الأخبار المحلية
“زولية أمي: حكايات الضوء والذاكرة في دار عوضة”
اكتشف عبق الماضي ودفء الحنين في زولية أمي للفنان سعيد قمحاوي، حيث يلتقي الفن بالذاكرة في دار عوضة بالأطاولة.
زولية أمي: رحلة في ذاكرة البيوت الدافئة
في معرض ألوان الباحة، حيث تتلاقى الألوان والذكريات في دار عوضة بالأطاولة، يبرز عمل فني يحمل بين طياته عبق الماضي ودفء الحنين. إنه زولية أمي، العمل المفاهيمي الذي يقدمه الفنان السعودي سعيد قمحاوي، ليأسر القلوب ويثير الفضول.
تخيل نفسك جالسًا على ضوء زاهٍ ينبعث من سجادة تقليدية، تستشعر دفء البيوت القديمة ورائحة السجاد الذي شهد لحظات الفرح والطفولة. هذا ما يقدمه قمحاوي في عمله الفني الذي جاء من العاصمة الرياض ليترك بصمة لا تُنسى بين أروقة المعرض.
حوار بين الماضي والحاضر
زولية أمي ليست مجرد قطعة فنية مضاءة؛ إنها حوار مفتوح بين الماضي والحاضر. يجلس الزوار على ضوئها ليلتقطوا الصور ويستشعروا حضور تفاصيل البيوت الأولى التي شكلت وجدانهم.
ينبع هذا العمل من ارتباط سعيد قمحاوي العميق بالأطاولة، حيث النسب والجذور وذاكرة المكان. استعاد سجادة والدته لتكون رمزاً للبيت الدافئ وحكايات الأمس التي لا تزال تعيش في قلبه.
الفن المفاهيمي: تجربة إنسانية تتجاوز الحدود
نال زولية أمي تفاعلاً واسعاً من الجمهور والنقاد الذين رأوا فيه نموذجاً لنجاح الفن المفاهيمي في تحويل ذكرى شخصية إلى تجربة إنسانية شاملة. لقد أعاد للأذهان قيمة التفاصيل البسيطة التي تحفظ ذاكرتنا الجمعية وتربطنا بجذورنا.
سعيد قمحاوي: رحلة فنية ملهمة
ولد سعيد قمحاوي عام 1972 في منطقة الباحة، وبدأ شغفه بالفن منذ طفولته مستلهماً من تفاصيل الحياة اليومية ما يحوله لاحقاً إلى أعمال تجمع بين الواقعية والسريالية. يعد أحد مؤسسي مركز تسامي للفنون البصرية وعضو بيت الفنانين بجدة.
بعد تخرجه في معهد الفنون الجميلة بالرياض عام 1990، أمضى أكثر من 25 عاماً في تدريس الفنون قبل أن يتفرغ لممارسة الفن عبر تأسيس رصيف ستوديو في الرياض. شارك قمحاوي في معارض محلية ودولية، منها: نور الرياض، ومسك آرت، كما عرضت أعماله في متاحف عالمية مثل متحف اللوفر.
يُعرف بتركيزه على قضايا الهوية والذاكرة والتحولات الاجتماعية في المملكة، مما يجعله واحدًا من أبرز الفنانين السعوديين الذين يسهمون بشكل فعال في المشهد الفني العالمي والمحلي.