في خطوة تعكس التزامها بتعزيز جودة الحياة وتطوير البنية التحتية المجتمعية، افتتحت هيئة تطوير بوابة الدرعية حديقة “الميدان” الجديدة في حي الخالدية، وذلك تحت رعاية صاحب السمو الأمير فهد بن سعد، محافظ الدرعية. تمتد الحديقة على مساحة شاسعة تبلغ 14 ألف متر مربع، وتضم مركزًا مجتمعيًا متكاملًا مصممًا لخدمة سكان الدرعية وزوارها، وتقديم باقة متنوعة من الأنشطة والخدمات التي تلبي احتياجات جميع أفراد الأسرة.

تصميم يجسد الهوية العمرانية للدرعية

تتميز حديقة الميدان بتصميمها الفريد المستوحى من الكود العمراني لوادي حنيفة وروافده، في مبادرة تهدف إلى توحيد الهوية البصرية والعمرانية في المنطقة. هذا النهج يضمن تحقيق التكامل والتناغم في النسيج العمراني المحيط ببوابة الدرعية، ويعزز الارتباط البصري والثقافي بين المشاريع الحديثة والتراث الطبيعي والتاريخي للمنطقة. يجسد التصميم روح الدرعية وقيمها الراسخة في التآلف والاعتزاز بالهوية والارتباط الوثيق بالطبيعة.

السياق التاريخي وأهمية المشروع ضمن رؤية 2030

تأتي هذه المبادرة في سياق أوسع لمشروع تطوير بوابة الدرعية، الذي يعد أحد المشاريع الكبرى لصندوق الاستثمارات العامة. تكتسب الدرعية أهمية تاريخية كبرى كونها مهد الدولة السعودية الأولى وموطن حي الطريف التاريخي المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. يهدف المشروع إلى تحويل الدرعية إلى وجهة ثقافية وتراثية وسياحية عالمية. ويعد افتتاح حديقة الميدان جزءًا لا يتجزأ من هذه الرؤية، حيث يساهم بشكل مباشر في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، لا سيما في محور “مجتمع حيوي”، من خلال رفع مستوى جودة الحياة، وزيادة الرقعة الخضراء، وتعزيز المشاركة المجتمعية.

تأثير متوقع على المجتمع المحلي والجاذبية السياحية

على المستوى المحلي، من المتوقع أن تصبح حديقة الميدان نقطة جذب رئيسية لسكان حي الخالدية والأحياء المجاورة، موفرةً متنفسًا طبيعيًا وبيئة مجتمعية نابضة بالحياة. أما على النطاق الأوسع، فإن هذه المشاريع النوعية تعزز من مكانة الدرعية كنموذج للتطوير الحضري المستدام الذي يوازن بين الحفاظ على التراث وتلبية متطلبات الحياة العصرية. كما أنها تدعم البنية التحتية السياحية للمنطقة، مما يجعلها أكثر جاذبية للزوار من داخل المملكة وخارجها، الباحثين عن تجارب ثقافية وترفيهية غنية.

مرافق متكاملة لجميع أفراد المجتمع

تحتوي الحديقة على مجموعة متكاملة من المرافق التي تخدم كافة الفئات العمرية والاهتمامات. تشمل الحديقة مسطحات خضراء واسعة، ومرافق ترفيهية مخصصة للأطفال، وملاعب لممارسة الرياضات المختلفة، بالإضافة إلى مسارات للمشي والجري. أما المركز المجتمعي متعدد الاستخدامات فيضم مسجدًا، ومكتبة، ومقهى، ومساحات للأنشطة الاجتماعية، ومناطق عمل مشتركة، ومنطقة مخصصة لضيافة الأطفال. وتهدف الحديقة إلى استضافة فعاليات ترفيهية وثقافية واجتماعية ورياضية متنوعة، لتكون منصة للمبدعين والموهوبين، ومركزًا لتعزيز أواصر الترابط الاجتماعي وتشجيع المبادرات المجتمعية والأنشطة التطوعية.

أعلنت وزارة الداخلية السعودية، اليوم (الثلاثاء)، عن تنفيذ حكم القتل تعزيراً بحق ثلاثة مواطنين في المنطقة الشرقية، وذلك بعد إدانتهم بارتكاب سلسلة من الجرائم الإرهابية التي استهدفت زعزعة أمن واستقرار المملكة. ويأتي هذا الإجراء في إطار جهود الدولة المستمرة لمكافحة الإرهاب وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية للحفاظ على أمن المجتمع.

تفاصيل الجرائم والإدانة

أوضحت الوزارة في بيانها الرسمي أن المدانين الثلاثة، وهم: حسين بن حيدر بن علوي القلاف، ومحمد بن أحمد بن سعود آل حمد، وحسن بن صالح بن مهدي سليم، قد أقدموا على ارتكاب عمليات إرهابية خطيرة. وشملت جرائمهم قتل رجل أمن وإصابة آخر، وإطلاق النار بشكل عشوائي على المقار والمركبات الأمنية، بالإضافة إلى تصنيع المتفجرات وحيازة أسلحة وذخائر بهدف الإخلال بالأمن العام ونشر الفوضى.

وقد تمكنت الجهات الأمنية من إلقاء القبض على الجناة، وبعد إجراء تحقيقات مكثفة معهم، تم توجيه الاتهام إليهم رسمياً. وأُحيلت القضية إلى المحكمة المختصة التي أصدرت بحقهم حكماً يقضي بثبوت ما نُسب إليهم، والحكم عليهم بالقتل تعزيراً. وقد مر الحكم بجميع مراحل التقاضي، حيث تم استئنافه وتأييده لاحقاً من قبل المحكمة العليا، ليصبح حكماً نهائياً صدر بموجبه أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعاً.

السياق العام لمكافحة الإرهاب في المملكة

تخوض المملكة العربية السعودية حرباً شاملة ضد الإرهاب والتطرف منذ عقود، وقد طورت استراتيجية متكاملة لا تقتصر على المواجهة الأمنية فحسب، بل تشمل أيضاً الجوانب الفكرية والتشريعية. وتُعد المنطقة الشرقية من المناطق التي شهدت تحديات أمنية مرتبطة بأنشطة إرهابية مدعومة من جهات خارجية تهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية وزعزعة الاستقرار. وتتعامل السلطات السعودية بحزم مع هذه التهديدات، مؤكدة على سيادة القانون وقدرة أجهزتها الأمنية على ردع كل من يحاول المساس بأمن الوطن والمواطنين.

أهمية الحكم وتأثيره المتوقع

يحمل تنفيذ هذا الحكم رسالة واضحة على الصعيدين المحلي والدولي. فعلى المستوى المحلي، يؤكد على عدم التهاون مطلقاً مع الجرائم الإرهابية، وأن العقاب الشرعي هو مصير كل من يتعدى على الآمنين أو يستهدف رجال الأمن. كما يعزز ثقة المواطنين في قدرة الدولة على تحقيق العدالة واستتباب الأمن. أما على الصعيد الإقليمي والدولي، فيبرز هذا الإجراء جدية المملكة في محاربة الإرهاب كجزء من التزاماتها الدولية، ويظهر أن نظامها القضائي قادر على التعامل مع أعقد القضايا الأمنية وفقاً لتشريعاتها الوطنية المستمدة من الشريعة الإسلامية. إن هذا الحكم الرادع يهدف إلى حماية النسيج الاجتماعي ومنع تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً.

واختتمت وزارة الداخلية بيانها بالتأكيد على أن حكومة المملكة ماضية في تنفيذ أحكام الله في كل من يسعى لسفك الدماء المعصومة أو انتهاك الحق في الحياة والأمن، محذرةً في الوقت ذاته كل من تسول له نفسه الإقدام على مثل هذه الأعمال الإجرامية بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره المحتوم.