الأخبار المحلية

السعودية بين أكبر 10 دول في استهلاك القهوة عالمياً

السعودية تتألق بين أكبر مستهلكي القهوة عالمياً، حيث يمتزج الكرم بالاقتصاد في فناجين تعكس ثقافة عريقة ونمو اقتصادي مذهل.

Published

on

القهوة في السعودية: رمز ثقافي وقوة اقتصادية

في اليوم العالمي للقهوة، لا يكتفي السعوديون برفع فناجينهم احتفاء بمشروب عالمي، بل يرفعونها كمرآة تعكس هوية وطن وثقافة شعب واقتصاد متسارع. هنا، لا تُسكب القهوة لمجرّد المذاق، بل تُسكب كحكاية تمتد من مدرجات جازان، حيث البن الخولاني يعانق السحاب، إلى شوارع الرياض وجدة والدمام، حيث المقاهي تضج بالحياة وتضخ المليارات.

بين الفنجان الذي يرمز إلى الكرم والمقهى الذي يوفّر الوظائف وسوق تتجاوز قيمتها 18 مليار ريال، تتحوّل القهوة في السعودية من عادة يومية إلى قوة اقتصادية وثقافية تمزج بين الأصالة والحداثة. هذا التحول يضع المملكة ضمن أكثر 10 دول استهلاكا للقهوة في العالم.

القهوة والهوية السعودية

منذ قرون، شكّلت القهوة العربية جزءا من الوجدان السعودي. هي لغة الكرم في المجالس وصوت الشعراء في السهرات ورفيقة المناسبات الاجتماعية الكبرى. لم يكن الفنجان أداة للشرب فحسب، بل كان عهدا ووعدا ومقاما حتى غدا عنصرا من عناصر الهوية الوطنية السعودية مدرجا ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو.

نظرة على السوق العالمية للقهوة

تبلغ إيرادات قطاع القهوة العالمية نحو 269 مليار دولار في عام 2024 بحسب Grand View Research مع معدل نمو سنوي يتراوح بين 4 و6. تقارير أخرى تشير إلى أن حجم السوق العالمية بلغ نحو 223 مليار دولار في عام 2023 مع توقعات بارتفاعه بشكل مطرد خلال العقد القادم.

هذه الأرقام تجعل القهوة واحدة من أكثر السلع الزراعية تداولا عالميا بعد النفط. هذا النمو المتزايد يعكس الطلب المستمر والمتزايد على القهوة كمشروب مفضل حول العالم.

السوق المحلية للقهوة في السعودية

إيرادات سوق القهوة في السعودية تتراوح بين 1.3 و4.4 مليار دولار سنويا حسب منهجية التقدير (المقاهي والبن الخام والبيع بالتجزئة). بعض التقارير مثل Grand View تضع الرقم عند 1.83 مليار دولار (6.9 مليار ريال) في عام 2024 بينما تقديرات أخرى تصل به إلى 4.35 مليار دولار.

القهوة أصبحت أحد أسرع القطاعات نمواً في السوق السعودية. هذا النمو مدفوع بانتشار المقاهي وتغير أنماط الحياة مما يعزز مكانة المملكة كأحد أكبر الأسواق الاستهلاكية لهذا المنتج الحيوي.

الاستهلاك والإنفاق على القهوة محلياً وعالمياً

السعودية تُعد من بين أكثر 10 دول استهلاكا للقهوة عالميا. هذا التصنيف يعكس تحولاً كبيراً ليس فقط على مستوى الاستهلاك الفردي ولكن أيضاً على مستوى الإنفاق العام على هذا القطاع الحيوي.

الإنفاق المتزايد على القهوة يشير إلى تحول اقتصادي واجتماعي مهم داخل المملكة. هذا التحول يمكن أن يُنظر إليه كمؤشر إيجابي للنمو الاقتصادي المحلي ويعزز مكانة المملكة كلاعب رئيسي في السوق العالمية للقهوة.

التوقعات المستقبلية للسوق السعودي والعالمي

مع استمرار النمو السكاني وزيادة الدخل الفردي وتحسن مستويات المعيشة, يُتوقع أن يستمر الطلب على القهوة بالارتفاع داخل المملكة وخارجها مما سيزيد من حجم السوق والإيرادات المرتبطة بهما.

على الصعيد العالمي, يتوقع أن يستمر الاتجاه التصاعدي لإيرادات سوق القهوة بمعدل نمو ثابت أو متزايد خلال العقد القادم. هذه التوقعات تعزز أهمية الاستثمار المستدام والمبتكر في قطاع القهوة لضمان تحقيق أقصى استفادة اقتصادية وتجارية ممكنة.

Trending

Exit mobile version