Connect with us

السياسة

البيان الختامي: التخلي عن الحرب والانخراط في الحل السياسي

أكد البيان الختامي للمشاورات اليمنية على أولوية الحل السياسي والاتفاق على سرعة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، ودعوة

أكد البيان الختامي للمشاورات اليمنية على أولوية الحل السياسي والاتفاق على سرعة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، ودعوة جميع الأطراف إلى طاولة التفاوض والانخراط في الحل السياسي والتخلي عن الحلول العسكرية.

وشدد المشاركون في المشاورات اليوم (الخميس) على سرعة تنفيذ ما تبقى من خطوات في تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة الشرعية في اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي قبل أكثر من عامين، وإدراج قضية شعب الجنوب في المفاوضات.

واتفق المجتمعون على تشكيل 6 فرق عمل للمسارات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والسياسية والإنسانية والإغاثية، وتعزيز مؤسسات الدولة لتمكينها من أداء واجباتها الدستورية ومواجهة تحديات المرحلة الحالية.

وانعقدت المشاورات اليمنية-اليمنية في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، خلال الفترة بين 29 مارس و7 أبريل 2022، بهدف رسم خارطة طريق لمستقبل اليمن، للانتقال من حالة الحرب والتفكك إلى حالة السلام والأمن في ربوعه، والوفاق بين أبنائه، والإخاء مع محيطه الخليجي والعربي، بما يُمكّن اليمن من استعادة الأمن والسلام والاستقرار، ويمكن شعبه الكريم من استعادة حياته الطبيعية ويلبي كافة تطلعاته.

وتوصلت فرق العمل بعد نقاشات مستفيضة على مدى 10 أيام إلى مخرجات تفصيلية في كل مسار من المسارات الستة، منها ما يلي:

أولاً: تعزيز مؤسسات الدولة ووحدة الصف

ناقش المحور السياسي الأوضاع السياسية الحالية والتحديات التي تواجهها، وقد أسهمت هذه المشاورات في تقريب وجهات النظر بين المشاركين، وتم التوافق على التوصيات التي تضمنتها مخرجات المشاورات، ومنها ما يلي:

1. تعزيز مؤسسات الدولة لتمكينها من أداء كافة واجباتها الدستورية على الأراضي اليمنية، ومواجهة تحديات المرحلة الحالية، وتشكيل مجلس رئاسي وهيئة استشارية موسعة.

2. الترحيب بقرار الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية اليمنية، رقم 9 بتاريخ 7/4/2022 بشأن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي لإدارة الدولة سياسياً وعسكرياً وأمنياً خلال الفترة الانتقالية، واستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وتفويضه بكامل صلاحيات رئيس الجمهورية.

3. التعبير عن الدعم الكامل لمجلس القيادة الرئاسي والكيانات المساندة له لتمكينه من ممارسة مهامه في تنفيذ سياسات ومبادرات فعالة من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن. ودعوة مجلس القيادة إلى البدء في التفاوض مع الحوثيين تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل.

4. دعوة مجلس النواب ومجلس الشورى للانعقاد بصفة منتظمة، حضورياً أو افتراضياً، لممارسة مهامهما الدستورية.

5. تعزيز استقلال القضاء والنيابة العامة.

ثانياً: أولوية الحل السياسي:

بعد فشل الحلول العسكرية التي أدت إلى قتل وجرح الآلاف من اليمنيين، وتهجير الملايين، كما أدت إلى تدمير البنية التحتية في اليمن، وبثت الفرقة والتناحر بين الأشقاء، فإن من المناسب النظر في قيام هيئة التشاور والمصالحه التي نشأت في قرار رئيس الجمهورية رقم ٩ وتاريخ 7 أبريل 2022، إضافة الى من يرونه من حكماء اليمن وبشكل غير رسمي، بالمساهمة في المصالحة والتشاور، وتقريب وجهات النظر وتقليص نقاط الخلاف بين الأطراف المعنية، دون استثناء، والانخراط في الحل السياسي، والجلوس على طاولة المفاوضات لمناقشة كافة نقاط الخلاف، والتخلي عن الحلول العسكرية، بدءاً بتعزيز الهدنة الحالية والدخول في مباحثات سلام تحت رعاية الأمم المتحدة.

ثالثاً: استكمال تنفيذ اتفاق الرياض

تم الاتفاق على أهمية سرعة تنفيذ ما تبقى من خطوات في تنفيذ اتفاق الرياض، وتشكيل فريق للمتابعة لتحقيق ذلك. كما تم الاتفاق على إدراج قضية شعب الجنوب في أجندة مفاوضات وقف الحرب لوضع إطار تفاوضي خاص لها في عملية السلام الشاملة.

رابعاً: الحفاظ على الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب

ناقش المحور الأمني الأوضاع الأمنية الحالية والتحديات التي تواجهها، ووضع التوصيات الموضحة في مخرجات المحور الأمني، للتنسيق بين الجهات المسؤولة عن الأمن الداخلي في كافة المحافظات، للحفاظ على الأرواح والممتلكات وتوفير جو آمن للمواطن اليمني، ومكافحة الإرهاب.

ورحب المشاركون بما ورد في قرار رئيس الجمهورية رقم 9 وتاريخ 7/4/2022 بشأن تشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار من خلال اعتماد السياسات التي من شأنها تهيئة الظروف لتحقيق تكامل القوات المسلحة في إطار سيادة القانون وإنهاء الانقسام وإنهاء جميع النزاعات المسلحة.

وتم الاتفاق على رفع توصيات الفريق الأمني إلى اللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة حال تشكيلها، والعمل على متابعة تنفيذ هذه التوصيات.

خامساً: التعافي والاستقرار الاقتصادي وحوكمة الموارد المالية للدولة وإدارة الموارد الطبيعية للبلاد:

ناقش المحور الاقتصادي والتنموي من هذه المشاورات الأوضاع الاقتصادية والتنموية في اليمن والتحديات التي تواجهها، وتم التوافق على العديد من التوصيات والآليات لتحقيق التعافي والاستقرار وتعزيز النشاط الاقتصادي، وحوكمة الموارد المالية للدولة والإنفاق الحكومي وتعزيز دور واستقلالية البنك المركزي اليمني، وإدارة الموارد الطبيعية للبلاد، كما هو موضح في مخرجات هذه المشاورات.

ورحب المشاركون في المشاورات بتشكيل الفريق الاقتصادي الذي صدر به قرار رئيس الجمهورية اليمنية رقم (9) في 7/4/2022، وأوصى برفع توصياته إلى هذا الفريق ومتابعة تنفيذها.

وأشادوا بإعلان تقديم (2) مليار دولار مناصفة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، دعماً للبنك المركزي اليمني. وتقديم (1) مليار دولار من المملكة منها 600 مليون دولار لصندوق دعم شراء المشتقات النفطية، و400 مليون دولار لمشاريع ومبادرات تنموية، بالإضافة إلى تقديم مبلغ 300 مليون دولار لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة لعام 2022 لتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية للمواطنين.

وأكدوا أهمية عقد مؤتمر دولي ترعاه دول المجلس لحشد الموارد المالية اللازمة لدعم الاقتصاد اليمني والبنك المركزي اليمني وتوفير المشتقات النفطية.

سادساً: تطوير آليات الشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد

وسبق أن أقر اليمن «الأجندة الوطنية للإصلاح» وتم تشكيل عدد من المؤسسات واللجان المعنية بتنفيذها، ويدعو المشاركون في المشاورات إلى متابعة استكمال تنفيذ تلك الإصلاحات وتفعيل دور المؤسسات الرقابية.

سابعاً: معالجة الآثار الاجتماعية للحرب

ناقش المحور الاجتماعي مجموعة من القضايا والآثار الاجتماعية للحرب وخرج بعدد من التوصيات لرفعها إلى مجلس القيادة الرئاسي منها ضرورة التسريع بفتح المعابر بين المدن والمحافظات ومعالجة آثار الحرب في مجال الصحة والتعليم وإعادة تأهيل البنية التحتية وشبكات الحماية والأمان الاجتماعية والمصالحة الوطنية وجبر الضرر من أجل وحدة الصف الوطني.

ثامناً: الشراكة الاستراتيجية بين اليمن ومجلس التعاون

يشكل مجلس التعاون لدول الخليج العربية الامتداد الطبيعي والعمق الاستراتيجي لليمن، وقد كان المجلس قبل الأزمة شريكه التجاري والاستثماري الأول، والشريك السياسي والأمني. مما يعني أن مستقبل اليمن مرتبط أيضاً بمستقبل مجلس التعاون، وتعزيز التكامل مع المجلس، ولتحقيق ذلك أوصى المشاركون في المشاورات بما يلي:

1. الاستفادة من القرارات التي تم اتخاذها في إطار مجلس التعاون لتعزيز آليات التنسيق والتعاون بين مجلس التعاون والجمهورية اليمنية، بما في ذلك اتفاق صنعاء لعام 2002، وتوصيات اللجنة اليمنية-الخليجية المشتركة، التي تعمل منذ عام 2006 على تحديد الاحتياجات التنموية للجمهورية اليمنية والمساهمة في تلبيتها.

2. تكثيف التعاون مع مجلس التعاون في مجالي التعليم والصحة لتجاوز التحديات التي تفاقمت منذ بدء الحرب في اليمن، والعمل على تخفيف الحواجز الجمركية وغير الجمركية بين الجانبين، ومواءمة القوانين الاقتصادية، وتوحيد المواصفات القياسية، وتشجيع الاستثمار والتبادل التجاري بينهما، حال الوصول إلى حل سياسي.

3. توظيف الشراكة الاستراتيجية بين اليمن ومنظومة مجلس التعاون للحفاظ على الأمن والاستقرار في اليمن، وتعزيز قدراته الاقتصادية، والمشاركة في إعادة إعمار وتنمية اليمن، والتكامل بين الجانبين في جميع المجالات.

تاسعاً: الحفاظ على الأمن القومي العربي

اليمن وشعبه جزء أصيل من العالم العربي، وتربطه مع العالم العربي أواصر التاريخ والثقافة المشتركة واللغة. ولذلك فإن اليمن يجب أن يكون طرفاً فاعلاً في الحفاظ على الأمن القومي العربي، ويبتعد عن المشاريع التي تعمل على تقويضه.

عاشراً: الشراكة مع المجتمع الدولي

يدعو المشاركون إلى أن يحافظ اليمن على موقف متصالح مع المجتمع الدولي وينفذ التزاماته الدولية في جميع المجالات، ويستفيد من الشراكات المثمرة مع المنظمات الدولية والدول الصديقة، لمساعدة اليمن على التعافي والنمو الاقتصادي والتواصل الثقافي مع العالم، والاستفادة من التجارب الناجحة حول العالم في التعافي من الحروب وإعادة البناء والإعمار والانتقال من بيئة الحرب والنزاع إلى مجتمع مدني مستقر.

حادي عشر: استمرار المشاورات اليمنية-اليمنية

تم الاتفاق على استمرار هذه المشاورات كإطار غير رسمي، بالتنسيق مع الأمانة العامة لمجلس التعاون، للعمل على توحيد الجبهة الداخلية وتنفيذ ما تبقى من خطوات في اتفاق الرياض والمبادرة الخليجية واستئناف المشاورات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة حتى تحقيق السلام المنشود، ومتابعة تنفيذ قرار رئيس الجمهورية رقم 9 في 7/4/2022م، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين اليمن ومجلس التعاون.

وفي الختام يؤكد المشاركون في الحوار ترحيبهم بقرار الرئيس عبدربه منصور هادي بتفويض صلاحياته ونقلها إلى مجلس القيادة الرئاسي، وتغليب المصلحة الوطنية ومصالح شعبنا اليمني.

وثمن الجهود المبذولة من دول مجلس التعاون في لمّ الصف اليمني وتوحيد الكلمة، خصوصاًَ المملكة العربية السعودية ممثلة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

كما ثمن جهود الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على مبادرتها واستضافتها لهذه المشاورات اليمينة – اليمنية التي حققت نجاحات فاقت التوقعات.

ونؤكد على الرغبة والاستمرار في حمل الأمانة والإسهام في وضع الأسس لبناء الدولة اليمنية واستعادة وإعادة بناء اليمن العزيز، واستعادة الدولة.

Continue Reading

السياسة

بيان سعودي – هندي: لجنة وزارية للتعاون الدفاعي وإنشاء مصفاتين للنفط بالهند

رحبت المملكة العربية السعودية وجمهورية الهند، بتوسيع (مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي – الهندي) ليشمل أربع لجان

رحبت المملكة العربية السعودية وجمهورية الهند، بتوسيع (مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي – الهندي) ليشمل أربع لجان وزارية، مما يعكس تعميق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، وذلك من خلال إضافة لجنة وزارية للتعاون الدفاعي، ولجنة وزارية للتعاون في مجالي السياحة والثقافة.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في المنظمات والمحافل الدولية، بما فيها (مجموعة العشرين)، و(صندوق النقد والبنك الدوليين)، لدعم جهود مواجهة التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي.

جاء ذلك في البيان المشترك الصادر في ختام زيارة رئيس وزراء جمهورية الهند للمملكة، فيما يلي نصه:

بدعوة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، قام رئيس وزراء جمهورية الهند ناريندرا مودي بزيارة (دولة) للمملكة العربية السعودية. وتعد هذه الزيارة هي الثالثة لمودي، وتأتي بعد الزيارة الرسمية التاريخية التي قام بها ولي العهد إلى جمهورية الهند في شهر سبتمبر 2023، للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، والرئاسة المشتركة للاجتماع (الأول) لـ(مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي – الهندي).

واستقبل ولي العهد رئيس وزراء الهند، في قصر السلام بمدينة جدة، وعقدا جلسة مباحثات رسمية استعرضا خلالها علاقات الصداقة المتينة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الهند، والروابط الوثيقة بين شعبيهما الصديقين.

وأشار الجانبان إلى أن الأساس المتين للعلاقة الثنائية بين البلدين تعزز من خلال الشراكة الإستراتيجية التي تغطي مجالات متنوعة، بما فيها الدفاع والأمن والطاقة والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والزراعة والثقافة والصحة والتعليم والروابط الشعبية. وتم تبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية الراهنة ذات الاهتمام المشترك.

وقدم ناريندرا مودي، التهنئة للأمير محمد بن سلمان على فوز المملكة العربية السعودية باستضافة معرض إكسبو الدولي 2030، وكأس العالم لكرة القدم 2034.

وأجرى القائدان مباحثات بنّاءة حول سبل تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الهند، وترأسا الاجتماع (الثاني) لـ(مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي – الهندي).

واستعرض الجانبان التقدم المحرز في أعمال المجلس منذ اجتماعهما في شهر سبتمبر 2023، وأعربا عن ارتياحهما لنتائج عمل اللجنتين الوزاريتين: (أ) لجنة التعاون السياسي والأمني والاجتماعي والثقافي ولجانها الفرعية، و(ب) لجنة الاقتصاد والاستثمارات ومجموعات العمل المشتركة التابعة لها، في مجالات متنوعة. وفي هذا الصدد، رحبا بتوسيع (مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي – الهندي) ليشمل أربع لجان وزارية، مما يعكس تعميق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، وذلك من خلال إضافة لجنة وزارية للتعاون الدفاعي، ولجنة وزارية للتعاون في مجالي السياحة والثقافة.

وأعرب القائدان عن تقديرهما للزيارات المكثفة رفيعة المستوى المتبادلة من مختلف الوزارات، والتي عززت الثقة والتفاهم المتبادل بين الجانبين. وفي ختام الاجتماع، وقع القائدان على محضر الاجتماع (الثاني) لـ(مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي – الهندي).

وأعرب الجانب الهندي عن تقديره للمملكة لاستمرارها برعاية (2,7) مليون مواطن هندي مقيم في المملكة، مما يعكس الروابط القوية بين الشعبين. وهنأ الجانب الهندي المملكة على نجاحها في تنظيم موسم الحج لعام 2024، وأعرب عن تقديره للجهود التي تقدمها المملكة للحجاج والمعتمرين والزوار من جمهورية الهند، ومستوى التنسيق العالي بين البلدين في ما يحقق راحتهم.

ورحب الجانبان بنمو العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين في السنوات الأخيرة. وهنأ الجانب الهندي المملكة على التقدم المحرز في تحقيق أهداف رؤية 2030. وأعرب الجانب السعودي عن تقديره للنمو الاقتصادي المستدام للهند ورؤيتها المتمثلة في أن تصبح دولة متقدمة بحلول عام 2047. واتفق الجانبان على تعزيز العمل بينهما في المجالات ذات الاهتمام المشترك لتحقيق الأهداف الوطنية لكل منهما وتحقيق الازدهار المشترك.

وأعرب القائدان عن ارتياحهما للتقدم المحرز في المناقشات التي جرت في إطار (فريق العمل رفيع المستوى) الذي تم تشكيله في عام 2024؛ بهدف تعزيز تدفقات الاستثمار بين البلدين. وانطلاقًا من سعي المملكة للاستثمار في جمهورية الهند في مجالات متعددة، بما في ذلك الطاقة، والبتروكيماويات والبنية التحتية، والتكنولوجيا، والتكنولوجيا المالية، والبنية التحتية الرقمية، والاتصالات، والأدوية والتصنيع، والصحة، وتوصل (فريق العمل رفيع المستوى) إلى تفاهم في مجالات متعددة من شأنها أن تعزز تدفق الاستثمار بشكل أسرع. وأشارا إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه في إطار (فريق العمل رفيع المستوى) للتعاون في إنشاء مصفاتين. ويعدّ التقدم الذي أحرزه (فريق العمل رفيع المستوى) في مجالات مثل الضرائب إنجازًا كبيرًا لتعزيز التعاون في المستقبل. وأكد الجانبان رغبتهما في استكمال مفاوضات (اتفاقية الاستثمار الثنائية) في أقرب وقت ممكن. وأعرب الجانب الهندي عن تقديره لافتتاح مكتب لصندوق الاستثمارات العامة السعودي في جمهورية الهند ليكون بمثابة نقطة محورية لتسهيل الاستثمار من قِبل الصندوق. وأشار الجانبان إلى أن عمل (فريق العمل رفيع المستوى) يؤكد الشراكة الاقتصادية المتنامية بين الهند والمملكة، والتي تركز على النمو الاقتصادي المتبادل والاستثمارات التعاونية.

وأكد الجانبان التزامهما بتعزيز شراكتهما الاستثمارية المباشرة وغير المباشرة. وأشادا بنتائج منتدى الاستثمار السعودي – الهندي، الذي عُقد في نيودلهي في سبتمبر 2023، والتعاون الفعّال بين القطاعين العام والخاص في البلدين. وأشادا بتوسع الأنشطة الاستثمارية للشركات الهندية في المملكة، وأعربا عن تقديرهما لدور القطاع الخاص في تعزيز الاستثمارات المتبادلة، وتفعيل إطار التعاون بشأن تعزيز الاستثمار الثنائي بين الوكالة الوطنية لتشجيع وتيسير الاستثمار التابعة لحكومة الهند (Invest India) ووزارة الاستثمار في المملكة، واتفقا على تسهيل تعزيز التعاون الثنائي في منظومة الشركات الناشئة، بما يسهم في النمو والابتكار المتبادل.

وفي مجال الطاقة، اتفق الجانب الهندي على العمل مع المملكة لتعزيز استقرار أسواق النفط العالمية وتحقيق التوازن في ديناميكيات سوق الطاقة العالمية. وأكدا ضرورة ضمان أمن إمدادات جميع مصادر الطاقة في الأسواق العالمية. واتفق الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في عدة مجالات بقطاع الطاقة، تشمل إمدادات النفط الخام ومشتقاته بما في ذلك غاز البترول المسال، والتعاون في برنامج احتياطي النفط الإستراتيجي الهندي، والمشاريع المشتركة في قطاعي التكرير والبتروكيماويات بما في ذلك الصناعات التحويلية والمتخصصة، والاستخدامات المبتكرة للهيدروكربونات، والكهرباء، والطاقة المتجددة، بما في ذلك استكمال الدراسة المشتركة التفصيلية للربط الكهربائي بين البلدين، وتبادل الخبرات في مجالات أتمتة الشبكات، وربطها، وأمن ومرونة الشبكات الكهربائية، ومشاريع الطاقة المتجددة، وتقنيات تخزين الطاقة، وتعزيز مشاركة الشركات من الجانبين في تنفيذ مشاريعها.

وأكد الجانبان أهمية التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر/النظيف بما في ذلك تحفيز الطلب، وتطوير تقنيات نقل وتخزين الهيدروجين، وتبادل الخبرات والتجارب لتطبيق أفضل الممارسات. وأكدا أهمية العمل على تطوير سلاسل التوريد والمشاريع المرتبطة بقطاع الطاقة، وتمكين التعاون بين الشركات، وتعزيز التعاون في مجال كفاءة الطاقة، وترشيد استهلاكها في قطاعات المباني والصناعة والنقل، ورفع مستوى الوعي بأهميتها.

وفيما يخص تغير المناخ، أكد الجانبان أهمية الالتزام بمبادئ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، وضرورة وضع وتنفيذ اتفاقيات مناخية تركز على الانبعاثات دون المصادر. وأشاد الجانب الهندي بإطلاق المملكة مبادرتي (السعودية الخضراء)، و(الشرق الأوسط الأخضر)، وأعرب عن دعمه لجهود المملكة في مجال تغير المناخ. وأكد الجانبان أهمية التعاون المشترك لتطوير تطبيقات الاقتصاد الدائري للكربون من خلال تعزيز السياسات التي تستخدم الاقتصاد الدائري للكربون كأداة لإدارة الانبعاثات وتحقيق أهداف تغير المناخ.

وأعرب الجانب السعودي عن تقديره لمساهمات جمهورية الهند في العمل المناخي العالمي من خلال مبادرات رائدة مثل (التحالف الدولي للطاقة الشمسية)، و(شمس واحدة، عالم واحد، شبكة واحدة)، و(تحالف من أجل البنية التحتية المقاومة للكوارث) (CDRI)، و(نمط الحياة من أجل البيئة) (LiFE)، و(الائتمان الأخضر العالمية).

وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للنمو المطرد في التجارة الثنائية في السنوات الأخيرة، حيث تعد جمهورية الهند (ثاني) أكبر شريك تجاري للمملكة، وتعد المملكة (خامس) أكبر شريك تجاري لجمهورية الهند في الفترة (2023-2024). واتفق الجانبان على مواصلة تعزيز التعاون لتنويع التجارة البينية. وفي هذا الصدد، اتفقا على أهمية تكثيف زيارات الأعمال، والوفود التجارية، وتنظيم فعاليات تجارية واستثمارية في البلدين. وفي هذا السياق، عبر الجانبان عن رغبتهما في بدء مفاوضات اتفاقية (التجارة الحرة بين الهند ومجلس التعاون الخليجي).

وأعرب الجانبان عن تقديرهما لتعزيز العلاقات الدفاعية بين البلدين باعتبارها ركيزة أساسية للشراكة الإستراتيجية بينهما، وذلك من خلال إنشاء لجنة وزارية للتعاون الدفاعي تحت مظلة (مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي – الهندي). وأعربا عن ارتياحهما لما حققه تعاونهما الدفاعي المشترك، بما في ذلك العديد من المبادرات الرائدة، ومن أبرزها تنفيذ أول تمرين ميداني للقوات البرية (صدى تنسيق)، وتمرينين بحريين (المحيط الهندي)، إلى جانب العديد من الزيارات رفيعة المستوى، والتدريبات المتبادلة، بما يسهم في أمن المنطقة واستقرارها. ورحب الجانبان بنتائج الاجتماع (السادس) لـ(اللجنة المشتركة للتعاون الدفاعي) الذي عُقد في مدينة الرياض في شهر سبتمبر 2024، مشيرين إلى بدء المحادثات على مستوى الأركان بين القوات (البحرية، البرية، الجوية) في البلدين، واتفقا على تعزيز التعاون في مجال الصناعات الدفاعية.

وأشاد الجانبان باستمرار التعاون بين البلدين في المجالات الأمنية، وأكدا أهمية هذا التعاون لتعزيز الأمن والاستقرار. كما أكدا أهمية تعزيز التعاون بينهما في مجالات الأمن السيبراني، وأمن الحدود البحرية، ومكافحة الجريمة العابرة للحدود، ومكافحة المخدرات والاتجار بها.

أخبار ذات صلة

وأدان الجانبان بأشد العبارات الهجوم الإرهابي المروع الذي وقع في (باهالجام) في جامو وكشمير، بتاريخ 22 أبريل 2025، والذي أودى بحياة مدنيين أبرياء. وفي هذا السياق، أدان الجانبان الإرهاب والتطرف العنيف بجميع أشكاله ومظاهره. واتفقا على أنه لا يمكن تبرير أي عمل إرهابي مهما كان السبب. وعبرا عن رفضهما أي محاولة لربط الإرهاب بأي عرق أو دين أو ثقافة. ورحبا بالتعاون المتميز بين الجانبين في مكافحة الإرهاب وتمويله، وأدانا الإرهاب العابر للحدود. ودعا الجانبان جميع الدول إلى رفض استخدام الإرهاب ضد الدول الأخرى، وتفكيك البنية التحتية للإرهاب حيثما وُجدت، وتقديم مرتكبيه إلى العدالة على وجه السرعة، وشددا على ضرورة منع الوصول إلى الأسلحة بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيّرة لارتكاب أعمال إرهابية ضد دول أخرى.

وأشاد الجانبان بالتعاون القائم في مجال الصحة والجهود المبذولة لمكافحة المخاطر والتحديات الصحية الحالية والمستقبلية. ورحبا بتوقيع (مذكرة التفاهم للتعاون في مجال الصحة بين البلدين). وقدم الجانب الهندي التهنئة للجانب السعودي على استضافة المملكة الناجحة لـ(المؤتمر الوزاري الرابع بشأن مقاومة مضادات الميكروبات) الذي عقد في مدينة جدة في شهر نوفمبر 2024. ورحب الجانب الهندي بالمبادرات التي اتخذتها الهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة لمعالجة القضايا المتعلقة بالتسعير المرجعي والتسجيل السريع للأدوية الهندية في المملكة. ورحب الجانبان بتمديد (مذكرة التفاهم للتعاون في مجال تنظيم المنتجات الطبية) بين الهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة والهيئة المركزية للرقابة على معايير الأدوية في جمهورية الهند لمدة خمس سنوات إضافية.

وأكد الجانبان أهمية التعاون في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك المجالات الجديدة والناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وأشباه الموصلات. واتفقا على أهمية الحوكمة الرقمية واستكشاف آفاق التعاون في هذا المجال. وأعربا عن ارتياحهما لتوقيع (مذكرة التفاهم للتعاون في القطاعين التنظيمي والرقمي) بين هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في المملكة وهيئة تنظيم الاتصالات في جمهورية الهند.

وأشار الجانبان إلى أن مذكرة التفاهم بشأن التعاون الفضائي الموقعة خلال هذه الزيارة ستمهد الطريق لتعزيز التعاون في مجال الفضاء، بما في ذلك استخدام مركبات الإطلاق والمركبات الفضائية والأنظمة الأرضية، وتطبيقات تكنولوجيا الفضاء، والبحث والتطوير، والمشاركة الأكاديمية، وريادة الأعمال.

وأشاد الجانبان بعمق الروابط الثقافية والشعبية بين البلدين، ورحبا بإنشاء لجنة وزارية للتعاون الثقافي والسياحي في إطار مجلس الشراكة الإستراتيجية. واتفق الجانبان على تعزيز التعاون من خلال التبادلات الثقافية والمهرجانات والتعاون في مجال التراث الثقافي وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك. كما اتفقا على تعزيز التعاون في مجال السياحة، بما في ذلك من خلال بناء القدرات والسياحة المستدامة. كما أشارا إلى توسع الفرص المتاحة في مجالات الإعلام والترفيه والرياضة، مدعومة بالروابط الشعبية المتينة بين البلدين.

وأشاد الجانبان بمستوى التعاون الثقافي بين المملكة وجمهورية الهند من خلال المشاركة الفاعلة في القطاعات الرئيسية بما فيها التراث، والسينما، والأدب، والفنون الأدائية والبصرية. واتفقا على أن إنشاء لجنة وزارية معنية بالسياحة والتعاون الثقافي تحت مظلة (مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي – الهندي)، سيكون خطوةً مهمة نحو تعميق هذه الشراكة.

وأعرب الجانبان عن تقديرهما للتعاون طويل الأمد بين البلدين في مجالات الزراعة والأمن الغذائي، بما في ذلك تجارة الأسمدة. وعبرا عن سعيهما إلى إبرام اتفاقيات طويلة الأجل لضمان إمدادات آمنة، والاستثمارات المتبادلة، والمشاريع المشتركة، بما يسهم في بناء تعاون إستراتيجي طويل الأمد في هذا المجال.

وأشاد الجانبان بالزخم المتزايد في التعاون التعليمي والعلمي بين البلدين، مؤكدين على أهميته الإستراتيجية في تشجيع الابتكار، وبناء القدرات، والتنمية المستدامة. ورحب الجانب السعودي بالفرص المتاحة للجامعات الهندية الرائدة للتواجد في المملكة.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل والموارد البشرية، وتحديد فرص التعاون.

واستذكر الجانبان توقيع (مذكرة التفاهم حول مبادئ الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا مع دول أخرى) في شهر سبتمبر 2023 خلال الزيارة الرسمية للأمير محمد بن سلمان إلى الهند، وأعربا عن التزامهما المتبادل بالعمل معاً لتحقيق رؤية الربط على النحو المتوقع في الممر؛ بما في ذلك تطوير وإعادة تأهيل البنية التحتية التي تشمل السكك الحديدية، وربط الموانئ، لزيادة مرور السلع والخدمات، وتعزيز التجارة بين أصحاب المصلحة، وربط البيانات، وربط الشبكة الكهربائية. وفي هذا الصدد، رحب الجانبان بالتقدم المحرز في إطار (مذكرة التفاهم بشأن الربط الكهربائي، والهيدروجين النظيف/الأخضر، وسلاسل التوريد) الموقعة في شهر أكتوبر 2023، كما أعرب الجانبان عن ارتياحهما لزيادة خطوط الشحن بين البلدين.

واتفق الجانبان على أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في المنظمات والمحافل الدولية، بما فيها (مجموعة العشرين)، و(صندوق النقد والبنك الدوليين)، لدعم جهود مواجهة التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي. وأشادا بالتعاون القائم بينهما في إطار العمل المشترك لمعالجة الديون بما يتجاوز نطاق (مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين) التي صادق عليها قادة دول مجموعة العشرين في قمة المجموعة برئاسة المملكة لعام 2020. وشددا على أهمية تعزيز تنفيذ الإطار المشترك باعتباره المنصة الرئيسية والأشمل للتنسيق بين الدائنين الرسميين (الدائنين من الدول النامية ودائني نادي باريس) والقطاع الخاص لمعالجة ديون الدول المؤهلة.

وتم خلال الزيارة التوقيع على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التالية:

1 -مذكرة تفاهم بين وكالة الفضاء السعودية وإدارة الفضاء الهندية في مجال الأنشطة الفضائية للأغراض السلمية.

2 -مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية ووزارة الصحة والرعاية الأسرية في جمهورية الهند للتعاون في المجالات الصحية.

3 -اتفاقية ثنائية بين مؤسسة البريد السعودي ووزارة البريد الهندية بشأن الطرود البريدية الخارجية الواردة.

4 -مذكرة تفاهم بين اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات والوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات في جمهورية الهند، للتعاون في مجال التوعية والوقاية من المنشطات.

واتفق الجانبان على عقد الاجتماع (القادم) لـ(مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي الهندي) في موعد يتم الاتفاق عليه بين الجانبين.

وفي الشأن اليمني، أكد الجانبان دعمهما الكامل للجهود الدولية والإقليمية الرامية للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة في اليمن. وثمن الجانب الهندي جهود المملكة ومبادراتها الرامية إلى تشجيع الحوار والوفاق بين الأطراف اليمنية، ودورها في تقديم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة مناطق اليمن. كما أشاد الجانب السعودي بجهود جمهورية الهند في تقديم المساعدات الإنسانية لليمن. واتفق الجانبان على أهمية التعاون لتعزيز سبل ضمان أمن وسلامة الممرات المائية وحرية الملاحة بما يتماشى مع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

وفي ختام الزيارة، أعرب رئيس وزراء جمهورية الهند ناريندرا مودي، عن شكره وتقديره لولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، على ما لقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وعن أطيب تمنياته للشعب السعودي الصديق بالمزيد من التقدم والازدهار. كما أعرب ولي العهد عن أطيب تمنياته لرئيس وزراء جمهورية الهند ناريندرا مودي، والشعب الهندي الصديق المزيد من التقدم والرقي.

Continue Reading

السياسة

فلسطين وأزمات المنطقة.. ملفات على طاولة الدورة الـ 163 لوزراء الخارجية العرب

وسط تصاعد التحديات الإقليمية وتسارع التطورات الدولية تعقد أعمال الدورة 163 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى

وسط تصاعد التحديات الإقليمية وتسارع التطورات الدولية تعقد أعمال الدورة 163 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية اليوم (الأربعاء) برئاسة الأردن، رئيس الدورة، في اجتماع يُعد محطة محورية لتوحيد المواقف العربية وصياغة إستراتيجيات مشتركة، ويضع الاجتماع على عاتقه معالجة قضايا ملحة من القضية الفلسطينية والأزمة السودانية إلى الأمن المائي ومكافحة الإرهاب وسط آمال بتعزيز العمل العربي المشترك سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

الحرب الإسرائيلية على غزة

تتصدر مناقشات الوزراء العرب القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي أودت بحياة أكثر من 51 ألف قتيل و116 ألف مصاب منذ 7 أكتوبر 2023، مع فرض إسرائيل حصاراً خانقاً وإغلاق معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة ومنع دخول المساعدات لأكثر من 50 يوماً.

ويبحث الوزراء متابعة التطورات السياسية بعد مخرجات القمة العربية الطارئة التي استضافتها القاهرة في مارس الماضي التي تبنت الخطة المصرية للتعافي وإعادة إعمار غزة، والتي أصبحت خطة عربية إسلامية بموافقة المجلس الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب الجهود العربية لزيادة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين خصوصاً مع اقتراب انعقاد المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين المقرر في يونيو 2025 برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا.

كما يتناول جدول الأعمال تفعيل مبادرة السلام العربية التي اعتمدتها قمة بيروت 2002 وقدمتها السعودية والانتهاكات الإسرائيلية في القدس المحتلة ودعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني والتصدي لسرقة إسرائيل للمياه في الأراضي المحتلة بما فيها الجولان السوري في ظل جهود الوساطة المصرية القطرية لهدنة طويلة الأمد في غزة.

مخاطر التسليح النووي

ويبحث وزراء الخارجية العرب مخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والسلام الدولي وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، حيث يُعد التسلح الإسرائيلي خصوصاً ترسانتها النووية غير الخاضعة للرقابة الدولية تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي والاستقرار الإقليمي، وتشير تقديرات إلى أن إسرائيل تمتلك ما بين 80 إلى 400 رأس نووي ما يجعلها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك أسلحة نووية دون التصديق على معاهدة حظر الانتشار النووي.

وتُعتبر مبادرة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية هدفاً إستراتيجياً للدول العربية أُطلقت عام 1974 وأُدرجت في قرارات الأمم المتحدة منذ 1980، تهدف إلى نزع جميع أسلحة الدمار الشامل «نووية وكيميائية وبيولوجية» من المنطقة، مع ضمان التزام جميع الدول بما في ذلك إسرائيل بمعاهدات الحد من التسلح.

أزمات المنطقة العربية

أخبار ذات صلة

يبحث وزراء الخارجية العرب الأوضاع في السودان وسط تصاعد الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي أودت بحياة الآلاف وتسببت في نزوح واسع داخل السودان وخارجه وأزمة مجاعة تهدد نصف السكان البالغ عددهم 50 مليون نسمة، حيث فرّ نحو 13 مليون شخص من ديارهم ولجأ 4 ملايين إلى دول مجاورة وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، كما تشمل الملفات المهمة على جدول أعمال الدورة الـ163 تطورات الأوضاع في ليبيا واليمن والصومال والتضامن مع لبنان وأمن الملاحة وإمدادات الطاقة في الخليج العربي والسد الإثيوبي مع التأكيد على دعم وحدة وسيادة الصومال.

الأمن المائي العربي

يبرز ملف الأمن المائي كبند حيوي ضمن مناقشات وزراء الخارجية مع التركيز على «سرقة إسرائيل للمياه» في الأراضي المحتلة بما في ذلك الجولان السوري والضفة الغربية وضرورة التدخل الدولي لحماية الحقوق المائية العربية وفق اتفاقية جنيف الرابعة، كما يدعم الوزراء موقف مصر والسودان ضد الإجراءات الأحادية لإثيوبيا في سد النهضة، مطالبين باتفاق ملزم يضمن حصص المياه، ويناقشون إستراتيجيات لتعزيز الأمن المائي تشمل تطوير الموارد غير التقليدية «تحلية المياه وإعادة تدوير المياه المعالجة» وتحسين كفاءة الري بنسبة 20-30% عبر التقنيات الحديثة وإنشاء صندوق عربي مشترك لتمويل مشاريع المياه.

تحضيرات القمة العربية الـ34

يُناقش الوزراء تحضيرات القمة العربية الـ34 التي ستستضيفها بغداد في 17 مايو 2025 للمرة الأولى منذ 2012، وهو حدث يعكس عودة العراق إلى الساحة العربية بقوة بعد سنوات من التحديات الأمنية والسياسية، ويضمنون مشاركة واسعة للقادة العرب، إذ أُرسلت دعوات رسمية إلى قادة الدول العربية، وتتضمن التحضيرات وضع أجندة شاملة تتناول إعادة إعمار غزة والأمن المائي ومكافحة الإرهاب، إلى جانب تعزيز التكامل الاقتصادي عبر تفعيل منطقة التجارة الحرة العربية.

التعاون الاقتصادي

يُعد ملف التعاون الاقتصادي أحد أهم الملفات على طاولة الوزراء، مع التركيز على تفعيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى التي أُطلقت عام 1997 لإزالة الحواجز الجمركية وتسهيل التجارة البينية، لكن التقدم تباطأ بسبب التحديات السياسية واللوجستية إذ لم تتجاوز التجارة البينية 10% من إجمالي التجارة الخارجية العربية، ويبحث الوزراء سبل تسريع تنفيذ الاتفاقية عبر تبسيط الإجراءات الجمركية وتوحيد المعايير الفنية وتعزيز البنية التحتية للنقل واللوجستيات.

Continue Reading

السياسة

«الخزانة الأمريكية»: عقوبات جديدة على قطب الغاز الإيراني سيد جمعة

أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة أمس (الثلاثاء) على قطب الغاز الطبيعي الإيراني سيد أسد الله إمام جمعة

أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة أمس (الثلاثاء) على قطب الغاز الطبيعي الإيراني سيد أسد الله إمام جمعة وشبكته التجارية، وذلك مع استمرار المحادثات مع طهران بشأن برنامجها النووي.

وقالت الوزارة في بيان لها إن الشبكة التجارية لإمام جمعة تتحمل مسؤولية شحن كميات من غاز البترول المسال والنفط الخام من إيران إلى الأسواق الخارجية بمئات الملايين من الدولارات.

أخبار ذات صلة

من جهة أخرى، أعلنت طهران تأجيل الاجتماعات الفنية مع الولايات المتحدة المقررة إلى يوم السبت.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .