نعمة الأوطان الآمنة: خطبة المسجد الحرام

أهمية تقوى الله وحب الوطن

تحدث الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري في خطبة الجمعة عن أهمية تقوى الله، مشيرًا إلى أنها أساس الحياة السعيدة والمطمئنة. فالتقوى هي التي تجلب البركات والخيرات وتفتح أبواب الرحمة.

كما أكد الشيخ على أن من أعظم النعم التي يمنحها الله لعباده هي الأوطان الآمنة والمستقرة. فالوطن هو نعمة لا تقدر بثمن، وحبه متأصل في الفطرة الإنسانية.

حب الوطن في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

أوضح الشيخ الدوسري أن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تقدم أروع الأمثلة في حب الوطن. فعندما اضطر النبي لمغادرة مكة، عبّر عن حبه العميق لها قائلاً: “والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت”.

هذا الحب الفطري للوطن يظهر أيضًا عندما دعا النبي ربه ليزرع حب المدينة المنورة في قلبه بعد استقراره فيها. فحب مكة كان فطريًا لأنها وطنه الأصلي، بينما حب المدينة كان هبة ومنحة إلهية.

الارتباط بين حب النفس وحب الأوطان

ربط الشيخ بين حب النفس وحب الأوطان مستندًا إلى الكتاب والسنة. فالإنسان بطبيعته يميل إلى البقاء في وطنه ويشعر بالحنين إليه عند الغياب عنه.

وأشار إلى أن هذا الارتباط يتجلى بوضوح في حالة الوطن الذي اختاره الله مهبطًا للوحي والقرآن، حيث جعله قبلة للمسلمين ومنارة للعلم والإيمان.

النعم المرتبطة بالوطن المبارك

أكد الشيخ الدوسري على النعم العديدة التي منحها الله لهذا الوطن المبارك. فقد جعله مركزًا لتوحيد العبادة لله واجتماع الكلمة ووحدة الصف. كما ألبسه لباس الأمن والأمان وفتح عليه أبواب الرزق والإنعام.

في النهاية, يدعو الشيخ المسلمين لتقدير هذه النعم والحفاظ عليها من خلال تعزيز التقوى والعمل الصالح والمحافظة على وحدة الصف والكلمة.