Connect with us

ثقافة وفن

«جيجي حزيمة» تفتح أبواب البحث عن الذات الفاعلة

حين يمتلك الباحث الكلمة والصورة معا، فعلى المستقبل تحريك كل حواسه لمعرفة الرسالة التي يتلقاها، وأرادت المخرجة

حين يمتلك الباحث الكلمة والصورة معا، فعلى المستقبل تحريك كل حواسه لمعرفة الرسالة التي يتلقاها، وأرادت المخرجة (وكاتبة سيناريو الفيلم) جيجي حزيمة إيقاظ كل حواس المشاهدين من خلال فيلمها (ذلك الشعور الذي) الحاصل على السعفة الذهبية في مهرجان الأفلام السعودية بدورته العاشرة.

ومنذ البدء، كان مسمى الفيلم (ذلك الشعور الذي)؛ وهي جملة تشعرك أن الرسالة ناقصة، وعليك إكمال الجملة أو المعنى لتتعرف على الرسالة القادمة من خلال الفيلم، وأول المشاهد تواصلاً هو ملامسة أذنيك لجمل أنثوية دافئة تأتيك من خلف شاشة سوداء.. حتى إذا أضاءت يكون الرقص والموسيقى استفتاحاً للدخول إلى عوالم الفيلم، يؤديانها (رجل أربعيني) وفتاة، (الرجل يرقص والفتاة تعزف)، وتنوع وتشكلات الرقص، يقابله الصمت الطاغي على ملامح العازفة، مشهد يشعرك بالقطيعة بين الموسيقى والرقص، والقطيعة لاختلاف التعبيرين (رقص يجذل، وموسيقى حزينة.. وجه أقرب للابتسام، ووجه مقبرة للصمت)، تتشكل الرقصة حيث تصعد الكاميرا من الأسفل إلى الأعلى، وتكتمل الصورة بهما معاً.. وثبات الصورة (في جزئية منها) هي أول إشارة إيقاف الزمن كتيمة تصورية مستخدمة طوال الفيلم بتقاطع زمني (تقديماً وتأخيراً) ومع الإيقاف تظهر الشاشة سوداء كظلام عمَّ المكان والروح معاً، ويفيق على ضربات الآلة الكاتبة، ومن خلال ظهور آلة الكاتبة كوسيلة كتابة هي إشارة أن ما تشاهده ماضياً.. ويأتي مشهد لمايا (إحدى بطلات الفيلم) تحيط بها الظلمة، ووجهها الوحيد المشرق من تلك الظلمة، وتتمتم (مايا):

– أعرف أنكم تريدون معرفة ما الذي يحدث.

ويعود المشهد: فتاة شقراء تكتب على الآلة الكاتبة، وهي تشارك طقطقة الحروف بالسؤال الأصعب:

– من أنا؟

وتتوالى الأسئلة الوجودية، بدءاً من معرفة ماهية الذات «هل أنا طيبة أم شريرة»، وصولا إلى المجموع «لماذا نحن هنا.. ربما لن تجدوا إجابة»، ولأن الإجابة ذات أجنحة محلقة يكون الخروج من الماضي من أجل زيارة الحاضر نوعاً من أنواع فرز ما كان حقيقياً في ماضويته، ومجابهته بالحاضر فإن ثبتت الماهية تكون جزءاً من مصداقية الإجابة.

وتقوم بهذه الزيارة مايا، إذ يتجسد مشهد لهاري وداليا (زوجان) هي تكتب وهو يقرأ، وطارق يطرق الباب، ولا أحد منهما يريد فتح الباب (كمقابل لرفض حضور الماضي في لحظتهما الراهنة)، ولأن (مايا) قادمة من الماضي اخترقت المكان كذاكرة، حاملة هدية لهاري لكي تهنئه بعيد ميلاده الأربعين، ينهض متأرجحاً ومصححاً لمايا: «عيد ميلادي غدا، وليس اليوم».. جملة تؤكد أن الماضي يخطئ حين يحضر إلى المستقبل كعنصر جوهري..

وحين يتحدث هاري مع مايا يكون مرتدياً قناعاً.. وكأن القناع ساتراً لماضيه معها، وكإسعاف لذاتها تقول مايا:

« لم أكتب قط، ولم أحب رجلاً قط».

ورد عليها هاري: «سأظل في داخلك على الدوام»..

لتكون جملة مايا (الماضي) والرد عليها من هاري (الحاضر) يمثلان النفي والإثبات معاً.

وبين التقاء الجملة والرد عيها يرتفع تصفيق من خارج الكادر، يقابل التصفيق انحناءة من هاري، لتشعر أن المشهدية السابقة أحالتك إلى خشبة المسرح، وأن ما يتم قوله هو أداء تمثيلي جيد للوحة مسرحية تمت إجادتها وحصدت التصفيق.. ومع ذلك التصفيق تفيق من ارتباكك كمشاهد كان طعماً لمشاهدة التقاء زمنين مختلفين، ليس الرابح فيه سوى ممثل أجاد أداء دوره.

ولأن المشاهد دخل في الارتباك، وعني (تحديداً في هذا الجزء) بدأت محاولاتي لتخليص كل شخصية من التشابك لكي لا أضيع داخل الفيلم، نعم الفيلم به متاهات صنعتها الصورة والكلمة، وصنعها تداخل الأزمنة، وغموض الحكاية، والأدوات المستخدمة (إلى الكتابة، البيانو، الصور المعلقة على الجدران، دمى الرؤوس، ومواضعها)، وتزداد ضياعاً في رتابة المشاهد، وبطء تحريك الحدث، وتتشتت محاولاتك في فكفكة المشاهد، وربط كل ما تشاهده بمعنى يقيم فهمك، نعم، الأعمال الفنية التجريبية هي تحدٍ صارخ، وعليك أن تكون محل ذلك التحدي، وكنت في محاولة استغلال ذلك الضياع داخل متاهة الجمال لكي تزودك بجمال آخر، وفيلم (ذلك الشعور الذي) بدأ بتحديك في أن تبحث عن الشعور الفائض أو الناقص، أو شعور تمت إزالته أو تم تحييده.. وكل شخصية من شخصيات الفيلم تلقي بجملها على مسامعك وفي حوض عينيك، وكل منها يجعلك المتهم أو الضحية لمشاعر حدثت ذات يوم، حتى إذا حضرت كواقع أو متخيل تلزمك بالبقاء بين ذاتك، وذات اللحظة التمثيلية التي تشاهدها، وأكثر من مشهد تحولك الكاتبة المخرجة إلى مشاهد أو شخصية داخل مسرحية مركبة، وتتكثف رسالة التمثيل كون البطل (هاري) بطلاً مسرحياً، وداليا تكتب للمسرح، وقد أنهت كتابة مسرحيتها الأخيرة.. فهل عليك أن تكون (كومبارس) لمسرحية دورك صامتاً لا يتحرك فيك إلا عينيك المتابعة للحركات، وسماع الكلمات.

أنت الآن في منتصف الفيلم، ضائع تتلمس في المشاهد القادمة منجأ من ذلك (التوهان).. وظهور شخصية ماركوس (الكائن المريض) الباحث عمن يقرأ له، وحالته المرضية أدت إلى اختصار سفر مايا إلى أوروبا، ولأن ماركوس كائن ميت حتى في الحكاية جاءت التقنية الإخراجية مشيرة لذلك بمناصفة الشاشة (جزء منها يكون لمايا تتحدث عن ماركوس، والجزء الآخر لداليا تتأمله على فراشه قبل أن يقضي نحبه).

حتى أن القراءة هي نفق للوصول إلى فكرة الانتقال، فحين تقرأ لماركوس لتخبره بأن ثمة عالماً دافئاً يكون الانتقال إليه هو المتحول، وهي بتلك الجملة تنازع فكرة الوجود والفناء، فليس هناك فناء أو انتهاء، وإنما الانتقال ككائن متحول، ذلك الانتقال يستشعره هاري حين كان يخطط لحياته إلا أن وصوله إلى سن الأربعين هو العتبة الحرجة التي يشعر معها بعدم قدرته على التخطيط، وفي أواخر الفيلم يعاود مناجاة الله طالباً منه أن يكون تخطيطه له سديداً في الأيام القادمة.

ولو فصلنا التشابك بين مفهوم التمثيل: هل هو فن أم مهنة، وأي إجابة كانت، فإن هاري يعترف في النهاية بأنه كان ممثلاً غير ناضج.

والجزع النفسي لمن نحبهم يتجسد في قصة جيني حين سمحت لها داليا بالذهاب إلى رحلة مع شباب بكونها فتاة لم تعد صغيرة، ومن غير إطالة لما حدث للفتاة الصغيرة جيني يظهر مشهد لصقر ينقم ويلتهم قطعاً من فريسته، يكون الصقر فوق سارية أعلاها ظلام كثيف بينما النور يشع من مصباح وضع أسفل السارية، فهل ضوء حياتنا يمشي بين أقدامنا؟ والظلام غيب علينا أن لا نتعثر في ظلمته.. وهذا المشهد جدير بالوقوف أمامه لتحليل أين تكون الظلمة وأين يكون الضوء.

وفي ذلك المشهد انتصرت الصورة على الكلمة، ومنحت المشاهد فرصة التمكن من استكمال بقية القصة، خاصة حين تم اتهام هاري، بمقولة داليا:

«أنت أعمى لا يمكنك رؤية أي شيء».

فهل نحن نسير (عميان) داخل حياتنا، ولا نلتفت لشيء إلا بعد فوات الأوان.

حتى أن اجتماع (مايا وداليا) والحديث عن رجل يخص كل منهما في زمنية مختلفة، تم توحيد تلك الزمنية (التقاء الماضي بالحاضر) من خلال ارتشافهما نخباً وصف باللذة وأنه قاني الحمرة، والحمرة اختلاط الزمنية حتى لا يتم تحديد البياض من السواد.. ولعبت كل من الكلمة والصورة تشكل الإمتاع السينمائي، وفي فيلم (ذلك الشعور الذي) أي لقطة أو كلمة لم توجد عبثاً.

فعمر الأربعين (عمر الحبيب هاري) ترى فيه (مايا) أنه سن النضوج، أو هو سن الاستيقاظ، والذهاب إلى الجحيم ثم العودة لاستكمال مخططك في الحياة (حين ترى أن خسائرك هي مكاسبك عندها يبصم الموت بصمته بأنه هو الحياة).. وهذا انتقال لفكرة المتحول، حينما يؤكد الموت الحياة!

مرة أخرى، كثير من المشاهد لم توجد عبثاً، فتنقل وتبادل الممثلين ووجودهم في (مرجوحة) إشارة إلى الزمن المتأرجح بين الماضي والحاضر وثبات الصورة في مكان وحركيتها في نفس المشهد، رسالة لدعم الثبات فحركة المتحول حالة متأرجحة دوماً.

وقد استخدمت المخرجة تأثيرات عديدة لإيهام عيوننا بأن ما نشاهده هو الحقيقة، وقد أجادت في أداء دور الساحرة الراغبة في خلق حياة موازية، لتصدق عيوننا بأن كل ما نراه هو الحقيقة، وإجادتها للدور الساحرة استفادتها من مخيلتنا في إكمال الأجواء الحكائية، جيجي (الكاتبة والمخرجة) كانت تدفعك لأن تحكي لنفسك، وكانت إكسسوارات تلك المخرجة الساحرة استخدام كل ما في يديها، بدءا من دمى الرؤوس الكثيرة وتعدد ألوانها وأشكالها، ووضع كل منها في موضع مغاير، وتأمل دمى الرؤوس للجهات التي تم توجهيها إليها.. الجدران حفلت بصورة عديدة كل منها في إطاراتها، حتى أن عينك تسرق حكايات من تلك الصور، وبقيت دمية الجسد ناقص الأعضاء مكنوناً جنسياً كإشارة لمن أرادت مخيلته استجلابه، فهل كانت تلك الإكسسوارات (صور الجدران، والدمى) تدفعك للتنبه بأن خلقاً كثراً يعيشون معك، وأنت غير مبالٍ بحكاياتهم.. ليس هذا وحسب، بل تضافرت الكلمات والمشاهد، والغناء، والبكاء، ونظرات وأحاسيس الممثلين كل شيء تم إلقاؤه على شاشة صماء تريد منك أن تبادل شخصيات الحكاية الحديث خاصة حين تبوح (مايا) بأنها تمتلك روحاً خزفية، وهي تجمع شتات الفيلم في الرحيل المتحول.. وقبل ذلك جاء التأكيد على بطء الأحداث وهو ما يعلل التباطؤ المقصود كتابياً وإخراجياً.. تأكد ذلك من خلال مشهد بطيء، تضع فيه مايا رأسها على كتف هاري، يليه مشهد عودة الماضي من حيث أتى، وشارة العودة أن (تطرقع) آلة الكتابة بالكلمات، وكأنها تقول: «انتهت المسرحية بوجودي معك».

– فهل تجمع المخيلة ما قد فاتها من زمن ماضٍ؟

وأوقات كثيرة نشعر بالفراغ والعزلة، وليس أمامنا سوى ما فعلته (مايا) حينما أعطت الكاميرا ظهرها وغابت داخل الصورة، وكأنها تعود للماضي الذي أغلق للتو.

فيلم (ذلك الشعور الذي) يتحداك، وقد أصرت المخرجة على ذلك التحدي، لأن المشاهدة مرة واحدة لن تمكنك من الفوز بالتحدي، وستخرج من قاعة السينما بنية مضمرة على مراهنة قادمة لمشاهدة الفيلم لكي تعاود ذلك التحدي.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزارة الثقافة تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين»

تنظم وزارة الثقافة النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتَين» في الرياض خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر المقبل في ميقا

تنظم وزارة الثقافة النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتَين» في الرياض خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر المقبل في ميقا استوديو بالرياض، وهو مهرجانٌ يجوب في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف المهرجان في هذه النسخة ثقافة الجمهورية العراقية ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويعيش فيه الزائر رحلةً استثنائية عبر الزمن، حيث يسلّط الضوء على محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، ويشمل أعمالًا فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعًا ثقافيًا أنيقًا وإبداعًا في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف» وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين، ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصورًا لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافية من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين، وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفن السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

وأخيرًا قسم «درب الوصل» الذي يستعرض مجالاتٍ مُنوَّعة من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، حيث يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافة السعودية والعراقية، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح، ومنطقة المطاعم التي تُقدم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءًا من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجارب فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزير الثقافة يرعى حفل تكريم الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في دورتها الثالثة

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم المجمع اليوم الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة لعام 2024، ضمن فئتي الأفراد والمؤسسات، في أربعة فروع رئيسية، هي: (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها، وحوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية، ونشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية)، وبلغت قيمة الجوائز المخصصة للفئتين 1,600,000 ريال، إذ نال كل فائز من كل فرع 200,000 ريال.

وألقى الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي كلمة ثمن فيها الدعم والمؤازرة اللذين يجدهما المجمع من وزير الثقافة في عموم أعمال المجمع وبرامجه ومنها الجائزة؛ إذ تنطلق أعمال المجمع في مسارات أربعة وهي: البرامج التعليمية، والبرامج الثقافية، والحوسبة اللغوية، والتخطيط والسياسة اللغوية، متوافقةً مع استراتيجية المجمع وداعمةً لانتشار اللغة العربية في العالم.

بعد ذلك كُرّم الفائزون بالجائزة في دورتها الثالثة، من الأفراد والمؤسسات، من كل فرع بجوائزهم المستحقة، ففي فرع (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها): مُنحَت الجائزة للدكتور خليل لوه لين من جمهورية الصين الشعبية في فئة الأفراد، ولدار جامعة الملك سعود للنشر من المملكة العربية السعودية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة): مُنحَت الجائزة للدكتور عبدالمحسن بن عبيد الثبيتي من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، وللهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في فئة المؤسسات.

وفي فرع (أبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية): مُنحت الجائزة للدكتور عبدالله بن سليم الرشيد من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، ولمعهد المخطوطات العربية من جمهورية مصر العربية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (نشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية): مُنحت الجائزة للدكتور صالح بلعيد من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في فئة الأفراد، ولمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من الإمارات العربية المتحدة في فئة المؤسسات.

وجاءت النتائج النهائية بعد تقييم لجان التحكيم للمشاركات؛ وفق معايير محددة تضمنت مؤشرات دقيقة؛ لقياس مدى الإبداع والابتكار، والتميز في الأداء، وتحقيق الشمولية وسعة الانتشار، والفاعلية والأثر المتحقق، وقد أُعلنت أسماء الفائزين بعد اكتمال المداولات العلمية، والتقارير التحكيمية للجان.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المتميزين في خدمة اللغة العربية، وتقدير جهودهم، ولفت الأنظار إلى عِظَم الدور الذي يضطلعون به في حفظ الهُوية اللُّغوية، وترسيخ الثقافة العربية، وتعميق الولاء والانتماء، وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، كما تهدف إلى تكثيف التنافس في المجالات المستهدَفة، وزيادة الاهتمام والعناية بها، وتقدير التخصصات المتصلة بها؛ لضمان مستقبل زاهر للغة العربية، وتأكيد صدارتها بين اللغات.

وتمثل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع؛ لخدمة اللغة العربية، وتعزيز حضورها، ضمن سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، المنبثق من برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030.

يُذكر في هذا السياق أن جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تؤكد دور المجمع في دعم اللغة العربية، وتعزيز رسالته في استثمار فرص خدمة اللغة العربية، والمحافظة على سلامتها، ودعمها نطقاً وكتابة، وتعزيز مكانتها عالمياً، ورفع مستوى الوعي بها، إضافة إلى اكتشاف الجديد من الأبحاث والأعمال والمبادرات في مجالات اللغة العربية؛ خدمةً للمحتوى المعرفي العالمي.

Continue Reading

ثقافة وفن

قيصرية الكتاب تستضيف رائد تحقيق الشِّعر عبد العزيز الفيصل

يحل رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية البروفيسور عبدالعزيز بن محمد الفيصل مساء غد (الاثنين)

يحل رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية البروفيسور عبدالعزيز بن محمد الفيصل مساء غد (الاثنين) ضيفاً على قيصرية الكتاب؛ بمناسبة صدور كتابه الأحدث «شعر بنى هلال في الجاهلية والإسلام إلى زمن التغريبة جمعاً وتحقيقاً ودراسة». ويتحدث الفيصل في الندوة، التي يديرها الإعلامي عبدالعزيز بن فهد العيد، عن جوانب من سيرته التعليمية والعلمية والعملية، وعلاقته الوطيدة بشعراء جزيرة العرب، إذ يعد من أوائل الأكاديميين السعوديين المتخصصين في الأدب العربي، وله ما ينيف على 20 مؤلفاً في الثقافة والأدب والتاريخ والشعر.

والفيصل من مواليد محافظة سدير عام 1943م، وشغل منصب أوّل عميد للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتولى تأسيس العمادة بكافة إداراتها ومرافقها، وأشرف على العديد من الرسائل العلمية، وعمل مستشاراً غير متفرغ في وزارة التخطيط لمدة ستة أعوام، وتم تكريمه من قِبَلِ الجمعية السعودية للدراسات الأثرية بجامعة الملك سعود، والنادي الأدبي بالرياض، ولُقّب من قِبَلِ هاتين الجهتين بـ«رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية». كما تمت إقامة ندوة عن المحتفى به، شارك فيها تسعة أكاديميين بسبعة بحوث عنه.

تعقد الندوة مساء غد في تمام الساعة ٧:٣٠ مساءً، بمقر قيصرية الكتاب بساحة العدل بمنطقة قصر الحكم بمدينة الرياض.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .