الثقافة و الفن
بدرية البشر: أبطالي لا يُنصتون لما أقول
قلّ ما نجد كاتبةً بقامة الدكتورة بدرية البشر، تتمتع بهذه الطاقة الإيجابية، والروح المتفائلة، والحسّ الودود، رغم
قلّ ما نجد كاتبةً بقامة الدكتورة بدرية البشر، تتمتع بهذه الطاقة الإيجابية، والروح المتفائلة، والحسّ الودود، رغم أنَّ لها إرثاً كتابياً واجتماعياً وثقافياً يؤهلها لسموٍّ مستحق، إلا أن طيبة الأصل، وسعة الأفق، وتنوّع مشارب الوعي، خلق منها الإنسان الشفيف الوادع، المملوء بالسلام والاحترام، ما انعكس على أعمالها وبرامجها، ثقةً واقتداراً، وفي كل عمل من أعمالها، شيء من روحها قبل بوحها «حبة الهال» و«هند والعسكر» ثم «الأرجوحة» وليس انتهاءً بغراميات شارع الأعشى، ثم «نهاية اللعبة».. وهنا نص حوار يتزامن مع صدور عملها الأحدث «سرّ الزعفرانة» فإليكم أبرز ما جاء فيه:
• ما ثيمة رواية «سر الزعفرانة»؟
•• ليس سهلاً على الروائي أن يختصر روايته في ثيمة واحدة لو قلت مثلاً إن «سر الزعفرانة» هي رواية من روايات مراسم العبور؛ وهو ذلك النوع من الروايات الذي يتحدث عن بطل يختبر حواجز الحياة أو تحدياتها كي يصبح إنساناً أوسع مما كان عليه، وربما لا تكون هذه الحكاية كلها. أستطيع، القول، إنني أكتب عن بطلة صغيرة تعبر جسور حياتها بمساعدة زعفرانة، وهي «أمة مملوكة» تلعب أدواراً أعمق بكثير من كونها «أمة» وتساعد البطلة كي تدرك حقيقتها، إلا أننا لا نعرف، في نهاية الأمر، حقيقة زعفرانة التي صاحبت البطلة طوال رحلتها هل هي حقيقة موجودة؟، أم أنها لم تكن سوى ظلال مصاحبة لها تعينها على تتبع ذاتها، البطلة تولد في عهد البادية وبداية عصر الدولة الحديثة، فتمر بالبداوة ثم القرية ثم المدينة، وفي كل البيئات تحاول أن تضع لها جذوراً كي تكبر، لكن عاصفة الحياة تطوح بها في كل مرة كي تختبر بيئة جديدة.
• ما سرُّ النباتات العطرية في أعمالك، من قبل حبة الهال، ثم سر الزعفرانة؟
•• الهيل والزعفران جزءان محببان للشعوب العربية، فهما مكونان مهمان من مكونات القهوة، والقهوة هي التي تصنع مجلساً مليئاً بالحكايات. لدي علاقة خاصة بالقهوة لكن حبة الهال القصة ليست سوى وصف مستخدم لكيف بطلة جافة من الخارج، لكنها تفوح بالطيب من داخلها. والزعفرانة هي من الأسماء التي يمنحها أهل نجد للإماء في عهد الرق البائد، لكن، لا شك، أن الروائي تجذبه الأسماء المنتشرة في بيئة قريبة ومحببة لنفسه فيقترب منها وقتاً طويلاً.. ربما تجد في روايتي القادمة شيئاً عن القرنفل.
• ما نسبة المتخيل في أعمالك؟
•• في كل مرة أجازف نحو الخيال، إلى أن قررت، في نهاية الأمر، أن تكون الراوية صناعة الخيال وحده، لكن الخيال وحده يحتاج لأرض ينمو فيها؛ هذه الأرض تشبه خشبة المسرح للأبطال، وهو واقع يمكن أن تقنع فيه القارئ بأن أبطاله من لحم ودم كي يستطيع التماهي معهم، لهذا لجأت للتاريخ الاجتماعي؛ لكي أعرف الأحداث التاريخية التي يمكن أن تخدم أحداث أبطالي، فكان موسم الجراد ووباء الجدري -على سبيل المثال- من ملامح تلك الفترة.
• هل تستفيدين من أحاديث الجدات؟
•• حديث الجدات كان دائماً غذاء الروح الذي يمتعني وإن لم أجد (جدة) حاضرة، ألجأ للحكايات الشعبية المكتوبة المحلي منها والعالمي، واستفدت كثيراً من دراستي للماجستير عن الحكايات الشعيبة النجدية.. فعالم الحكايات عالم أثير لدي.
• كيف ترين التحديث المجتمعي؟ وكيف سنكتبه؟
•• كل ما هو جديد يحمل كلا الاتجاهين الحادين التغيير والتهديد، وكلاهما صحيح لكن الإنسان، طوال عمره، كان خاضعاً لهذين الشرطين، كان الإنسان البدائي تهدده الغول والوحوش والفيضانات، وحين سيطر الإنسان على تحديات المكان أصبحت تحدياته تسقط على رأسه من الفضاء الخارجي، كل هذا كي لا نقف حيث نحن، دائماً علينا أن نتجدد وسترى سهولة ذلك التكيف عند الجيل الجديد الذي لا يجد أن تحدياتنا سوى واقع سهل، لكنه في المقابل سيقابل تحديات أصعب، الحمد لله مجتمعنا السعودي بخير دائماً؛ لديه أرض صلبة وفضاء واسع كي يكبر ويتمدد، ولكل عصر كتابته.
• ألا يساورك قلق ما؟
•• مجتمعنا دائماً بخير، مجتمعنا يمتلك قوة في تراثه وصلابة أرضه وتاريخه عميق، كلما عرفناه أكثر أصبح سهلاً، علينا أن نقف شامخين كما النخيل في هذه الأرض المباركة، لا أريد أن أتحدث عن القطيعة التي أحدثت بيننا وبين تاريخنا العميق سابقاً، لكن إنسان الجزيرة العربية السعودي اليوم، وهو ويرى امتداده الشاسع من العلا إلى عسير إلى جبال طويق، يشعر بأن عملاقاً شامخاً ينهض في صدره.. بارك الله الجهود التي حررت هذا العملاق ومكنته من خدمه بلاده.
• متى ينتهي عصر الكتابة؟
•• الكتابة هي ناتج التفكير قد تتغير أدوات التدوين، تتطور وتتجدد، لكن سيبقى التفكير والتدبر سمة الإنسان العاقل.
• ما مستقبل الأدب في عصر الذكاء الاصطناعي؟
•• نحن اليوم في مرحلة الدهشة والصدمة، ربما نحتاج وقتاً طويلاً كي نتكيّف، ربما الجيل الحالي سيضطر للتعامل معه بقلق، لكن الجيل القادم سيجده مجرد أداة جديدة في عصره وسينتج عبرها نظام مجتمعي آخر، هذه هي سنة الحياة.
• ألم يخلط الأمير محمد بن سلمان الأوراق على الكُتَّاب، وهو يتبنى ما بعد الحداثة؟
•• لقد رفعت الرواية رأسها عقب حضور الأمير محمد بن سلمان، وأحسب أن في قلوب الروائيين مساحة من الحب والأمل لتعبر عن هذا الحب.
• بماذا خرجت من الإقامة خارج المكان؟
•• أقمتُ عقدين من الزمن خارج المملكة وها أنا أعود لها، علمتني الإقامة خارج الوطن كيف يمكن أن يكون الوطن أقرب حين نبتعد، وأننا مهما بعدنا نحمله معنا في قلوبنا، بل يزيد انتماؤنا إليه، ونصبح غيورين أكثر عليه؛ هذه التجربة تشبه خروج الابن من بيت والده كي يعثر على كنزه الداخلي وكي يعرف نفسه أكثر، وكي يكبر ثم يعود، وأحمد الله أنني امتلكت دائماً فرصة العودة لوطني.
• ما الأمنية التي لا تزال تراود خاطرك؟
•• أمنيتي التي لا تزال عامرة في صدري هو أن أكتب الروايات التي حلمت يوماً أن أكتبها وأتفرغ لها.
• لماذا نكتب الروايات؟
•• كلما كان المرء يقظاً حرص على معرفة نفسه، وهناك خيارات عدة يعرف فيها المرء نفسه؛ منها، الترحاب، مثلاً والسفر والقراءة والتفلسف، ومنها أيضاً قراءة الروايات؛ الرواية الجيدة هي التي تدلك على نفسك، حتى رواية الجريمة تدلك على الشر الكامن في الإنسان.
تقول أجاثا كريستي: «قليلون جداً يبدون على حقيقتهم، فغالباً ما تكون المظاهر خادعة والحقيقة يمكنها أن تكون مراوغة لذلك لا بد من الأسرار»؛ لذا لا بد من كتابة الروايات ربما هي الطريقة المراوغة للتعرف على الذات، قليلون أيضاً هؤلاء اليقظون الطامحون لمعرفه أنفسهم، ربما إن اليقظة أيضا حتى إن تأخرت لا بد أن تحدث، وقد تحدث عن طريق كتاب كما يقول باموق الذي قال مرة: قرأت كتابا فتغيرت حياتي كلها. مرة قرأت أن عصر الحداثة حمل مفهوم أن يتجاوز الإنسان قصوره، لكن كيف تستطيع أن يحدد الإنسان قصوره، عليه أن يعرف نفسه أولاً وظرفه وتاريخه، ولكي يعرف كل هذا يجتاز الإنسان تجارب قد لا تبدو عظيمة في الخارج، لكنها كذلك في الداخل.
• عمن نكتب؟
•• في البداية يبحث الكاتب عن بطله، وأحياناً البطل يأتي بقدميه ليقف أمامك فيبدو شخصاً عميقاً في رحلته الوجدانية، مرة رأيت سيدة تغني، سمح لها واقعها أن تعبّر عن نفسها بالغناء، بينما عمها مات تحت وابل من الحجارة لأنه غنّى!. ترى كيف أكمل الأول رحلة الثاني، أمر مشوق بدا لي أن أبحث في الفترة التاريخية التي عاشاها البطل وعن ملامح الحياة الخارجية، وهذا أسهل الأمور يأتي بعدها وصف الحالة الشعورية للبطل الذي يعتبر الآخر؛ لأن الروائي وهو يكتب عن ما يسمى بالآخر لا بد له أن يضفي له خبرة من الشعور الذي اختبره هو كشعور متخيل عن الآخر؛ لهذا حين ينتهي الروائي من عمله الأول ويفتش عن الآخر فلن يجد سوى نفسه، وحين يفتش الآخر عن الكاتب سيجد نفسه أيضاً لأنهما في ظني توأم يصعب فصلهما حتى الآن.
• ما أبرز أدواتك السردية؟
•• لا بد للروائي أن يتزود بالكثير من الثقافة والقراءة وفي أول الطريق، وعليه أن يقرأ الكتب باحثاً عن ظروف وتاريخ الأبطال زمانياً ومكانياً وفلكياً شفاهياً وكل ما يمكن أن يشرح البطل ويرسم معالم طريقه، وعليه أيضاً أن يحضر معه الكثير من مادة الخيال ذلك العالم لا يمكن للكاتب أن يقيسه إلا حين يظهر في الرواية ويشير إليه قراؤه ويسألون السؤال البخيل: هل هذا حقيقة؟
عالم الخيال الذي لا يمكن للمرء أن يختبره إلا بالكثير من الثقه والتسليم. كلما كان الروائي أقل عقلانية وهو يكتب كان أكثر محاذاة للخيال، لكنه يأتي حين يبدأ الروائي عمله؛ العقل يبدأ أولاً ثم حين ينتهي العقل يأتي الخيال والحدس، عليك أن تنسى حين تكتب الرواية خطتك التي عملت عليها كل الوقت الذي سبق كتابة الرواية.. إنها تشبه قصة ذلك الشاعر الذي طلب منه معلمه أن يحفظ ألف بيت من الشعر كي يصبح شاعراً، وحين حفظها طلب منه معلمه أن ينساها كي يصبح شاعراً متفرداً.
• ماذا تعني الكتابة؟ وهل تؤثر في تغيير الواقع؟
•• كنت دائماً مشغولة بسؤال هل يغير الإنسان قدره، وفي رحلة الرجال نجد أسماء عدة استطاعت أن تغيّر أقدارها. ابن سينا، ابن خلدون، ابن حزم، ستيف جوبز، هناك شخصيات تصلح أن تكون رحلتها المديدة محتوى عميقاً لرواية تفحص شعور الإنسان في بحثه عن قدر جديد أو تحدٍّ جديد، لكن في عالم النساء العربيات أو الشرقيات لنقل التجربة محدودة إما مكانياً أو معنوياً، لكن استطعت في روايتي شارع الأعشى أن أتتبع رحله ثلاث نساء مخترعات من الخيال، غيّرن أقدارهن في رحله امتدت من الصفر إلى العدد الأوسع في حياتهن، لكن عندما ذهبت للكويت أحضر مسرحية لصديقة قابلت مخرجاً عربياً حكى لي حكاية جدته التي أحبت رجلاً زار قريتهن وهربت معه. أسرتني حكاية الهاربة هذه كيف استطاعت أن تروض مخاوفها وتتخذ قراراً مثل هذا القرار، ترمي بكل شيء وتبحر، كيف يمكن أن نكتب قصة تتواءم، مع ظروف المحلية، أردت دائماً أن يخرج أبطالي من هنا حيث أعيش وأختبر الحياة في الجزيرة العربية، خططت لتقريب البطلة من واقع لا يعد بكثير من التغييرات والمفاجآت والتغيير العميق، وضعت التصور والخطة والأبطال رسمتهم وحين بدأت أسمع أصواتهم قلت بدأت الرحلة.
• هل يمتثل أبطالك لتعليماتك؟
•• أبطالي لا يُنصتون جيداً لما أقول، إنهم يفرون لأقدار مختلفة، بطلتي تمرح كثيراً بين البيوت، تشعر بأن خطتي مملة بالنسبة لها، فتبحث عن المغامرات، لقد جعلت من نفسها، ويا للغرور، رحلة للبشر فقد بدأت من الصحراء من البرية التي يقتتل فيها البشر. بفعل رغبتهم في أن يعيشوا حتى لو بنفي الآخرين قانون الغاب الذي يجعل نيل ما بيد الآخر فوزاً يجب أن يعادله الغلبة وسلب ما في يده. ثم تخرج بطلتي من تلك المرحلة يختار والدها السلم، العقد الاجتماعي، التنارل عن الحرية مقابل الأمن، لكنها لا تستطيع أن تمد جذورها في العالم المادي الجديد، لقد بدأ الإنسان يميز نفسه بما يملك ويلبس ويعرف، وأخذ يتفوق بالمعرفة والرمز لا بالسلاح، وحين تضيق العمارة وليست العبارة، حين تتغلب الشهوة والحسد والخوف على الحب، يضيق المكان بالبطلة، فتهرب هي الأخرى؛ الثيمة التي شغلتني طويلاً الهرب والتي وجدتها في نساء عائلتي اللاتي كن يحاولن الهرب من أقدراهن، لكن الفخاخ كانت أصعب من أقدامهن الصغيرة؛ لهذا رحت أحرر بطلاتي، جعلتهن يهربن وينجحن، بطلتي ذهبت للمدينة الحديثة، استطاعت أن تحرر نفسها بالعلم والتعلم والحب والعمل، من تشبه تلك القصة.. إنها تشبه حكاية كل النساء اللاتي عرفتهن وقرأت عنهن.
• كيف تعتنين لاحقاً بأبطالك؟
•• لا أدري، حين نخلق الأبطال على الورق تنتهي المهمة، لا أدري ما الذي يحدث حين أذهب للنوم لا نعرف من يصاحبون؛ هل يقرأون الكتب ويصبحون مثقفين أكثر منك، هل يأكلون من مطبخك فتتفتح شهواتهم على الحياة، هل يشاهدون أفلام الاكشن الأمريكية فيفهمون معنى الصراع الذي لم تعشه أنت؟ هناك نمو يحدث لأبطالك خارج معرفتك؛ لانهم حين تضع الخطة يمشون معك ثم يفرون إلي أقدار أجمل أو أسوأ أو أكثر إثارة، فأنا بطلتي الصغيرة كانت لديها الشجاعة أن تخرج فجراً بزاد لا يزيد على تمرة وماء دون أن تدري أين هي ذاهبة، لكنها ولو أنها انتهت بعودتها لكنها اختبرت قوتها على الأقل وفازت بنفسها قبل أن تفوز في أي مكان آخر.
الثقافة و الفن
رئيس تنفيذية الألكسو بالقاهرة: الرؤية السعودية تستثمر بالمستقبل
انطلاق أعمال المجلس التنفيذي للألكسو بالقاهرة. رئيس المجلس يشيد برؤية السعودية 2030 ودورها في تطوير التعليم والثقافة وتعزيز العمل العربي المشترك.
انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة أعمال اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وسط حضور دبلوماسي وثقافي عربي رفيع المستوى. وقد شهدت الجلسة الافتتاحية تصريحات هامة لرئيس المجلس التنفيذي للمنظمة، ركز فيها على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دعم العمل العربي المشترك، مشيداً بـ «الرؤية السعودية 2030» واصفاً إياها بأنها رؤية تستثمر في المستقبل وتؤسس لنهضة تعليمية وثقافية شاملة.
أهمية الاجتماع في ظل التحديات الراهنة
يأتي هذا الاجتماع في توقيت بالغ الأهمية، حيث تواجه المنطقة العربية تحديات متنامية تتطلب تعزيز التعاون في مجالات التربية والعلوم والثقافة. ويهدف الاجتماع إلى مناقشة البرامج والموازنات الخاصة بالمنظمة، بالإضافة إلى استعراض تقارير الأداء وخطط التطوير المستقبلية التي تضمن مواكبة المنظومة التعليمية العربية للتطورات التكنولوجية العالمية المتسارعة.
الرؤية السعودية 2030: نموذج ملهم للتطوير
في سياق حديثه، أكد رئيس المجلس التنفيذي أن ما تشهده المملكة العربية السعودية من حراك ثقافي وعلمي غير مسبوق تحت مظلة رؤية 2030، يمثل نموذجاً ملهماً للدول الأعضاء. وأشار إلى أن الاستثمار في رأس المال البشري، وتطوير المناهج، والاهتمام بالذكاء الاصطناعي والرقمنة، هي ركائز أساسية تبنتها المملكة، مما ينعكس إيجاباً على منظومة العمل العربي المشترك ويعزز من مكانة اللغة العربية والثقافة الإسلامية عالمياً.
خلفية تاريخية عن منظمة الألكسو
تعد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، التي تأسست عام 1970 وتتخذ من تونس مقراً لها، إحدى منظمات جامعة الدول العربية المتخصصة. وتعنى المنظمة بالنهوض بالثقافة العربية وتطوير مجالات التربية والعلوم على المستوى الإقليمي والقومي. وتعتبر اجتماعات مجلسها التنفيذي المحرك الأساسي لرسم السياسات العامة ومتابعة تنفيذ القرارات التي تصب في مصلحة الشعوب العربية، مما يجعل من انعقاد هذا الاجتماع في القاهرة دلالة على عمق العلاقات المصرية العربية ودور مصر الريادي في احتضان الفعاليات الكبرى.
التأثير المتوقع ومستقبل العمل العربي المشترك
من المتوقع أن يخرج هذا الاجتماع بتوصيات هامة تتعلق بتحديث الاستراتيجيات التربوية العربية، وتعزيز مشاريع التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية. كما يعول المراقبون على هذا اللقاء لتعزيز الشراكات بين الدول العربية لتبادل الخبرات، خاصة في ظل الإشادة بالتجربة السعودية، مما قد يفتح الباب أمام مبادرات مشتركة تستفيد من الزخم الذي أحدثته الرؤية السعودية في المنطقة، لاسيما في مجالات حماية التراث وصون الهوية الثقافية في عصر العولمة.
الثقافة و الفن
كراسي ملتقى الميزانية والبشت السعودي: تصميم يجسد الهوية
تعرف على سر كراسي ملتقى الميزانية المستوحاة من البشت السعودي. تفاصيل التصميم، دلالات الزري الذهبي، وكيف يعكس هذا الابتكار الهوية الوطنية ورؤية 2030.
شهدت منصات التواصل الاجتماعي والأوساط الإعلامية تفاعلاً واسعاً مع التصاميم المبتكرة التي ظهرت في التجهيزات الخاصة بملتقى الميزانية، وتحديداً تلك الكراسي التي استوحت تصميمها ببراعة من "البشت السعودي"، الرمز العريق للأناقة والوجاهة في المملكة العربية السعودية. هذا الدمج بين الوظيفة العملية للمقاعد وبين الرمزية الثقافية العميقة للبشت، لم يكن مجرد خيار جمالي عابر، بل هو تعبير بصري دقيق عن توجهات المملكة نحو ترسيخ الهوية الوطنية في كافة التفاصيل الدقيقة للمناسبات الرسمية.
رمزية البشت: أكثر من مجرد رداء
لفهم عمق هذا التصميم، يجب العودة إلى الجذور التاريخية للبشت في الثقافة العربية والسعودية. يُعد البشت (أو المشلح) زيّاً رجالياً تقليدياً يرتبط بالمقام الرفيع والمناسبات الرسمية والأعياد. وتتميز البشوت السعودية، وخاصة "الحساوي" منها، بدقة الحياكة والتطريز بخيوط الزري الذهبية أو الفضية. إن استلهام تصميم الكراسي من هذا الزي، عبر استخدام اللون الأسود الفاخر (اللون الملكي الأكثر شيوعاً في البروتوكولات) مع الحواف الذهبية التي تحاكي "القيطان" و"المكسر" في البشت، يبعث برسالة احترام وتقدير للحضور، ويضفي هيبة على المكان تتناسب مع ثقل الحدث الاقتصادي الذي يتم فيه إعلان ميزانية الدولة.
رؤية 2030 وإحياء التراث في التصميم الحديث
يأتي هذا التوجه الفني متناغماً تماماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتماماً بالغاً بالثقافة الوطنية والتراث غير المادي. لم تعد الهوية السعودية تقتصر على المتاحف أو المهرجانات التراثية، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من النسيج العمراني والتصميم الداخلي للمؤسسات الحكومية والفعاليات الكبرى. يعكس تصميم كراسي ملتقى الميزانية تحولاً في مفهوم "البروتوكول"، حيث يتم استبدال الأثاث المكتبي الغربي التقليدي بتصاميم تحمل بصمة محلية، مما يعزز من الشعور بالانتماء والفخر لدى المواطن، ويبهر الزائر الأجنبي بجماليات الثقافة السعودية.
الأثر الثقافي والانطباع العالمي
إن دمج العناصر التراثية في الفعاليات السياسية والاقتصادية يمثل نوعاً من "القوة الناعمة". فبعد أن لفت البشت السعودي أنظار العالم في نهائي كأس العالم 2022، يأتي استخدامه كمفهوم تصميمي في الأثاث ليؤكد على استدامة هذا الرمز وقابليته للتطوير والحداثة. هذا النهج يشجع المصممين السعوديين على الابتكار واستلهام أفكار من بيئتهم المحلية، مما يفتح آفاقاً جديدة لصناعة الأثاث والديكور القائمة على الهوية. علاوة على ذلك، فإن الاهتمام بهذه التفاصيل الدقيقة يعكس احترافية عالية في تنظيم الفعاليات الوطنية، حيث تتكامل الصورة البصرية مع المضمون الاقتصادي والسياسي لتصدير صورة حضارية عن المملكة.
ختاماً، لا تُعد كراسي ملتقى الميزانية مجرد مقاعد للجلوس، بل هي وثيقة بصرية تروي قصة التمسك بالجذور مع الانطلاق نحو المستقبل، وتؤكد أن التراث السعودي غني وقابل للتكيف مع أحدث خطوط الموضة والتصميم العالمية.
الثقافة و الفن
مجمع الملك سلمان يحتفي باليوم العالمي للغة العربية بالأمم المتحدة
مجمع الملك سلمان العالمي ينظم احتفالية في مقر الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تعزيزاً لمكانة لغة الضاد ودعماً لأهداف رؤية المملكة 2030.
في خطوة تعكس الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة لغة الضاد وتعزيز حضورها الدولي، نظم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. ويأتي هذا الحدث تأكيداً على التزام المجمع برسالته الاستراتيجية الرامية إلى مد جسور التواصل الحضاري وإبراز جماليات اللغة العربية وقيمتها التاريخية والمعاصرة أمام المجتمع الدولي.
سياق الاحتفال والخلفية التاريخية
يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي يوافق القرار التاريخي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190 في عام 1973، والذي بموجبه تم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية ولغة عمل في الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التاريخ محطة سنوية للاحتفاء بواحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وللتذكير بإسهاماتها الغزيرة في مسيرة الحضارة البشرية، سواء في العلوم، أو الآداب، أو الفنون.
دور مجمع الملك سلمان ورؤية 2030
تأتي مشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في هذا المحفل الدولي كجزء لا يتجزأ من مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً برنامج تنمية القدرات البشرية الذي يعنى بتعزيز الهوية الوطنية واللغوية. ويسعى المجمع من خلال هذه الفعاليات إلى تحقيق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في المحافظة على سلامة اللغة العربية، ودعمها نطقاً وكتابة، وتيسير تعلمها وتعليمها داخل المملكة وخارجها. كما يهدف المجمع إلى توحيد المرجعية العلمية للغة العربية عالمياً، وسد الفجوة في المحتوى العربي الرقمي.
الأهمية الثقافية والدولية للحدث
لا تقتصر أهمية هذه الاحتفالية على الجانب البروتوكولي فحسب، بل تمتد لتشمل أبعاداً ثقافية وسياسية عميقة. فاللغة العربية تُعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتحدث بها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة. ومن خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات في قلب المنظمة الأممية، يرسخ المجمع مكانة اللغة العربية كلغة للحوار والسلام والتفاهم المشترك بين الشعوب.
وتتضمن مثل هذه الفعاليات عادةً جلسات حوارية رفيعة المستوى، ومعارض فنية تبرز جماليات الخط العربي، ونقاشات حول التحديات التي تواجه اللغة في عصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي لخدمة اللغة العربية وتمكينها في المحافل الدولية.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية