في خطوة استراتيجية تهدف إلى الارتقاء بمعايير التعليم في المملكة العربية السعودية، وقّعت هيئة تقويم التعليم والتدريب، ممثلة بالمركز الوطني للتقويم والتميز المدرسي “تميز”، اتفاقيات اعتماد مدرسي وطني مع 10 شركات تعليمية رائدة. تشمل هذه الاتفاقيات 47 مدرسة أهلية وعالمية، يدرس بها ما يزيد عن 7,800 طالب وطالبة، وذلك خلال حفل رسمي أقيم في مقر الهيئة بالعاصمة الرياض.

يأتي هذا الإجراء في سياق التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع التعليم السعودي، والذي يُعد ركيزة أساسية في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030. تسعى الرؤية إلى بناء اقتصاد مزدهر يعتمد على المعرفة والابتكار، وهو ما يتطلب تطوير رأس المال البشري من خلال نظام تعليمي عالي الجودة قادر على إعداد جيل من المواطنين والمقيمين يمتلك المهارات اللازمة للمنافسة عالمياً. ويعتبر الاعتماد المدرسي أداة محورية لضمان الجودة والتحسين المستمر في أداء المؤسسات التعليمية.

تأسست هيئة تقويم التعليم والتدريب كجهة حكومية مستقلة مسؤولة عن تقويم واعتماد مؤسسات التعليم والتدريب في القطاعين العام والخاص. ومن خلال مركز “تميز”، تعمل الهيئة على تطبيق معايير وطنية دقيقة لتقييم أداء المدارس، مما يساهم في خلق بيئة تعليمية شفافة وموثوقة. يهدف الاعتماد إلى رفع جودة المخرجات التعليمية، وتعزيز ثقة أولياء الأمور والمستفيدين في المدارس، ومساعدتهم على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن تعليم أبنائهم.

وشملت قائمة الشركات والمدارس التي حصلت على الاعتماد كلاً من مدارس الإبداع العالمية بالرياض، ومدارس الفال المميز، ومدارس بيتي الصغير الأهلية، ومدارس وعد الأهلية بجدة، ومدارس بشائر الإبداع الأهلية بمكة المكرمة، ومدارس رؤية العالمية بالمنطقة الشرقية، ومدارس دور العلوم الأهلية بالأحساء، ومدارس عالم رياض الصالحين بالجوف، ومدارس قادة التغيير الأهلية بالقريات. ويعكس هذا التنوع الجغرافي والمؤسسي حرص الهيئة على تطبيق معايير الجودة في مختلف أنحاء المملكة.

إن تأثير هذه الخطوة يتجاوز مجرد منح شهادات الاعتماد؛ فهي ترسخ لثقافة التقييم الذاتي والتحسين المستمر داخل المدارس. كما أنها تشجع على المنافسة الإيجابية بين المؤسسات التعليمية لتقديم أفضل الخدمات، مما يعود بالنفع المباشر على الطلاب. على الصعيد الوطني، يساهم توحيد معايير الجودة في تعزيز سمعة النظام التعليمي السعودي إقليمياً ودولياً، وجعله أكثر جاذبية للاستثمارات والكفاءات العالمية، ويدعم بشكل مباشر برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد أهم برامج تحقيق الرؤية.