شهدت مدن ومحافظات تطوراً كبيراً وشاملاً، في ظل إنشاء عدد من الهيئات الهادفة إلى تحسين جودة الحياة والخدمات الأساسية والتطوير السياحي، إلى جانب دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ما يؤكد حرص المملكة على استغلال مقوماتها الطبيعية وميزاتها التنافسية لدفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مختلف المناطق، وعملت المملكة خلال الأعوام الماضية على إنشاء هيئة ملكية لتطوير محافظة العلا، إلى جانب هيئة لتطوير منطقة مكة المكرمة والرياض، إضافة إلى إطلاق مشروع نيوم وأمالا، إلى جانب إنشاء عدد من الهيئات التي تختص في المحميات تهدف للحفاظ على البيئة، فالمملكة تعمل على تطوير المدن والمحافظات من خلال التطوير العمراني والحضاري، إضافة إلى المحافظة على البيئة.
ويعد تطوير المدن والمحافظات نواة لتطوير السياحة وتوفير الخدمات السياحية الكاملة، لذا نجد المملكة تعمل على أكثر من جانب لتطوير مختلف مناطق المملكة واستغلال المقومات السياحية فيها، لجعلها وجهات سياحية منافسة عالميا، لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ومن المشروعات العملاقة إطلاق ولي العهد المُخطط العام والملامح الرئيسية لمشروع «وسط جدة» بإجمالي استثمارات تصل إلى 75 مليار ريال خصصت لتطوير 5.7 مليون متر مربع، بتمويل من صندوق الاستثمارات العامة والمستثمرين من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
وجاء إطلاق المخطط العام لمشروع وسط جدة في إطار اهتمام ولي العهد بتنمية جميع مناطق ومدن المملكة، وتناغماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث يهدف المشروع لصناعة وجهة عالمية في قلب جدة بإطلالة مباشرة على البحر الأحمر، تسهم في تعزيز المكانة الاقتصادية لمدينة جدة.
كما يستهدف مشروع «وسط جدة» تحقيق قيمة مضافة لاقتصاد المملكة بـ47 مليار ريال بحلول العام 2030، حيث سيضم المشروع أربعة معالم رئيسية عالمية هي «دار أوبرا، متحف، استاد رياضي، الأحواض المحيطية والمزارع المرجانية»، إضافة إلى 10 مشاريع ترفيهية وسياحية نوعية، حيث ستسهم الأعمال التشغيلية للمشروع في فتح المجال أمام القطاع الخاص المحلي للمشاركة في تطوير وتشغيل قطاعات اقتصادية واعدة «سياحية، رياضية، ثقافية، ترفيهية» بمعايير عالمية، إلى جانب قطاعات أخرى تشمل بناء وتطوير مناطق سكنية عصرية تضم 17 ألف وحدة سكنية مع مشاريع فندقية متنوعة توفّر أكثر من 2700 غرفة، كما سيضم المشروع مرسى بمواصفات عالمية ومنتجعات شاطئية خلابة، إلى جانب مجموعة كبيرة من الفنادق والمطاعم والمقاهي المحلية والعالمية الفاخرة، والخيارات المتنوعة للتسوق، كما يستهدف المشروع تقديم حلول متكاملة لقطاع الأعمال.
وقد تم اعتماد تصاميم عصرية بمعايير عالمية للمشروع مع الحرص على تطبيق عناصر ومكونات النسيج العمراني والمستوحاة من فنون العمارة الحجازية الأصيلة مع مراعاة تطبيق أحدث التقنيات العالمية، بحيث تصبح «وجهة ذكية» تعتمد على التقنيات المبتكرة.
كما يسهم المشروع في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 الرامية لبناء اقتصاد مزدهر ومجتمع نابض بالحياة مع توفير أفضل نمط حياة للسكان والزوار، حيث يتمتع مشروع «وسط جدة» بمقومات طبيعية متعددة، من ضمنها الواجهة البحرية بشريط مائي طوله 9.5 كيلومتر، ويحتوي على مرسى بمواصفات عالمية مهيأ لاستقبال اليخوت من داخل و خارج المملكة، وشاطئ رملي بطول 2.1 كلم. كما ستشكل المساحات الخضراء والأماكن المفتوحة والخدمات العامة 40 % من مساحة المشروع.
ويعد المشروع أحد الاستثمارات المحلية النوعية لصندوق الاستثمارات العامة، والتي تسهم في تنويع مصادر الدخل، ودفع مسيرة الاقتصاد الوطني، واستحداث المزيد من فرص العمل لأبناء وبنات الوطن.
وعلى ذات السياق، حصلت شركة روشن المطور العقاري للأحياء الحضرية المتكاملة وإحدى الشركات الكبرى المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة على شهادة عالمية كأفضل الأماكان للعمل في المملكة، ويأتي ذلك نتيجة لبيئة العمل المحفزة والداعمة لكوادرها البشرية.
وتهدف الشركة إلى تطوير مجتمعات متكاملة تسهم في رفع مستويات المعيشة للمجتمع السعودي، وتسعى روشن إلى تحقيق أهداف صندوق الاستثمارات العامة للمساهمة في زيادة معدلات ملكية المنازل للمواطنين تطور مجتمعات تتوافق مع التراث السعودي الذي يعكس ثقافة المناطق وذلك لتلائم تطلعات المجتمع السعودي، حيث تم تطوير أول أحياء روشن سدرة، الواقع جنوب مطار الملك خالد الدولي في الرياض، ليشمل العناصر الأساسية التي تعزز التواصل والتفاعل بين السكان.