أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم (الخميس) أن المحادثات الأمريكية الروسية قد لا تتم الأحد تحديداً، خصوصاً أنه يجري الاتفاق على التفاصيل الدقيقة، متوقعاً أن تكون مطلع الأسبوع القادم في جدة.

وقال بيسكوف: «روسيا والولايات المتحدة ستناقشان سبل ضمان سلامة الملاحة عبر البحر الأسود خلال المحادثات بخصوص التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية في الاجتماع الذي سيعقد بمدينة جدة السعودية الأسبوع القادم»، معرباً عن أمله أن تستمر المحادثات على مستوى الخبراء في الأيام القادمة.

وأشار إلى أن خطط عسكرة أوروبا تتعارض مع توجهات روسيا وأمريكا، مبيناً أن أوروبا تحوّلت إلى طرف في الحرب بطريقة ما.

وجاءت تصريحات الكرملين في الوقت الذي أعلنت فيه المفوضية الأوروبية تخصيص مليار يورو إضافية لأوكرانيا بموجب قرض من مجموعة الدول السبع الكبرى تم سداده من عائدات الأصول السيادية الروسية المجمدة.

وأوضحت المفوضية في بيان اليوم: «خصصت المفوضية الأوروبية شريحة إضافية بقيمة مليار يورو من المساعدات المالية الكلية لأوكرانيا، التي سيتم سدادها باستخدام عائدات الأصول الحكومية الروسية المجمدة في الاتحاد الأوروبي».

يذكر أن إجمالي القرض المخصص لكييف من قبل بروكسل وصل إلى 4 مليارات، رغم أن الاتحاد الأوروبي تعهد بتزويد أوكرانيا بنحو 18 مليار دولار في شكل قروض.

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن قواتها نفذت غارات أصابت قطارا عسكريا يحمل ذخائر وأسلحة تابعة للجيش الأوكراني، مبينة أن الغارات الروسية أصابت مرافق وبنية تحتية لمطارات عسكرية أوكرانية ومواقع لتخزين الطائرات المسيرة ومراكز للتحكم فيها، إضافة إلى مستودعات لتخزين المعدات العسكرية والمواد اللوجستية وتجمعات للقوات والمعدات العسكرية المعادية في 153 منطقة.

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم (الخميس) اجتماعاً بين الوفدين الأمريكي والأوكراني بالسعودية خلال الأيام القادمة، موضحاً خلال مؤتمر صحفي عقده عبر الإنترنت أن مجموعة تقنية معنية ستتوجه إلى السعودية.

وقال زيلينسكي: «الاجتماع سيُعقد في الوقت المناسب للوفدين خلال أيام»، مبيناً أن بلاده تجري استعدادات للاجتماع.

من جهة أخرى، قال زيلينسكي في تغريدات على حسابه في «إكس»: «تُطلق روسيا نحو 100 طائرة مسيرة أو أكثر إلى جانب هجمات صاروخية متواصلة على بلادنا، وهو ما يكشف للعالم الموقف الروسي الحقيقي من السلام»، مضيفاً: «هناك نحو 200 طائرة مسيرة من طراز «شاهد»، وطائرات مسيرة وهمية هاجمت منطقة كيروفوهراد، ما أدى إلى إصابة 10 أشخاص، بينهم 4 أطفال، وإلحاق أضرار بالمنازل، وكنيسة، والبنية التحتية».

وأعرب زيلينسكي عن شكره لكل من يعمل على مساعدة بلاده في تحقيق السلام.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قال في وقت سابق اليوم إن المحادثات مع الرئيس الروسي بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كانت جيدة للغاية، مضيفاً لموقع «بريتبارت» أن هدفه التقريب بين روسيا وأوكرانيا، وخفض الإنفاق الأمريكي على دعم كييف.

وأشار ترمب إلى أن الرئيس السابق جو بايدن تبرع بالأموال لأوكرانيا، بينما أعطت أوروبا كييف الدعم على هيئة قروض، موضحاً أن واشنطن تعكف حالياً على التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا بشأن المعادن النادرة لاستعادة الأموال.

يأتي ذلك وسط ترقب بأن تشهد مدينة جدة السعودية الأحد القادم اجتماعاً بين الوفدين الأمريكي والروسي من أجل مناقشة خطط السلام بين الروس والأوكرانيين.

فيما تشهد الخرطوم معارك عنيفة، أعلن تلفزيون السودان اليوم (الخميس) اقتراب الجيش من السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم ومحاصرة فلول قوات الدعم السريع، وهو ما نفاه أحد مستشاري قائد قوات الدعم السريع وقال إن قواته لا تزال تسيطر على جميع المواقع بالقصر.

وأوضحت مصادر في الجيش السوداني اقترابه بشكل كبير من إحكام السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري، مبينة أنه تصدى للهجمات ونصب عدة كمائن باستخدام طائرات أدت إلى تدمير أكثر من فصيلين للدعم بمحيط القصر الجمهوري في الخرطوم.

وأشارت المصادر إلى أن الجيش مستمر في حصار القصر الجمهوري بالخرطوم، وتم تضييق الخناق على قوات الدعم في القصر الرئاسي وسط الخرطوم وتدمير 30 سيارة قتالية للدعم بمحيط القصر الرئاسي، لافتة إلى أن الجيش سيطر على طرق مهمة تؤدي مباشرة للقصر الرئاسي.

وأفادت المصادر بأنه تم تدمير قوة كبيرة للدعم بشارع القصر الجمهوري وسط الخرطوم أثناء محاولتهم الخروج من وسط الخرطوم، موضحة أن شارع القصر والمنطقة ما بين معمل استاك الطبي وفندق مريديان شهدا مقتل العشرات من جنود الدعم السريع وتدمير سياراتهم بالمسيّرات.

وأكدت المصادر أن الجيش يقف على بعد أقل من كيلومتر واحد من القصر الجمهوري الذي سيطرت عليه قوات الدعم السريع في بداية الحرب.

ويرى مراقبون عسكريون أن مسار المعارك في الخرطوم قد يشهد متغيرات مهمة مرتبطة بتحرك مختلف القوات المتأهبة لدخول الخرطوم عبر أكثر من محور في عملية تستهدف إعلان عاصمة البلاد خالية من قوات الدعم السريع خلال الأيام القادمة.

وتعيش السودان وضعاً إنسانياً مأساوياً جراء الحرب التي دخلت عامها الثاني دون الوصول إلى أي حلول تؤدي إلى إنهاء المعاناة الإنسانية.