك (الديوان الإسبرطي) لعبدالوهاب عيساوي، ولدينا خيمة المتنبي، وهي عبارة عن نادٍ أسسناه وستة شعراء وتبنينا المواهب، نبحث عنهم، ونتسلم القصائد ونقرأها، ونكوّن منها ديواناً، وننسقه ونراجعه ونفحصه، ونعدّل قدر الإمكان بموافقته ورضاه، ثم نحصل على الفسح، ثم نطبعه على حسابنا، ثم نعمل حفلاً تدشينياً للديوان ونقدّم هذا الشاعر للمجتمع، ونقول له، انطلق، وبرنامج (قول على قول) يحتاج مني نحو ثلاثة أشهر من القراءة والإعداد.
• كأنك تتفادى إيراد أسماء الشعراء الذين تقرأ لهم؟
•• بالعكس بداية قراءتي كانت في نهج البلاغة (لابن أبي الحديد) شارح نهج البلاغة، وهو أجزاء عدة، وكل جزء يطعمه بالتاريخ، فكانت قراءة للتاريخ والبلاغة، وكذلك أحببتُ المستطرف في كل فنّ مستظرف، للأبشيهي، وبداية القراءة الشعرية مع المتنبي وأحمد شوقي معاً، فانبنى وجداني بناءً عمودياً، وحتى لو كتبتُ تفعيلة، فهي تخرج تفعيلة عمودية.
• ماذا عن علاقتك بالشعر الشعبي؟
•• أستمتعُ بالقصيدة الشعبية شأن الفصيح، ولا أُفرّق بين الأجناس إلا بالجودة، وأتمنى لو كُتبَ الشعر الشعبي الفائق الجمال بالفُصحى خوفاً عليه من الاندثار، والشاعر فهد عافت خسره الشعر العربي الفصيح، وسليمان المانع كسبه الشعر الشعبي، كما أقرأ لصالح الشادي، والحميدي الثقفي، ومحمد السعيد، فالشعر ماء العطر والصيغ أواني، وإن كان النبطي يعاني صعوبة الفهم والتذوق، في أقطار العربية، فالفصيح العذب أوسع انتشاراً من العذب الشعبي، وأضرب مثالاً بقصيدة محمد عبدالباري (زرقاء اليمامة) تطلب منه في موريتانيا وتطلب في اليمن.
• ما رأيك بغناء قصائدك؟ هل لديك تحفّظ؟
•• بالعكس، الغناء يفتح آفاقاً أوسع لانتشار القصيدة، وغنى لي الفنان عبدالخالق رافعة، بعضاً منها بصورة محدودة، والفنان رامي عبدالله نصاً وطنياً، وطلبت مني وزارة الثقافة نصوصاً، لغنائها في مهرجان مخصص لغناء القصائد الفصيحة.
• كيف ترى مستوى ومستقبل الشاعرات السعوديات؟
•• هناك أسماء حاضرة ورائدة، فوزية أبو خالد من جيل سبقنا، وهي مميزة وبمستوى الشعراء الكبار، إن لم تتفوّق على بعضهم، والشاعرة ثريا العريّض، تفعيلياً، ولدينا شاعرات ولا أحب الدخول في النديّة، منهم حوراء الهميلي، وهيفاء الجبري، واعتدال الذكرالله، ربما لا أتذكّر الجميع، والأهم أن يكون الشعر موجوداً.
• هل لديك طقس كتابي؟
•• أكتب عندما أتأثر بحدث ما، أو فكرة أو أستشرف وأتذكر، وأبدأ بالتأمل وحالة الاستقراء للحُلم، وكلما تعمق التأمل الذي يشبه المعول الذي يكسر صخور اللغة ينبع الماء بتدفق، وتنمو الزهور، وطقسي الهدوء، ولو لم أكن وحدي، ولحظة الكتابة انفصال ذات، وشعور بالعزلة المُنتجة، وأهم شيء عمل القلب والعقل، وينكتب النص دفعة وعلى دفعات، وأشطب وأضيف وأحذف.
• هل أنت شاعر مطبوع أم مصنوع؟
•• الصنعة أكثر، وكما قال أحد الشعراء الأوروبيين «أحاول أن أوهم المُتلقي أني كتبتُ قصيدتي بالفطرة» وهذه الموهبة.
• من أوّل قارئ لنصك؟
•• أنا.
الثقافة و الفن
موعد حفل عمر خيرت القادم في 5 ديسمبر: التفاصيل الكاملة
الموسيقار عمر خيرت يطمئن جمهوره ويؤكد إقامة حفله المنتظر يوم 5 ديسمبر. تعرف على تفاصيل الحفل وأهميته الثقافية وأبرز المقطوعات الموسيقية المتوقعة.

وجه الموسيقار المصري الكبير عمر خيرت رسالة طمأنة إلى جمهوره العريض ومحبيه، مؤكداً التزامه بموعد حفله الموسيقي المنتظر والمقرر إقامته يوم الخامس من ديسمبر المقبل. يأتي هذا التأكيد ليحسم الجدل ويزيد من حماس عشاق الموسيقى الراقية الذين يترقبون هذا اللقاء الفني بشغف كبير، حيث يحرص خيرت دائماً على التواصل مع جمهوره واحترام مواعيده الفنية التي تعتبر بمثابة أعياد موسيقية لعشاقه.
تجربة موسيقية استثنائية
تعد حفلات عمر خيرت أكثر من مجرد أحداث فنية عابرة؛ فهي تمثل حالة ثقافية فريدة تجمع بين أصالة الموسيقى الشرقية وتقنيات التوزيع الغربي، وهو الأسلوب الذي تفرد به خيرت وشكل من خلاله مدرسة موسيقية خاصة. ومن المتوقع أن يقدم الموسيقار الكبير خلال حفل 5 ديسمبر باقة متنوعة من أشهر مؤلفاته التي شكلت وجدان الجمهور العربي على مدار عقود، مثل “قضية عم أحمد”، و”ليلة القبض على فاطمة”، و”ضمير أبلة حكمت”، و”فيها حاجة حلوة”، وغيرها من المقطوعات التي تمزج بين الشجن والفرح في آن واحد.
مسيرة حافلة وتأثير ثقافي ممتد
لا يمكن الحديث عن هذا الحفل دون التطرق إلى الخلفية التاريخية لمسيرة عمر خيرت، الذي ينتمي لأسرة فنية عريقة، فجده هو محمود خيرت، المحامي والأديب والموسيقي الذي كان له أثر كبير في تكوينه. لقد نجح عمر خيرت في نقل الموسيقى الآلية (Instrumental Music) في مصر والوطن العربي من القاعات المغلقة والنخبوية إلى رحابة الجماهيرية العريضة، حيث أصبحت موسيقاه لغة مشتركة يفهمها ويتذوقها مختلف الأجيال.
أهمية الحدث في المشهد الفني
يكتسب حفل الخامس من ديسمبر أهمية خاصة في ظل التعطش الجماهيري للفنون الراقية التي ترتقي بالذوق العام. وتساهم هذه الفعاليات بشكل مباشر في تنشيط الحراك الثقافي والفني، وتؤكد على ريادة مصر الفنية في المنطقة. إن استمرار عمر خيرت في العطاء وتقديم حفلات حية يعكس قوة القوى الناعمة المصرية وقدرتها على الاستمرار والتجدد، مما يجعل من كل حفل له حدثاً يستحق الاحتفاء والمتابعة.
وفي الختام، يظل الموعد المحدد في الخامس من ديسمبر فرصة ذهبية للجمهور للاستمتاع بليلة ساحرة بقيادة “المايسترو” الذي طالما أسعد الملايين بأنغامه التي تلامس القلوب وتحاكي الروح، مؤكداً أن الفن الحقيقي يظل باقياً ومؤثراً مهما مرت السنوات.
الثقافة و الفن
موعد عرض فيلم الست لمنى زكي برعاية هيئة الترفيه السعودية
تعرف على تفاصيل فيلم الست بطولة منى زكي وتأليف أحمد مراد، إنتاج سعودي ضخم يوثق حياة أم كلثوم. اكتشف موعد العرض وأهمية العمل في السينما العربية.

تتجه أنظار عشاق الفن السابع والموسيقى العربية الأصيلة نحو الشاشات الكبيرة، ترقباً لواحد من أضخم الإنتاجات السينمائية المرتقبة، وهو فيلم «الست» الذي يتناول سيرة كوكب الشرق أم كلثوم. يأتي هذا العمل ليعيد إحياء تراث سيدة الغناء العربي برؤية سينمائية حديثة، حيث تلعب دور البطولة النجمة منى زكي، تحت إدارة المخرج المبدع مروان حامد، وتأليف الكاتب أحمد مراد، وذلك بدعم ورعاية من الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية.
تفاصيل الإنتاج والتعاون السعودي المصري
يعد فيلم «الست» ثمرة تعاون فني ضخم يعكس عمق العلاقات الثقافية بين المملكة العربية السعودية ومصر. ويأتي العمل ضمن مشاريع صندوق «Big Time» الاستثماري الذي أطلقه المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، بهدف رفع جودة المحتوى العربي والمنافسة به عالمياً. وقد تم رصد ميزانية ضخمة للفيلم لضمان خروجه بصورة تليق بمكانة أم كلثوم التاريخية، مع استخدام أحدث التقنيات في التصوير والمكساج لترميم المقاطع الصوتية ومحاكاة الحقبة الزمنية بدقة متناهية.
السياق التاريخي: من هي «الست»؟
لا يعتبر هذا العمل مجرد فيلم سيرة ذاتية تقليدي، بل هو غوص في تاريخ مصر والمنطقة العربية خلال القرن العشرين. فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، المعروفة بـ «أم كلثوم»، لم تكن مجرد مطربة، بل كانت ظاهرة ثقافية واجتماعية وسياسية وحدت العرب من المحيط إلى الخليج. امتدت مسيرتها الفنية لعقود، عاصرت خلالها الملكية والجمهورية والحروب والتحولات الكبرى، مما يجعل قصة حياتها مادة دسمة تعكس تاريخ المنطقة بأكملها، وليس فقط تاريخ الموسيقى.
فريق العمل والتحديات الفنية
يواجه صناع الفيلم تحدياً كبيراً، خاصة النجمة منى زكي التي تجسد شخصية «الست» في مراحل عمرية مختلفة، وهو دور يتطلب جهداً تمثيلياً ونفسياً هائلاً للوصول إلى روح الشخصية التي حفرت في وجدان الملايين. ويشارك في العمل نخبة من نجوم الصف الأول كضيوف شرف، منهم عمرو سعد ومحمد ممدوح، مما يضيف ثقلاً فنياً للعمل. وتراهن السينما السعودية من خلال دعم هذا الفيلم على تقديم وجبة سينمائية دسمة تجمع بين التوثيق التاريخي والإبهار البصري.
أهمية الحدث وتأثيره الإقليمي
يكتسب عرض فيلم «الست» أهمية خاصة في ظل النهضة السينمائية التي تشهدها المملكة العربية السعودية. فاحتضان المملكة لمثل هذه الإنتاجات الكبرى يؤكد تحولها إلى مركز ثقل إقليمي في صناعة الترفيه والثقافة. ومن المتوقع أن يحدث الفيلم حراكاً نقدياً وجماهيرياً واسعاً عند عرضه، ليس فقط لاستعادته لزمن الفن الجميل، بل لتأكيده على أن الشراكات الإنتاجية العربية قادرة على تقديم أعمال تضاهي المعايير العالمية، معيدةً بذلك الألق للسينما العربية في المحافل الدولية.
الثقافة و الفن
محمد رمضان يثير الجدل بمايكروفون وسماعات ذهب
محمد رمضان يتصدر التريند مجدداً بعد استعراض مايكروفون وسماعات من الذهب. تعرف على تفاصيل الواقعة وسياق استعراض الثراء لدى الفنان الملقب بـ نمبر وان.

عاد الفنان المصري محمد رمضان، الملقب بـ “نمبر وان”، ليتصدر حديث منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث مجدداً، وذلك في حلقة جديدة من سلسلة استعراض مقتنياته الفارهة. هذه المرة، لم تكن سيارة فارهة أو طائرة خاصة هي محور الحدث، بل ظهر الفنان وهو يستعرض مايكروفوناً وسماعات رأس يبدو أنها مطلية بالذهب أو مصنوعة منه، مما أثار موجة واسعة من الجدل والتعليقات المتباينة بين جمهوره ومتابعيه.
استعراض الفخامة: تفاصيل الحدث
شارك محمد رمضان متابعيه صوراً ومقاطع فيديو تظهره وهو يستخدم معدات صوتية (مايكروفون وسماعات) تتميز ببريق الذهب الخاطف. وتأتي هذه الخطوة كجزء من الهوية البصرية التي يحرص رمضان على ترسيخها، والتي تعتمد بشكل أساسي على الإبهار البصري وربط اسمه دائماً بالمعادن النفيسة والمقتنيات النادرة. ورغم عدم الإفصاح الرسمي الدقيق عن القيمة المالية لهذه القطع أو عيار الذهب المستخدم، إلا أن مجرد ظهورها كان كافياً لإشعال فتيل النقاش حول نمط حياة الفنان.
سياق “نمبر وان”: استراتيجية إثارة الجدل
لا يمكن فصل هذا الحدث عن السياق العام لمسيرة محمد رمضان خلال السنوات الأخيرة. فقد اعتمد الفنان استراتيجية تسويقية قائمة على “الصدمة” و”الاستعراض”، بدءاً من أغنيته الشهيرة “نمبر وان” التي نصب فيها نفسه ملكاً للساحة الفنية، مروراً بظهوره بسيارات لامبورغيني ورولز رويس، وصولاً إلى استعراضه سابقاً لمعجون أسنان يحتوي على جزيئات الذهب، وصابونة من الذهب. هذا النمط المتكرر يشير إلى خطة مدروسة لإبقاء اسمه متداولاً بشكل دائم في التريند، بغض النظر عن طبيعة ردود الأفعال سواء كانت سلبية أم إيجابية.
بين الرفاهية العالمية والواقع المحلي
يستلهم محمد رمضان أسلوبه في الاستعراض من ثقافة “الهيب هوب” الأمريكية والعالمية، حيث يعتبر التباهي بالمجوهرات والسلاسل الذهبية والمقتنيات الباهظة جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الراب وفناني الأداء. يحاول رمضان تطبيق هذا النموذج الغربي في البيئة العربية، وهو ما يخلق دائماً حالة من التناقض والجدل. فمن جهة، يرى معجبوه أن هذا نجاح شخصي يحق له التفاخر به كفنان عالمي، ومن جهة أخرى، يرى المنتقدون أن هذا الاستعراض يفتقر إلى الحساسية الاجتماعية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها المنطقة، معتبرين أن البذخ المفرط قد يكون مستفزاً لقطاع عريض من الجمهور.
التأثير المتوقع وردود الأفعال
من المتوقع أن يساهم هذا الظهور الجديد في تعزيز مكانة محمد رمضان الرقمية، حيث تزيد هذه المنشورات من معدلات التفاعل (Engagement) على حساباته، مما يرفع من قيمته التسويقية لدى العلامات التجارية ومنظمي الحفلات. إقليمياً، يرسخ هذا الحدث صورة رمضان كأحد أكثر الفنانين العرب إثارة للجدل وقدرة على لفت الانتباه، مما يضمن بقاءه في دائرة الضوء الإعلامي. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر أمامه هو الموازنة بين الحفاظ على صورته كـ “نجم الشعب” وبين مظاهر الثراء الفاحش التي قد تخلق فجوة شعورية بينه وبين جمهوره البسيط.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية