الثقافة و الفن
منح نوبل لأدونيس دون درويش !
مثلما كان الأمر دائما، وكما هو الشّأن في كلّ مرّة يتمّ فيها الإعلان عن أسماء الفائزين بإحدى الجوائز الأدبيّة،
مثلما كان الأمر دائما، وكما هو الشّأن في كلّ مرّة يتمّ فيها الإعلان عن أسماء الفائزين بإحدى الجوائز الأدبيّة، كيفما وأينما كانت، جهويّة أم وطنيّة. عربيّة أو عالميّة، فقد صاحب الإعلان عن فوز الشّاعر الكبير- أدونيس – بجائزة نوبل للآداب لهذه السّنة الكثير الكثير من التململ واللّغط والهمز والغمز. وكأنّه كان هناك مرشّح عربي أهمّ من أدونيس لنيل هذه الجائزة المتواضعة.
وقد وصلت الوقاحة ببعض أنصاف وأرباع المثقّفين وأشباه الكتّاب من الكتبة المحلّيين، لحدّ التشكيك صراحة في نزاهة الجائزة وحيادها، زاعمين أنّ رئيس لجنة التّحكيم الذي يتمتّع (حسب القانون الدّاخلي لهيئة الجائزة) بأربعة أصوات، مقابل صوت واحد لكلّ عضو من بقيّة الأعضاء، قد لعب دورا رئيسا من جديد في التّأثير على زملائه، وكأنّ ذلك ليس من حقّه الذي يضمنه له القانون الدّاخلي الواضح، وضميره ككاتب لا يرقى الشّكّ لنزاهته إضافة لعدم ارتباطه بأيّ جهة سياسيّة أو تكتّل خطّي في أيّ يوم من الأيّام.
وبالرّغم من أنّ الجميع كان يعرف بأنّ أدونيس أكثر المرشّحين للجائزة جدارة بنيلها، فلم يكن الأمر سهلا كما يظنّ البعض، فقد كانت هناك أيضا ظروف موضوعيّة هامّة لم يكن من البساطة تجاهلها، كما كانت هناك عدّة أسماء كلّ منها يستحقّ الجائزة وأكثر.
وبمجرّد الإعلان عن الجائزة على السّاعة التّاسعة والنّصف، مساء الخميس الفارط، تجمّع العديد من المثقّفين بمقهى العالم الواحد بمنطقة شفانتالا- شتراسيا- بميونيخ وسرعان ما انقسموا إلى مجموعتين، احتلّتا يمين ويسار الطّاولات المنتشرة بالبهو والفسحة. وسمع الكثير من اللّغط، والجدال الحادّ، خاصّة عند الطّاولة الثّانية يمينا، التي تجمّع حولها العديد من أعضاء النّادي الفلسطيني، ورغم عدم درايتهم بالموضوع والحيثيّات، ورغم عدم اهتمامهم بالأدب أصلا، فضلا عن الشّعر، فقد كانوا مستائين جدّا من أنّ الجائزة لم تمنح لشاعرهم محمود درويش المعروف جدّا خاصّة بين أفراد الجاليّة السّوريّة والفلسطينيّة بل إنّه يحظى أيضا بمساندة العديد من المهاجرين المغاربة الذين يحفظون قصيدة – مديح الظلّ العالي – عن ظهر قلب، إضافة لبعض المقاطع المناسبة من ديوانه -لماذا تركت الحصان وحيدا- تصلح في صورة حفظها مشكولة مع أبيات أخرى لأبي الطيّب المتنبّي ولأبي نوّاس للاستشهاد بها خلال الحوارات والنّقاشات السّاخنة التي تتشكّل عفويّا أو بمواعيد مضبوطة مسبقا بشارع شفابينغ وشارع شيلنغ بميونيخ.
وحتّى يكون الأمر واضحا، ولقطع دابر كلّ الشائعات المغرضة، فقد بيّن السيّد رئيس لجنة التّحكيم الأسباب التي من أجلها تمّ منح الجائزة للشّاعر العربيّ الكبير أدونيس، وليس للشّاعر الفلسطيني محمود درويش، ولخّص هاته الأسباب في أربع نقاط جوهريّة كانت كالتّالي:
1- أسباب علميّة بحتة: منها أنّ وظيفة الشّعر التّحرّش بقانون الجاذبيّة:
ذلك أنّ الكائن البشري لا يزال يتعرّض لإهانات مخزية، بدأت بمقايضة قيمته بتفّاحة لا قيمة لها، كانت السّبب في بطحه إلى الأرض وتركه لمصيره الذي لم يختره في يوم من الأيّام. وكأنّ ذلك لم يكف، فقد لعبت نفس الثّمرة اللّعينة دورا خطيرا في إذلال الأحفاد مستغلّة سذاجتهم وقصور بصيرتهم وبصرهم، بغواية العلم هذه المرّة، فكان أن تساقطت تفّاحة أخرى على رأس المدعوّ نيوتن، نافثة فيه من غنج سمّها ما جعله يعتقد بأنّه اكتشف قانونا خطيرا، يتمثّل (يا للبلاهة) في انتباهه إلى أنّ التّفاح يسقط فعلا ولا يطير، وبذلك شرّع لقبول قانون الجاذبيّة الفاشي الذي سرعان ما فرّخ العديد من القوانين الأخرى انتهت بوباء الكهرباء والعياذ بالله، وغيره من القوانين والأمراض التي كانت تنهش شاعريّة الكون والعناصر من الدّاخل، وكان من آثار ذلك ما تعرفون من إخضاع الورد لدبابيس المجهر وصولا للبول فوق سطح القمر وإرسال الكلبة الهجينة لايكه للدّوران حوله قبل ذلك، كمزيد من الإذلال والحطّ من أهمّ ما كان يلهم الشّعراء البائسين لوصف من يحبّون أو ببساطة للشّكوى والمناجاة، فكان صباحا أغبر ونذير شؤم حين نفثوا في كلّ الأجهزة الخشبيّة في ذلك الوقت صورا تبيّن – يا للفضيحة – فعلا أنّ القمر كوكب قبيح وتافه وأنّ قلبه ميّت وجاف.
فكان التّفاح بذلك ألدّ أعداء الشّعر. الشّعر الذي يتماهى أساسا بتجاوز القوانين الثّابتة
والعطاء بدل الأخذ والتسامح بدل العقاب، والوعد بدل الوعيد والارتفاع بدل السّقوط.
2- ما دخل كلّ ذلك في منح الجائزة لأدونيس وليس لمحمود درويش؟
الجواب سهل وبسيط، فشعر محمود درويش متدلّق إلى الأرض. مرتبط بها ارتباطا لا سبيل للفكاك منه. ولولا نفس قطعة الأرض تلك المدنّسة بالدّم والتي كانت عبر كلّ العصور مذبحا ومسرحا لسفك دماء لا نهاية لكفكفة نزيفها، لما كان محمود درويش، أو الأصحّ لكان محمود درويش، ذلك أنّه أبدع في مواضع كثيرة رغم كلّ ثقل تاريخ أرضه الصّغيرة وحدّة أسياخ جغرافيّتها. واستطاع أن يكون مع الوقت ما يشبه ضميرا يتكلّم بلسان أمّة مظلومة مقهورة، فكان خطابه ومشروعه الشّعري مشدودا بذلك لمواقف وأحداث آنيّة، هيّ طويلة نسبيّا بقياس متوسّط العمر البشري، ولكنّها لا شيء أمام ديمومة الشّعر، ومتوسّط حيّز الخلود والتّاريخ خارج جغرافيّة التّاريخ وحدوده.
مقابل ذلك، نجد أنّ شعر أدونيس يحلّق بعيدا بعيدا عن هذه المدارات المحدودة، فقد انتبه منذ زمن طويل إلى أنّ قضيّة الشّعر هيّ تخليصه من كلّ ما هوّ أرضيّ فيه. فكانت الأرض بالنّسبة له بقعة تحت قدميه تذكّره بفضاضة عسكريّة، أنّه ليس إلهاً. وكانت علاقته بها علاقة الفطن لخطورة أمومة الأنثى في أسر طينتها ووليدها. فكان في أغلب شعره مارقا متحدّيا فاضحا لمكر الأرض والعلم والزّمن وكلّ العصابة المتحالفة ضدّ تحرّر الشّعر واستقلاليّته وأعاد الاعتبار لوظيفة العناصر الممكنة بمحاولة خلقها من جديد ثمّ تسميتها، بدل تكريسها وإعادة تجريبها وتلمّسها على اعتبار أنّها كانت موجودة بالفعل قبل وجودها الأصلي. (وعلّمنا آدم الأسماء كلّها).
لذلك فليس من الغريب في ضوء كلّ هذه المعطيات أن يعرف محمود درويش ببيته الشّهير – نازلا من نخلة الجرح القديم إلى تفاصيل البلاد …-
في حين يجيبه أدونيس من هناك، من السّماء التي سوّاها، قائلا: (حاضنا سنبلة الوقت ورأسي برج نار…) ومن خلال مئات الأمثال المشابهة تتوضّح لنا ملامح الهمّ الحقيقي لكلّ منهما، متراوحا بين إطارين، الزّمان والمكان.
3- أسباب وعوائق لغويّة أيضا، تفضح التّرجمة بعضها بحدّة مؤلمة:
من البديهيّ أن يكون الشّعر عالميّا. ذلك أنّ كتابته أوّل الأمر بلغة معيّنة لا تفقده شيئا من تعاليه على كلّ اللّغات، وأنّ ذلك لم يكن إلاّ لقصور ومحدوديّة إمكانيّات تدوينه. فاللّغة، كلّ لغة صندوق صغير مصنوع بعناية من خشب أو طين الأرض وفق حاجيّات ملّحّة للتّواصل، وهي تتآكل من جوانب وتينع من جوانب أخرى، حسب الحاجة وتغيّر أمكانيّات الاتّصال والانفصال. ووفق تراكم متقاطع.
ولا غرابة أن نجد أنّ أبسط مساعد كيميائي يعرف من أسماء الزّهور ووظائفها أكثر من أيّ شاعر بنفس الزّمن والأرض. وربّما بسبب ذلك، بقي الشّعر متخلّفا في أغلب مناطق الأرض، عبر كلّ العصور، ما عدا بعض البلدان الأقلّ مصابا، كالصّين مثلا أو اليونان بسبب كبرياء ابداعيّة خاصّة جدّا. في حين نجد أنّ الشّعر العربي كان في أغلب الوقت مجرّد استعراض عضلات في إتقان لعبة اسمها التبييت لركوب بحر. والمحافظة بحذر في مسك رويّ وتوزيع الجراح بين صدر وعجز. هذا طبعا باستثناء بعض الحالات النّادرة جدّا استطاعت التحايل والخروج من هذا المأزق بقدرة شياطين أصحابها بالأساس ومنهم بعض أصحاب المعلّقات وثلاثة شعراء من العهد الأموي ثمّ مثل ذلك من العهد العبّاسي ونفس العدد موزّع على ألف سنة أخرى.
ولم تعرف التّجربة الإنسانيّة فترة لازدهار الشّعر مثل هذا القرن الذي نعيشه ونصف القرن الذي سبقه، حيث أمكن لنا عبر ترجمات متقنة وتقارب حدود الأرض من تطوير أدواتنا للفهم والتّذوّق وقبول الشّعر كتجربة إنسانيّة تخاطب الكائن البشري من داخل قضبان ضلوعه، فكان من نتاج ذلك أن تمدّدت مفاصل القصيدة أوّل الأمر، متخلّصة من حدودها المتخشّبة لتلد قصيدة تّفعيلة حسناء فتيّة يانعة، لكنّها تلوك الكثير من معتقدات أمّها وتكاد ترفل في نفس الثّوب التقليدي الدّاكن، بعد أن تمّ تفصيله لها من جديد بحيث أصبح أكثر إغراء وانحصارا عند الصّدر والكفل والرّكبتين وبعض الثّنايا الأخرى كما يليق بفتاة جميلة ومتحضّرة وتفهم الدنيا، في ذلك الوقت وبمقاييسه. ثمّ لم تلبث أن انتصرت طبيعة الشّعر كما كان عليه منذ البدء أن يكون، ولم يكن من الممكن إعادة المارد المخصيّ المبنّج لقمقمه بعد ذلك، فرمى بكلّ القيود مذكّرا إيّانا بصيحة شمشوم الجبّار حين جذب إليه بالعامودين صارخا:
«عليّ وعلى أعدائي». … ولا أرى داعيا للتّذكير بأنّ أدونيس كان وراء كل ذلك.
وهو الذي هندس بتخطيط جبّار بدأ بمراجعته للثّابت والمتحوّل مع كثير من الشّاعريّة أمكن تطويرها بصبر ومهارة مذهلة، لم يكن من الممكن اكتسابها ولا تعلّمها. وهو بذلك كان أيضا، كان المتسبّب في فقء عين الدّمّلة ليحدث الجرح الضّروري. ومن المؤكّد أنّ الحشرات ستلعق من عطب هذا الجرح، ومن المؤكّد أنّ الجراثيم ستزيد رخوته وبطء التئامه، ولكنّ الأمل كبير، ولم يكن في أيّ وقت من الأوقات أكبر، لرجوع الشّعر لأصوله وعافيته، ولعب دوره الحقيقي والنّبيل في الإساءة لحرّاس القيود من الكائنات والجماد والظّنون، وفضح مزاعم ومكر العلم.
في ضوء كلّ ذلك، تساعد التّرجمة الجيّدة في الإسراع بوصول الشّعر لغايته من ناحيّة، ثم إنّها تتّخذ دور الحكم المحايد في غربلة خام الشّاعريّة
وفائض الشّعر من المحلّيّة و الشّعارات والتّحذلق وبقايا المقوّيات والدّسم المضرّ.
وقد بدأنا فعلا في التّمتع بثمار ذلك منذ ترجمة رامبو وليركه وغوته ونيرودا وقبلهم بوشكين وليرمنتوف ودافيدوف ويلسين وبودلير ومئات من الأسماء التي ساهمت في نقاحة جسم الشّعر العالمي العليل، بشدّ بعضه بعضا وتبادل الوظائف والخبرة بين مراكز تجمّع خلاياه. وسيكون لكلّ نصّ شعري حقيقيّ ومتين مترجم دور هامّ في التّخلّص من الدّاء والخدر.
والآن أطرح سؤالا ماكرا، ولن أجيب عليه:
ماذا استفاد الآخرون وماذا استفاد الشّعر العالمي من ترجمة محمود درويش؟ لنقل مثلا بالألمانيّة أو اليابانيّة أو البلغاريّة أو حتّى الهولنديّة:
(وكنت وحدي…أه يا وحدي ….؟؟؟!!!)
شخصيّا حاولت الكثير إقناع سيّدة ألمانيّة تعبد الشّعر بقصائد لمحمود درويش مستعينا بترجمات بين يديّ محترمة جدّا، وهي أفضل ما يوجد في سوق الكتب، ولكنّها كانت تنظر لي ببلاهة ثمّ بشفقة قبل أن تطلب كأس جين آخر.
طيّب، لقد سحرتها في نفس اللّيلة حين قرأت لها ما أحفظ من شعر أدونيس، وكانت تتنهّد كامل الوقت، حتّى أنّها سألتني إن كان يأكل بلحا ويركب الجمال مثلنا… وهي الآن تعلّق صورته حين كان في الخمسين من العمر في قاعة الضّيوف، وتلوي شفتيها حين يسألها زائر عن الصّورة، وتجيبه: أندونس !!
4- أنّ جائزة نوبل جائزة متواضعة، لكنّ مؤسّسها يمنحها لمن يشاء:
بعد كلّ هذه الشّروح، فإنّ جائزة نوبل جائزة شخصيّة ومتواضعة يمنحها النّادي الثّقافي أبو القاسم الشّابي بميونيخ، وبالتّحديد رئيسه والمشرف عليه شخصيّا، القيرواني المتواضع، كمال العيّادي الكينغ، للمبدعين الأحياء أو الأموات، وقيمتها مبلغ مئة وسبعين أورو يعلم الله كيف وفّرناه، إضافة لقلم حبر جيّد ومحفظة جلديّة من الصّناعات التّقليديّة التونسيّة.
ويمكن لكلّ شخص لم يعجبه قرار منحي للجائزة لأدونيس أن يبعث بنفسه جائزة ويمنحها لمن يشاء ممّن يراه جديرا بذلك. دون التّهجّم على شخصي بدون موجب.
أنا حرّ أن أهب جائزتي لمن أشاء. وربّما غيّرت اسمها أيضا حتّى لا يظنّ الصّائدون في الماء العكر المتربّصون بي وبالنّادي الثّقافي الذي أشرف عليه بميونخ أنّني سميتها كذلك لاستغلال اسم جائزة عالميّة معروفة جدّا تكتب بحرف الباء
B – NOBEL
وليس بحرف الباء اللاّتينيّة التي يكتبها الكثير بدمغ ثلاث نقاط في الأسفل.
P / NOPEL
كما هوّ الشّأن مع جائزتي هذه، التي أمنحها لنفسي ولأصدقائي ممّن أؤمن بهم حقّا، وأفعل ذلك بكلّ نزاهة، مقتطعا قيمتها من مصروفي الشّخصي وعلى حساب ميزانيّة النّادي الذي أموّله منذ ثلاث سنوات بنفسي. رافضا أن يركبه أيّ حمار أو بغل، يأكل من زادي ويمسكني على حدّ قول المتنبّي. ثمّ بصراحة ليست مشكلتي أنّ الحروف الأبجديّة توفّر حرف الباء (B) بكرم حاتميّ ولكنّك لا تجد بها حرف الباء (P) المقصود لحدّ اليوم.
الثقافة و الفن
السعودية تستعرض تراثها في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو
تشارك السعودية في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو لإبراز التراث الوطني والحرف اليدوية، تعزيزاً للتبادل الثقافي وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
تستعد المنظومة الثقافية في المملكة العربية السعودية لتسجيل حضور لافت ومميز في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera) الدولي، الذي يُقام سنوياً في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه المشاركة في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لتعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، وتسليط الضوء على الإرث الحضاري والتراثي الغني الذي تتمتع به مناطق المملكة المختلفة، وذلك من خلال استعراض مجموعة واسعة من الحرف اليدوية والفنون التقليدية التي تعكس الهوية السعودية الأصيلة.
أهمية معرض أرتيجانو آن فييرا عالمياً
يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» واحداً من أهم وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والصناعات التقليدية في العالم. يمتد تاريخ هذا الحدث لسنوات طويلة، حيث تحول إلى منصة عالمية تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم. ويوفر المعرض فرصة فريدة للزوار لاستكشاف ثقافات الشعوب من خلال منتجاتهم اليدوية، مما يجعله جسراً للتواصل الإنساني والثقافي. وتكتسب المشاركة السعودية في هذا المحفل أهمية خاصة، حيث تتيح الفرصة للجمهور الأوروبي والعالمي للتعرف عن كثب على جماليات الفنون السعودية ودقة الحرفية التي يتمتع بها الحرفيون السعوديون.
رؤية 2030 ودعم التراث الوطني
تأتي هذه الخطوة انسجاماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث، وتعتبره ركيزة أساسية من ركائز جودة الحياة والتنمية الاقتصادية. وتعمل وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها، مثل هيئة التراث، على تمكين الحرفيين السعوديين وتوفير المنصات اللازمة لهم لعرض إبداعاتهم وتسويقها عالمياً. إن الحضور في ميلانو ليس مجرد مشاركة في معرض، بل هو تجسيد لاستراتيجية وطنية تهدف إلى تحويل القطاع الحرفي إلى رافد اقتصادي مستدام، يساهم في الناتج المحلي ويخلق فرص عمل واعدة لأبناء وبنات الوطن.
ماذا ستقدم السعودية في ميلانو؟
من المتوقع أن يضم الجناح السعودي تشكيلة متنوعة من الحرف اليدوية التي تمثل مختلف مناطق المملكة، بدءاً من فنون حياكة السدو المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، وصولاً إلى صناعة الفخار، والنقش على الخشب، وصياغة الحلي التقليدية، والأزياء التراثية التي تحكي قصصاً من عمق التاريخ. كما يركز الجناح عادةً على تقديم تجربة ثقافية متكاملة تشمل الضيافة السعودية والقهوة السعودية، ليعيش الزائر تجربة حسية متكاملة تنقله إلى أجواء المملكة.
الأثر الثقافي والاقتصادي المتوقع
إن التواجد في حدث بحجم «أرتيجانو آن فييرا» يحقق مكاسب متعددة؛ فعلى الصعيد الثقافي، يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويصحح المفاهيم من خلال تقديم صورة مشرقة عن الإبداع السعودي. أما اقتصادياً، فهو يفتح نوافذ تصديرية جديدة للمنتجات الحرفية السعودية، ويتيح للحرفيين الاحتكاك بالخبرات العالمية وتبادل المعرفة، مما يساهم في تطوير جودة المنتج المحلي والارتقاء به لمنافسة المنتجات العالمية.
الثقافة و الفن
السعودية تستعد للمشاركة في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو
تعرف على استعدادات السعودية للمشاركة في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو، ودور ذلك في إبراز التراث الوطني والحرف اليدوية ضمن رؤية 2030.
تجري الاستعدادات على قدم وساق لتمثيل المملكة العربية السعودية في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera)، الذي يعد أحد أبرز وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والفنون التقليدية، والمقرر إقامته في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الحضور الثقافي السعودي على الساحة الدولية، وإبراز العمق التاريخي والحضاري للمملكة أمام الجمهور الأوروبي والعالمي.
أهمية المشاركة في المحافل الدولية
تكتسب هذه المشاركة أهمية استراتيجية كبرى، حيث يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» منصة عالمية فريدة تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم، ويستقطب ملايين الزوار سنوياً في مركز معارض «فييرا ميلانو». وتعد المشاركة السعودية فرصة ذهبية لاستعراض التنوع الثقافي الذي تزخر به مناطق المملكة المختلفة، من فنون السدو والقط العسيري، إلى الصناعات الفخارية والخشبية والمشغولات اليدوية الدقيقة التي تعكس هوية الإنسان السعودي وارتباطه بأرضه.
التوافق مع رؤية المملكة 2030
تأتي هذه التحركات متناغمة تماماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث الوطني. وتسعى الهيئات المعنية، مثل هيئة التراث ووزارة الثقافة، من خلال هذه الفعاليات إلى تمكين الحرفيين السعوديين وفتح منافذ تسويقية عالمية لمنتجاتهم، مما يساهم في تحويل الحرف اليدوية من مجرد موروث شعبي إلى صناعة ثقافية إبداعية تساهم في الاقتصاد الوطني.
تعزيز التبادل الثقافي السعودي الإيطالي
على الصعيد الدبلوماسي والثقافي، تمثل هذه المشاركة جسراً للتواصل بين الشعبين السعودي والإيطالي، اللذين يجمعهما تقدير عميق للفنون والتاريخ. فإيطاليا، بكونها عاصمة عالمية للتصميم والفنون، تعد البيئة المثالية لتقديم الإبداع السعودي بصورة عصرية. ومن المتوقع أن يسهم الجناح السعودي في جذب الانتباه نحو الوجهات السياحية التراثية في المملكة، مثل العلا والدرعية، من خلال بوابة الفنون والحرف، مما يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويؤكد مكانتها كمركز إشعاع حضاري في المنطقة.
الثقافة و الفن
الثلث الأول من رمضان في نهاية الشتاء: مميزات الصيام والأجواء
تعرف على خصائص تزامن الثلث الأول من رمضان مع الأيام الأخيرة للشتاء. كيف يؤثر الطقس المعتدل وقصر النهار على الصائمين؟ قراءة في الأجواء الروحانية والفلكية.
يشهد العالم الإسلامي في هذه الفترة ظاهرة فلكية ومناخية مميزة، حيث يتزامن الثلث الأول من شهر رمضان المبارك مع الأيام الأخيرة من فصل الشتاء، مما يضفي على الصيام طابعاً خاصاً يجمع بين الروحانية العالية والأجواء المناخية المعتدلة. هذا التزامن ليس مجرد صدفة عابرة، بل هو نتاج للدورة الفلكية للقمر التي تجعل الشهر الفضيل يطوف عبر فصول السنة المختلفة.
الدورة الفلكية وتغير مواسم الصيام
من المعروف فلكياً أن السنة القمرية (الهجرية) أقصر من السنة الشمسية (الميلادية) بحوالي 11 يوماً. هذا الفارق الزمني يؤدي إلى تراجع موعد شهر رمضان كل عام، مما يجعله يمر بجميع فصول السنة الأربعة في دورة كاملة تستغرق حوالي 33 عاماً. وفي هذه الأعوام، يحل الشهر الكريم ونحن نودع فصل الشتاء ونستقبل بدايات الربيع، وهي فترة انتقالية تعرف بالاعتدال الربيعي، حيث يتساوي الليل والنهار تقريباً في العديد من المناطق، وتبدأ درجات الحرارة في الارتفاع التدريجي مع بقاء نسمات البرودة اللطيفة.
ميزات الصيام في نهاية الشتاء
يعتبر صيام رمضان في الأيام الأخيرة للشتاء وبدايات الربيع من أيسر أوقات الصيام مقارنة بأشهر الصيف القائظة. وتتمثل أبرز الميزات فيما يلي:
- قصر ساعات النهار: في فصل الشتاء وبداية الربيع، يكون النهار أقصر نسبياً من الليل، مما يعني ساعات صيام أقل، وهو ما يخفف من مشقة الجوع والعطش على الصائمين.
- اعتدال الطقس: تساهم الأجواء الباردة أو المعتدلة في تقليل فقدان الجسم للسوائل، مما يجنب الصائمين الشعور بالإعياء أو الجفاف الذي قد يحدث في مواسم الحر الشديد.
- النشاط البدني: يساعد الطقس اللطيف الصائمين على ممارسة حياتهم اليومية والعبادات بنشاط أكبر، حيث لا يستنزف الحر طاقتهم.
الثلث الأول: أيام الرحمة في أجواء لطيفة
دينياً، يُعرف الثلث الأول من رمضان بأنه “أيام الرحمة”، وفقاً للأثر المروي: “أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار”. ومع تزامن هذه الأيام المباركة مع وداع الشتاء، تتجلى الرحمة الإلهية أيضاً في تخفيف المشقة البدنية على العباد. تتيح هذه الأجواء للأسر الخروج ليلاً للتراويح والزيارات العائلية دون عناء الحر أو الرطوبة، مما يعزز من الروابط الاجتماعية والروحانية التي يتميز بها الشهر الفضيل.
الاستعداد الصحي والغذائي
مع برودة الطقس النسبية في ليالي آخر الشتاء، ينصح خبراء التغذية الصائمين بالتركيز على الأطعمة التي تمد الجسم بالطاقة والدفء خلال وجبتي الإفطار والسحور، مثل الحساء الدافئ والأطعمة الغنية بالألياف، مع عدم إغفال شرب كميات كافية من الماء، حيث أن الشعور بالعطش يقل في الشتاء مما قد يؤدي لنسيان شرب الماء.
ختاماً، يمثل تزامن بداية رمضان مع نهاية الشتاء فرصة ذهبية لاغتنام الأجر في ظل ظروف ميسرة، حيث يجتمع صفاء الروح مع اعتدال الجو، ليكون موسماً مثالياً للطاعة والعبادة.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية