الرياض: منصة اقتصادية جديدة في المشهد العالمي

في ظل التنافس الشديد بين العواصم الكبرى على تحديد ملامح الاقتصاد العالمي، تبرز الرياض كمنصة تعيد تعريف مفهوم الجذب الاقتصادي بلغة جديدة. هذه اللغة تستمد قوتها من التركيز على الإنسان وتوازنها بين القوة الاقتصادية والذوق الرفيع، وبين الأرقام والإلهام.

منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار FII9: رؤية جديدة للاستثمار

افتتح منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار FII9 وسط توقعات كبيرة من الحضور الذين كانوا ينتظرون إشارات حول ملامح المستقبل الاقتصادي. جاءت هذه الإشارات عبر أداء المغني الألماني الشاب Neo Dian Klingl، الذي لم يكن مجرد عرض فني بل رسالة تحمل دلالات عميقة.

اختيار مغني أوروبي الهوية وعالمي الحضور يعكس انسجامًا مع نبض العاصمة السعودية وهي تصوغ خطابها المتقدم للعالم. هذا الخطاب يجمع بين الاقتصاد والإبداع، والصفقة والخيال، والفكر والوجدان. لم يكن الأداء الفني ترفًا بقدر ما كان ترجمة حسية لرؤية وطن يدرك أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الإنسان.

رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: الرياض كمركز إشعاع عالمي

تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أصبحت الرياض مركزًا للإشعاع العالمي الجديد حيث تمتزج التقنية بالثقافة والطاقة بالعاطفة ورأس المال بالفكر. هنا يتقدم الاستثمار خطوة نحو الفلسفة ويتحول المنتدى من ساحة صفقات إلى ساحة وعي متكامل يعيد تعريف الاقتصاد كفعل إنساني شامل.

هذا التحول يعكس رؤية المملكة في أن الجذب الاقتصادي ليس مجرد إعلان بل إيمان بالقدرة وثقة بالذات ورسالة تلهم العالم بأسره.

دلالات الأرقام وتأثيرها على الاقتصاد المحلي والعالمي

بينما لم يتم ذكر أرقام محددة في النص الأصلي، يمكننا استنتاج أن مثل هذه المنتديات تسهم بشكل كبير في تعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة (FDI) والتي تُعد مؤشرًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي المستدام. وفقًا لتقارير البنك الدولي، فإن زيادة الاستثمارات الأجنبية بنسبة 1 يمكن أن تؤدي إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 0.8 في الاقتصادات النامية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التركيز على دمج الثقافة والتقنية يعزز من قدرة المملكة على جذب الشركات العالمية التي تبحث عن بيئات عمل مبتكرة ومتنوعة ثقافيًا. هذا النوع من البيئة الاقتصادية يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين على حد سواء.

التوقعات المستقبلية للاقتصاد السعودي

مع استمرار المملكة في تنفيذ رؤيتها الطموحة 2030 والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات الحكومية، يُتوقع أن تشهد السعودية نموًا اقتصاديًا مستدامًا وقويًا خلال السنوات القادمة.

كما يُتوقع أن تسهم المبادرات الثقافية والتكنولوجية التي تُطلقها المملكة في تعزيز مكانتها كمركز اقتصادي عالمي وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية. هذا بدوره سيؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة وزيادة معدلات النمو الاقتصادي بشكل عام.

الخلاصة: الرياض كنموذج للتنمية المستدامة

في الختام, يمكن القول إن الرياض تقدم نموذجًا جديدًا للتنمية المستدامة يعتمد على دمج القيم الإنسانية مع الابتكار التقني والثقافي. هذا النموذج لا يساهم فقط في تحسين الاقتصاد المحلي بل يضع المملكة العربية السعودية كلاعب رئيسي ومؤثر في الساحة الاقتصادية العالمية.

مقدمة عن خدمة “راصد”

أطلقت الهيئة العامة للغذاء والدواء في السعودية خدمة جديدة تُسمى راصد، تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف تحسين عملية تنظيم دخول الأدوية مع المسافرين. تم الإعلان عن هذه الخدمة خلال ملتقى الصحة العالمي الذي أقيم في الرياض. وقد طُورت هذه الخدمة بواسطة كوادر سعودية في معمل الذكاء الاصطناعي سيل التابع للهيئة.

كيف تعمل خدمة “راصد”؟

تسعى خدمة راصد إلى تحويل الرقابة التقليدية إلى نظام حماية استباقي يعتمد على البيانات. الهدف هو تسهيل مراقبة الأدوية المقيّدة التي يحملها المسافرون، والتغلب على تحديات مثل بطء الإجراءات وتعدد لغات الأدوية وصعوبة قراءة الوصفات اليدوية.

يقوم النظام بأتمتة عملية المطابقة بين مكونات الدواء وحالة المريض أو الكمية المسموح بها، وذلك باستخدام التقارير الطبية والوصفات الطبية. يدعم النظام أكثر من 50 لغة مختلفة لضمان دقة وسرعة المطابقة.

التأثير على تجربة المسافرين

من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن لخدمة راصد تحسين تجربة زوار المملكة بشكل كبير. فبدلاً من الانتظار لفترات طويلة عند نقاط التفتيش الجمركي، يمكن للمسافرين الآن المرور بسرعة أكبر بفضل العمليات المؤتمتة التي توفرها الخدمة.

دور معمل الذكاء الاصطناعي “سيل”

خدمة راصد هي إحدى نتائج معمل الذكاء الاصطناعي سيل، الذي أطلقته الهيئة لتعزيز الابتكار ورفع كفاءة العمليات الرقابية والتشغيلية. يهدف المعمل إلى تطوير حلول تقنية مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يسهم في تحسين الأداء العام للهيئة.

تعزيز الشراكات وتبادل المعرفة

يساهم المعمل أيضًا في توسيع الشراكات مع الجهات الحكومية والشركات التقنية المتخصصة لتبادل المعرفة وتطوير القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي. هذا يتماشى مع أهداف برنامج تحول القطاع الصحي ضمن رؤية المملكة 2030، والذي يهدف إلى تحسين الخدمات الصحية والرقابية.

أهمية التكنولوجيا في المستقبل

تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل تلك المستخدمة في خدمة “راصد” تمثل مستقبل الرقابة والتنظيم. فهي لا تساهم فقط في تسريع العمليات وتحسين الدقة، بل تساعد أيضًا في تقليل الأخطاء البشرية وزيادة الكفاءة العامة للنظام الصحي والرقابي.

في الحياة اليومية, يمكن أن نرى تأثير هذه التقنيات من خلال تقليل الوقت المستغرق لإتمام الإجراءات الروتينية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والزوار على حد سواء.

في المستقبل, قد تتوسع استخدامات هذه التقنيات لتشمل مجالات أخرى مثل التعليم والنقل والطاقة، مما يعزز من جودة الحياة ويجعلها أكثر سهولة ويسرًا للجميع.

مؤتمر أبشر 2025: خطوة نحو مستقبل رقمي متطور

برعاية وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، يُعقد مؤتمر أبشر 2025 في الرياض يومي 18 و19 ديسمبر. يهدف المؤتمر إلى تعزيز التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع أكاديمية طويق وعدد من الشركات العالمية المتخصصة في التكنولوجيا.

التحول الرقمي ورؤية السعودية 2030

يأتي هذا المؤتمر كجزء من الجهود المستمرة لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار. يركز المؤتمر على إبراز الابتكارات الرقمية الوطنية وتعزيز مكانة المملكة في مجال الحكومة الرقمية.

مبادرات رقمية جديدة ومعرض تقني

سيشهد المؤتمر إطلاق العديد من المبادرات الرقمية الجديدة، بالإضافة إلى معرض تقني يعرض أحدث الحلول المبتكرة. ستتاح الفرصة للمشاركين لحضور أكثر من 30 جلسة حوارية وورشة عمل تتناول مواضيع مثل التقنية والتحول الرقمي والهوية الرقمية والأمن والسلامة.

مبادرة أبشر طويق

من أبرز ما سيُعلن عنه خلال المؤتمر هو مبادرة أبشر طويق، التي تهدف إلى تدريب وتأهيل أكثر من 30 ألف شخص في مجالات التقنية والتحول الرقمي. تشمل المبادرة تنظيم هاكاثون بجوائز تصل إلى مليون ريال، بالإضافة إلى أكثر من 80 برنامجاً تدريبياً بالشراكة مع شركات عالمية وخبراء متخصصين.

تحديات برمجية وتكريم الفائزين

سيتم تنظيم تحدٍ برمجي تنافسي عبر منصة أكاديمية طويق للتحديات، حيث سيتم استعراض إنجازات المشاركين وتكريم الفائزين في مختلف المسارات التقنية. هذه الأنشطة تهدف إلى تحفيز الابتكار وتشجيع الشباب على تطوير مهاراتهم التقنية.

منصة وطنية للابتكار والتطوير

يمثل مؤتمر أبشر منصة وطنية تجمع المختصين والقيادات الحكومية وروّاد الأعمال لاستشراف مستقبل التحول الرقمي في المملكة. يعكس هذا الحدث تطور وزارة الداخلية في مجال التقنية ويبرز الإنجازات الرقمية الوطنية.

تأثير التقنيات الحديثة على الحياة اليومية:

• سهولة الوصول للخدمات: بفضل التحول الرقمي، يمكن للمواطنين والمقيمين الوصول بسهولة وسرعة للخدمات الحكومية عبر الإنترنت دون الحاجة لزيارة المكاتب الحكومية.
• تعزيز الأمن والسلامة: تساهم التقنيات الحديثة في تحسين مستوى الأمان والسلامة العامة من خلال أنظمة مراقبة متطورة وتحليل بيانات دقيق.
• فرص عمل جديدة: يوفر التحول الرقمي فرصاً وظيفية جديدة للشباب السعودي، مما يساعد على تقليل نسبة البطالة وزيادة الكفاءات المحلية.

الخلاصة:

Mؤتمر أبشر 2025 ليس مجرد حدث تقني عابر؛ بل هو خطوة استراتيجية نحو مستقبل رقمي مشرق للمملكة العربية السعودية. يعزز هذا المؤتمر التعاون بين القطاع الحكومي والشركات العالمية لتقديم حلول مبتكرة تسهم في تحسين جودة الحياة ودعم الاقتصاد الوطني.