دور الجيولوجيا والتعدين في تعزيز الاقتصاد الوطني

تحليل اقتصادي لمجلة أرضنا.. الجيولوجيا والتعدين

أصدرت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية العدد الثامن والعشرين من المجلة العلمية السنوية أرضنا.. الجيولوجيا والتعدين، الذي صدر في شهر أغسطس الماضي باللغتين العربية والإنجليزية. تضمن العدد مجموعة من الدراسات والأبحاث الرائدة التي تسلط الضوء على التوجهات المستقبلية لقطاع الجيولوجيا والتعدين، وهو قطاع حيوي يساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني.

قصة نجاح سعودي في إدراج مواقع جيوبارك

افتتح العدد بموضوع قصة نجاح سعودي، حيث تم إدراج شمال الرياض وسلمى جيوبارك في قائمة اليونسكو العالمية للجيوبارك. هذا الإنجاز يعكس ريادة السعودية في الحفاظ على إرثها الجيولوجي وتنوعها الفريد، ويضعها بين أوائل الدول العربية التي تحتضن موقعين جيوبارك عالميين.

هذا الإدراج لا يعزز فقط السياحة البيئية ولكنه يفتح أيضًا آفاقًا جديدة للاستثمار في القطاع السياحي والجيولوجي، مما يسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني ويقلل الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للإيرادات.

الذكاء الاصطناعي ودوره في قطاع الجيولوجيا

تناول العدد أيضًا موضوع الذكاء الاصطناعي وإمكانية استبداله للجيولوجيين التقليديين. أشار خبير الذكاء الاصطناعي د. سالم الغربي إلى أن تطوير القدرات التقنية أصبح ضرورة ملحة، وأن اكتساب مهارات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها يمكن أن يحسن كفاءة العمليات ويوفر الوقت والموارد.

توظيف الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين دقة التحليلات الجيولوجية وتقليل الأخطاء البشرية، مما يعزز من فعالية وكفاءة القطاع ويساعد على اتخاذ قرارات مستنيرة مبنية على بيانات دقيقة.

استكشاف الطاقة الحرارية الأرضية

في موضوع آخر، ناقش المهندس الجيولوجي هيثم برنجي استكشاف مصادر الطاقة الحرارية الأرضية في السعودية. وأوضح أن تقييم هذه المصادر يتطلب دراسات جيولوجية دقيقة تبدأ من تحليل الخرائط الجيولوجية وقياس التراكيب الأرضية.

استغلال الطاقة الحرارية الأرضية يمثل فرصة كبيرة للسعودية لتوسيع مزيج الطاقة الخاص بها وتنويع مصادرها بعيدًا عن الوقود الأحفوري التقليدي.

التوقعات المستقبلية وتأثيراتها الاقتصادية

المؤشرات الحالية تشير إلى أن السعودية تتجه نحو تعزيز مكانتها كقوة اقتصادية متنوعة تعتمد على الابتكار والاستدامة البيئية.

إدراج مواقع جيوبارك واستخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي واستكشاف الطاقة الحرارية الأرضية كلها خطوات تعكس رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تنويع الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة.

على الصعيد العالمي، يمكن لهذه التطورات أن تعزز مكانة السعودية كلاعب رئيس في أسواق الطاقة البديلة والسياحة البيئية، مما يزيد من جاذبيتها للاستثمارات الأجنبية المباشرة ويعزز نمو الناتج المحلي الإجمالي.

في الختام، يمثل العدد الجديد من مجلة أرضنا.. الجيولوجيا والتعدين خطوة مهمة نحو تعزيز الفهم العميق للأهمية الحيوية لقطاع الجيولوجيا والتعدين وتأثيره الإيجابي المتوقع على الاقتصاد السعودي والعالمي خلال السنوات القادمة.