الأخبار المحلية

شاكر الشيخ: مصدر إلهام وعطاء لا ينضب

اكتشف سحر الساحل الشرقي ودفء أهله في رحلة عبر الذكريات والثقافة العميقة، حيث ينبض المجتمع بالحيوية والأخلاق العالية.

Published

on

ذكريات من ساحل الشرق: حكايات دفء وأصالة

هل سبق لك أن زرت مكانًا وشعرت بأنك تعرفه منذ زمن بعيد؟ هذا هو الشعور الذي يغمرك عندما تطأ قدماك مدن الساحل الشرقي لبلادنا. تلك المدن التي تفيض بالعطاء والدعة، وتحتضنك بدفء لا يشبه إلا أهلها وساكنيها.

في مطلع تسعينات القرن الماضي، قضيت عامين في المنطقة الشرقية، وهناك لمست مجتمعًا ينبض بالحيوية والأخلاق العالية. لكن ما أدهشني حقًا هو الثقافة العميقة التي يمتلكها الكثيرون هناك. كانت تجربة لا تُنسى، خاصة بفضل الأشخاص الذين تعرفت عليهم خلال تلك الفترة.

لقاء مع شخصيات لا تُنسى

من بين هؤلاء الأشخاص كان الراحل جبير المليحان (رحمه الله)، الذي عرّفني على مجموعة من الأصدقاء الرائعين، منهم العزيز شاكر الشيخ (رحمه الله). رغم قلة اللقاءات التي جمعتني بشاكر، إلا أن كل لحظة معه كانت تحمل تفاصيل تظل محفورة في الذاكرة والقلب.

أتذكر جيدًا ذلك الثلاثاء المطير حين تلقيت اتصالاً من شاكر يدعوني إلى منزله في اليوم التالي. كنت في الموعد برفقة جبير المليحان، وكانت تلك المرة الرابعة التي ألتقي فيها بشاكر. أول لقاء لنا كان قبل أربعة أعوام في جدة خلال ندوة التراث التي نظمها نادي جدة الأدبي.

شاكر الشيخ: مزيج من الأصالة والحداثة

كان شاكر يجمع بين الأصالة والحداثة بطريقة مبهجة. يمتلك ثقافة متنوعة وجمالها يكمن في تنوعها. الأجمل أنه يُشعرك وكأنه يعرفك منذ عقود بأسلوبه الأخاذ وتلقائيته الفاتنة وهو يسرد تجاربه الإدارية والصحفية والفنية بمعلومات فريدة.

شاكر لم يكن مجرد صحفي أو إداري؛ بل كان فنانًا مفعمًا بالعذوبة والرقة. أنغام عوده كانت تداعب مسامعنا بألحان تراثية وأغانٍ حديثة خص بها الفنان عبدالله البريكان. تجربة موسيقية فريدة أتساءل لماذا لم تستمر لتصبح ثروة ثقافية نحافظ عليها.

الطموح والتعلم المستمر

ما أعجبني في شاكر هو حرصه على تطوير مهاراته اللغوية ليصل إلى مستوى الترجمة الاحترافية. قلت لنفسي: هذا إنجاز آخر يضيفه أبو بدر لسلسلة إنجازاته المتنوعة. علمت لاحقًا أنه قام بترجمة بعض النصوص الأدبية، ولا ريب أن هذا يعكس شغفه الدائم بالتعلم والتطور.

ختامًا، تبقى ذكرياتي مع شاكر ورفاقه جزءًا لا يتجزأ من تجربتي في المنطقة الشرقية؛ تجربة مليئة بالدفء والحنوّ والأصالة التي تشبه تمامًا روح المكان وأهله.

Trending

Exit mobile version